على الرغم من ان هناك ثلاث شركات طيران في منطقة الخليج العربي هي الاقدم من ناحية تاريخ الانشاء، فإن ثلاث شركات حديثة العهد في التكوين سيطرت اخيرا على اجواء المنطقة، بل وبدأت تشكل تهديدا تجاريا كبيرا على شركات طيران عالمية، كان التنافس ضدها يعد ضربا من الخيال في السابق، لكن المعادلة، انقلبت رأسا على عقب، وفجرت تلك الشركات الجديدة مفاجأة من العيار الثقيل بالصمود في وجه المتغيرات الاخيرة على الساحة الدولية، ويبدو انها ستحقق حلمها بتثبيت منطقة الشرق الاوسط، وتحديدا منطقة الخليج العربي على كونها احد اهم محور عالمي ما بين الشرق والغرب. اوجدت منطقة الخليج بعد فترة الثمانينات، وتحديدا بعد الحرب على العراق عام 1991، فرصة سانحة لدى دول مجلس التعاون الخليجي كي تستقطب انظار العالم اليها من ناحية اهميتها، وغناها بمصادر الطاقة الحيوية كالنفط والغاز. الا ان منحى آخر ظهر مع كل ذلك وهو النمو الاقتصادي والتجاري، فعلى سبيل المثال استفادت دولة الامارات العربية المتحدة من موقعها الجغرافي المميز ومساحتها الجيدة، وهذا ما دفعها الى التركيز على أهمية النقل الجوي في خلق بيئة تجارية حيوية ممتازة وهذا كان مثالاً جيداً كي يحتذى به، وبالفعل قامت قطر بالحذو حذوها، ودفعت بكل طاقاتها الى ابعد الحدود، وبالطبع لا تقل دولة قطر، على الرغم من صغر حجمها، من ناحية فرادة الموقع عن دولة الامارات، خصوصاً ان دولة قطر هي شبه جزيرة في وسط الجهة الغربية من الخليج العربي، لذا فهي ايضاً تعتبر نقطة توقف ممتازة من الناحية العملية.. كما استفادت دولتا قطر والامارات من ازمة العراق حيث الحرب عليها لمدة 12 سنة متواصلة من قبل قوات التحالف الدولية ضد نظام صدام العدواني، وحتى سقوطه عام 2003، بحيث باتت الانظار تتوجه بعيداً ناحية الدولتين المذكورتين آنفاً والتركيز عليها، بينما اثرت تلك الازمة سلباً على الكويت حيث ارتباطها بحدود مباشرة مع العراق في تلك الفترة وهذا ما دفع دولً عالمية عدة لتركيز حركتها الى تلك الدولتين، كذلك سهل من الامر، الانفتاح الكبير في اسواقها وقلة العقبات الامنية فيها.