[kuwaity_pilot]

تحركت شركات الطيران التجارية والاقتصادية منخفضة التكلفة على السواء بسرعة للتغلب على انخفاض إيراداتها نتيجة لتراجع حركة السفر خلال الفترة الماضية، وذلك من خلال اتباع استراتيجيات جديدة تسعى إلى تحقيق اكبر قدر ممكن من التوفير في التكلفة عبر الاستخدام الامثل للطائرات على الرحلات الأكثر مبيعا والاستفادة القصوى من الانخفاض في تكلفة الوقود مع تحسين كفاءة الأداء الإداري بواسطة استثمار قدرات الموظفين .
قالت مصادر عاملة في قطاع الطيران إن شركات الطيران تلجأ إلى تخفيف التكاليف التشغيلية من خلال العمليات المنخفضة التكاليف، وذات الفعالية العالية والاستخدام الأمثل للطائرات والاهتمام بنوعية الموظفين وبالكفاءات الإدارية من اجل زيادة معدل الربحية وتعويض النقص في حركة السفر والانخفاض في أسعار التذاكر .وأشارت المصادر إلى أن شركات الطيران ووكالات السفر تحاول تعويض الفترة الحالية التي تشهد تراجع عدد المسافرين وانخفاض أسعار التذاكر بالمواسم الأخرى التي تزيد فيها حركة السفر وما يؤول إليه من ارتفاع في أسعار التذاكر، مشيرة إلى انه يمكن أن تلجأ شركات الطيران إلى تقليص عدد الرحلات إلى بعض الجهات وتوجهها إلى مناطق أخرى حسب حركة السوق ومعدل العرض والطلب .
وأوضحت المصادر أن انخفاض أسعار التذاكر في الفترة الحالية سيكون له تأثير هامشي في ربحية الشركات وذلك بسبب انخفاض أسعار البترول الذي ساعد شركات الطيران على طرح المزيد من العروض الترويجية وتخفيض الأسعار مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق .
وقال عدنان كاظم نائب رئيس أول العمليات التجارية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران في طيران الإمارات ان الشركة تميزت بشكل كبير في استخدامها للاسطول حيث انها تواصل انتهاج سياسة الاستخدام الأمثل للسعة المقعدية المتاحة وقد ساهمت هذه السياسة بشكل فعّال في المحافظة على العائدات المالية للشركة عند أفضل مستويات ممكنة .
وأضاف كاظم أن من بين الوسائل التي تنتهجها طيران الإمارات لتحقيق الكفاءة في عملياتها، قيامها بتشغيل طائرات أسطولها التي تستوعب عدداً أكبر من الركاب في خدمة المحطات التي يزداد فيها الطلب على السفر . فعلى سبيل المثال، أعلنت الناقلة تحويل طائرتي الإيرباص أ380 من خط نيويورك، ووضع إحداهما لخدمة خط دبي- تورنتو (بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً) والثانية لخط دبي- بانكوك (بمعدل رحلة واحدة يومياً)، واستخدام طائرتي بوينج 777 - 300 ئي آر بدلاً منهما لخدمة إحدى رحلتي نيويورك اليوميتين . وتأتي هذه الخطوة استجابة لتغير معادلة المقاعد المتاحة والطلب في هذه الأسواق الثلاثة .

وأشار كاظم إلى انه في سبيل المحافظة على ملاءة مقعدية جيدة على خطوط معينة، تقوم الناقلة بطرح عروض جذابة من خلال برامج “الإمارات للعطلات” الغنية بأنشطتها الترفيهية التي تناسب جميع أفراد العائلة إلى عدد من الوجهات ضمن شبكة خطوطها التي تغطي 101 وجهة ضمن 61 دولة .

وأكد كاظم في هذا الصدد أن طيران الإمارات تمضي قدماً في خططها المقررة للسنة المالية الجارية بدون أن تلغي أو تؤجل أي مشروع . وأعلنت مؤخراً عن خطط لزيادة عدد الرحلات المنتظمة عبر شبكة خطوطها بنسبة 14% خلال السنة المالية 2009-2010 وتتضمن الخطط رفع السعة المقعدية المتاحة بنسبة 14%، مما يتيح فتح خطوط جديدة بالإضافة إلى تعزيز الخدمات على عدد من الخطوط الحالية، ورفع طاقة الشحن أيضاً بنسبة 17% . وقال كاظم إن طيران الإمارات قادرة على تعزيز وجودها على الخطوط التي تتميز بارتفاع معدلات الطلب . وسوف نخصص الرحلات الجديدة للأسواق التي ترى فيها فرصاً جيدة للنمو، وخاصة إفريقيا والشرق الأوسط، حيث أعلنت عن خطط لإطلاق خدمة يومية جديدة بدون توقف بين دبي ومدينة ديربان في جنوب إفريقيا، التي ستصبح اعتباراً من 1 أكتوبر/ تشرين الأول ،2009 ثالث محطة لطيران الإمارات في تلك الدولة، وتأتي هذه الخطوة قبيل بطولة العالم لكرة القدم التي تستضيفها جنوب إفريقيا عام ،2010 التي ترعاها الناقلة كشريك رسمي للفيفا .

وأوضح أن سياسة طيران الإمارات أساساً تقوم على ترشيد النفقات وتوجيه الإنفاق في القنوات المناسبة له من دون أن يؤثر ذلك في مستوى المنتجات والخدمات المتميزة التي دأبت على توفيرها لجميع ركابها بغض النظر عن الدرجة التي يسافرون عليها .

كما تواصل الاستثمار في تطوير هذه الخدمات وإحداث خدمات جديدة ترسي معايير صناعة الطيران مثل خدمة “إيروموبايل”، التي توفرها طيران الإمارات لركابها والتي تتيح لهم استعمال هواتفهم المحمولة على بعض الرحلات، ونظام الترفيه الجوي ice للمعلومات والاتصالات والترفيه الذي يوفر أحدث الأفلام العالمية، ومختلف أنواع الموسيقا العالمية التي تلبي أذواق جميع الأجيال، بالإضافة إلى أكثر من 100 من ألعاب الفيديو، وكذلك أكثر من 450 برنامجاً تلفزيونياً، وغير ذلك الكثير من الخدمات المتطورة حيث تواصل الناقلة تطبيق هذه السياسة سواء في أوقات الرخاء أم الأزمات .
وقال حسام ريدان مدير العلاقات العامة في العربية للطيران إن الأسعار الحالية للوقود أسهمت في انخفاض أسعار تذاكر شركات الطيران بشكل عام والطيران الاقتصادي بشكل خاص، وهذا ما يظهر من خلال الأسعار التنافسية والمنخفضة التي تقدمها شركة العربية للطيران لعملائها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشبه القارة الهندية ووسط آسيا، مشيراً إلى أن العربية للطيران التي تعد أول شركة طيران اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقدم أفضل الأسعار وأكثرها انخفاضاً من بين جميع شركات الطيران التقليدية والاقتصادية في المنطقة .

وأوضح ريدان أن نموذج الطيران الاقتصادي الذي تتبعه شركة العربية للطيران، بتركيزه على تخفيف التكاليف التشغيلية وزيادة معدل الربحية وذلك من خلال العمليات المنخفضة التكاليف، والفعالية الأقصى والاستخدام الأمثل للطائرات، مضيفاً أن العربية للطيران تتميز عن غيرها من الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط بانخفاض تكاليف التوزيع، والاعتماد على طراز واحد من الطائرات، إلى جانب توفير طائراتها لمواصفات تجهيز متميزة بهدف زيادة راحة المسافرين حيث تضم كل طائرة 162 مقعداً وكابينة واحدة مع مقعد عرضه 32 بوصة بالمقارنة مع 28 إلى 29 بوصة في معظم شركات الطيران الأخرى في المنطقة .

وأشار ريدان إلى أن الشركة تتمتع بالعديد من المميزات الأخرى التي تساعد على تخفيض التكلفة مما ينعكس إيجابا على أسعار التذاكر وبالتالي على تقوية الميزة التنافسية للشركة، وتتضمن هذه الميزات أفضلية الريادة في قطاع الطيران الاقتصادي في المنطقة، حيث كانت العربية للطيران أول شركة نجحت بتطبيق مفهوم الطيران الاقتصادي في المنطقة من خلاله المساهمة بتوفير تذاكر السفر بأسعار منخفضة، إلى جانب تمتعها بشبكة توزيع مميزة . ومن هنا يظهر نجاح الشركات التي تعرف كيف توازن بين هذه العوامل جميعا بما يحقق عوائد مرتفعة للشركة ومساهميها .

من جهته، قال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية إنه وبسبب الخبرة والمرونة التي تتمتع بها جداول رحلات “القطرية”، فقد تم تعديلها مؤخراً لتناسب موسم الصيف، الذي يتوقع الباكر أن يكون موسماً جيداً . وتتضمن قائمة الوجهات الرئيسة: بانكوك، مانيلا، كوالالمبور، سنغافورة وبالي في آسيا . ولبنان، دمشق، مسقط، القاهرة، الدار البيضاء، الدوحة ودبي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . ونيويورك، واشنطن العاصمة، هيوستن في الولايات المتحدة، إضافة إلى العديد من المدن في أوروربا، مضيفاً ان الخطوط الجوية القطرية مستعدة بالكامل لاستقبال مواسم الذروة وانخفاض الطلب على السواء، وموسم الصيف هذا العام ليس استثناء ونتوقع أعداداً كبيرة من المسافرين إلى وجهات العطلات المعروفة على امتداد شبكة وجهاتنا .

وأضاف الباكر أن الخطوط الجوية القطرية تمتلك نظام عمليات على درجة كبيرة من الكفاءة ومراقب بشكل يومي عبر شبكة من فريق عمليات متخصص بالتنسيق مع قسم التخطيط المؤسسي في الشركة، وتتضمن أيضاً كيفية الاستفادة من طائراتها بالشكل الأمثل ضمن شبكة الرحلات

وأوضح الباكر أن الشركة قامت بدارسة العديد من الحلول بغرض تقليل كمية الوقود المستخدم خلال حركة الطائرة على الأرض وفي الجو، الأمر الذي أدى إلى توفير في كميات الوقود . وتتضمن هذه الإجراءات مثلاً استخدام محرك واحد لتسيير الطائر على أرض المطار بدل تشغيل محركين أو أربعة في حال أسطول طائرات ايرباص A340-600، فضلاً عن أن شركتنا تنعم بأحدث أسطول جوي وأكثرها توفيراً للوقود في الأجواء .

وقال الباكر إن الشركة أعلنت عن تكثيف رحلاتها على وجهات معينة تماشياً مع حجم الطلب مثل جنيف ولاغوس ومانيلا ومسقط وكولالمبور والجزائر وتونس، مؤكداً ان الخطوط الجوية القطرية حققت نمواً كبيراً وبمستويات صحية على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية .

مضيفاً ان هناك العديد من العوامل التي تؤثر في أسعار التذاكر، مثل تقلبات السوق وارتفاع حجم الاستيعاب أو انخفاضه في أي وجهة معينة تسير إليها مجموعة من شركات الطيران رحلاتها، إضافة إلى أسعار الوقود ومستوى الطلب وغيرها من العوامل، مضيفاً أن للشركة آلية محددة تضمن أفضل قيمة للمسافرين وللشركة، وهذا المفهوم جزء من استراتيجية شركتنا وأسلوب عملها الذي يشمل أيضاً زيادة القدرة الاستيعابية خلال فترة قصيرة وفقاً لمستويات الطلب .


المصدر: الخليج