قبل نهاية هذا العقد، ستظهر خدمة جديدة كليا من خدمات النقل الجوي، لم تكن مسبوقة او ربما بمعنى آخر كانت موجودة بصورة مختلفة وحصرية على فئة معينة من الناس. فبعد ازدحام المطارات بالطائرات والركاب، وتعقد اجراءات الامن وضجة المسافرين والارباكات الناجمة عن التأخير والتأجيل، وغيرها من الامور الخارجة عن الارادة، اصبح السفر مزعجا بشكل مريع، وافتقد المسافرون لعنصر السلاسة والسرعة في ترحالهم، بل ان رحلة قصيرة جدا داخليا باتت تشكل سلسلة من الاجراءات اشبه بتلك التي يخضع لها المسافرون عند الرغبة في السفر الطويل العابر للقارات.
لقد بينت الحقائق ان هناك جموعا غفيرة من الناس ترغب في استخدام الطائرة في تنقلاتها اليومية تماما مثل ركوب القطارات في بعض الدول، لكنهم لا يستطيعون ذلك بسبب نقص المعدات والطائرة المناسبة لذلك، كما ان فئة لا بأس بها من المديرين ورجال الاعمال المتوسطي الحال يرغبون بخدمة تاكسي جوي متوفرة على مدار اليوم، لذلك أخيرا سيتم لهم الحصول على مبتغاهم حيث ان شركات جديدة متخصصة بهذه الخدمات بدأت تظهر في الافق.
لا يمكن الاستغناء عن السفر جوا، ولا يمكن الاستغناء عن الطائرات الكبيرة الحجم ايضا، كما لا يمكن الاستغناء عن خدمات شركات النقل الجوية العالمية في السفر بين قارة واخرى، لكن ليس بمقدور شركات النقل الجوي العالمية نقل كل مسافر الى اقرب مطار او الى بيته الخاص، اذا هناك حاجة احيانا للعديد من المسافرين بعد رحلة مضنية استغرقت ساعات طويلة قضوها على متن طائرة نقل ضخمة لركاب ولو متمتعين بخدمة متميزة، الى اللجوء بغية الوصول إلى قراهم او مدنهم غير المجهزة بقطارات دولية ذات انظمة ملاحية قياسية، لاستقلال القطار او الحافلات (الباصات) او حتى سيارة اجرة ودفع مبالغ اضافية كي يصلوا إلى مبتغاهم والسبب عدم وجود وسيلة مواصلات جوية مناسبة.
اما النمط الثاني من الناس، فإنهم المسافرون داخليا (داخل الدولة نفسها) او اقليميا، حيث يضطرون مثلا لركوب طائرات في رحلات داخلية من مطارات داخلية او دولية احيانا مزدحمة بالمسافرين وتغص بالطائرات تحت رغبة شركات الطيران الداخلية او الدولية (حسب الوجهة الاقرب) التي تحدد متى والى اين ستتوجه طائراتها، وربما تستغرق الرحلة الجوية مدة اقصر من فترة التنقل من والى المطار والوجهة، حيث ازدحام السير البري وضجة الشوارع بالسيارات فيضيع عنصر السرعة والسهولة في الحركة وتتعطل الاعمال والاشغال.. اذا ما العمل وما هو الحل؟