[:::: A L I ::::]

معارض الطيران تكشف عن طموح البشرية نحو الفضاء


الطيران نحو الفضاء أصبح أكثر سهولة وأقل تكلفة بفضل تقنيات جديدة تتطور باستمرار



نماذج لمختبرات ناسا

تقرير: م- أمان الخالد
لم يعد تجاوز الجبال والطيران بسرعة الصوت وعبور القارات بأكثر من سرعة الصوت يشبع رغبات البشر، وشيئا فشيئا تتسلل تقنيات السفر للفضاء عبر الطائرات العادية أو بصواريخ منخفضة التكاليف إلى الوجود في الوقت الذي تبذل فيها شركات أخرى مجهودات كبيرة في تصميم فنادق الفضاء وما يتبعها من مفروشات وتجهيزات وأطعمة وموظفين، أما وكالة الفضاء الأمريكية فهي في حالة استنفار كبرى وتعمل ليل نهار على مشروعها الضخم الخاص بإنشاء قاعدة بشرية دائمة على سطح القمر، وفي معرض الطيران الأخير بمدينة أوشكوش الأمريكية يمكن بسهولة التعرف على التوجهات المستقبلية للبشرية نحو الفضاء.
معرض طيران مميز
كان عنوان المعرض لهذا العام هو الطائرات تحت التجربة، أي التجارب التقنية الجديدة في عالم الطيران، وهذا ما يجعل هذا المعرض الذي استمر لمدة أسبوع تقريباً مميزا عن المعرضين الكبيرين الفرنسي والروسي حيث ضم أكثر من ألف طائرة ونصف مليون زائر من انحاء العالم ، وشمل المعرض عدة أجنحة متخصصة في عدد من التقنيات مثل المحركات والصواريخ والطائرات المدنية والعسكرية وأضيف إليها الطائرات الفضائية كما تسلل لها عدد من الطائرات القديمة والتي تعطي نكهة خاصة لأي معرض طيران وذلك نظراً لما تقوم بها هذه الطائرات من استعراضات متميزة لا يمكن لأنواع الطائرات الأخرى القيام بها.
ولعل أكثر الطائرات إثارة في هذا المعرض هو الطائرتين المتشابكتين ذات الشكل الغريب والتي يبلغ طول جناحها 140 قدما ويمكنها حمل طائرة الفضاء المعروفة من نوع Virgin لتأخذها إلى ارتفاعات عالية جداً لتنطلق بعدها طائرة الفضاء الصغيرة الحجم والتي ستحمل أوائل السياح الفضائيين إلى فندقهم الفضائي خارج الغلاف الجوي، والطائرة الكبيرة ملقبة باسم WhiteknightTwo أو الرمز (Eve) وهي طائرة مزودة بأربعة محركات ضخمة من نوع Pw308A من شركة Pratt And Whitney والمصنوعة كلياً من سبائك الكربون ويمكنها الطيران إلى ارتفاع يقارب 50 الف قدم فوق سطح الأرض.







أحد معارض الطيران الدولية



وعند هذا الارتفاع ستنطلق الطائرة الفضائية مخترقة الغلاف الجوي نحو الفضاء، يمكن لهذه الطائرة إطلاق أربع رحلات فضائية في اليوم حيث يتوقع ان يكون الإقبال كبيراً، من جهة اخرى كانت أكبر طائرة في العالم وهي الايرباص 380 أي العملاقة ذات حضور كبير في هذا المعرض ولفتت الإنتباه بشكل واضح حيث أظهرت الصور المختلفة للمعرض كيف أجمتع الزوار حول هذه الطائرة التي أخذت مساحة كبيرة على أرض المطار وتنافسها عدد من الطائرات الكبيرة مثل طائرة النقل العسكرية C130 أكثر الطائرات العسكرية انتشارا حول العالم وبالقرب منها الطائرة العامودية الجبارة Erickson وهي طائرة مخصصة للمهام الصعبة كعمليات الإنقاذ الجماعي ومكافحة الحريق ونقل المعدات وغيرها.
تقنيات تحت التجربة
أما أهم التقنيات تحت التجربة فيمكن اكتشافها بسهولة في المعرض بمجرد النظر إلى تلك الطائرات الغريبة الشكل مثل الطائرات الفردية التي تقلع من حديقة المنزل او من على السطح، كما يمكن ملاحظة وجود طائرات يمكنها السير كسيارة والإقلاع أيضاً مثل أفلام جيمس بوند الخيالية القيمة ولكن مع تطور حقيقي وبدعم من وكالة ناسا لعلوم الفضاء. وبما أننا ذكرنا فمن الأولى ذكر الجناح الكبير والمميز لهذه الشركة في المعرض حيث احتلت ركنا جانيباً من المطار على شكل خيمة كبيرة عرضت فيها خططها المستقبلية نحو الفضاء ولعل أهم برنامج لديها هو برنامج بناء قاعدة على سطح القمر، ويقوم المختصون في الجناح بشرح مفصل لهذا البرنامج. ولا شك ان هناك العديد من التساؤلات حول هذا البرنامج مثل ماهي الاهداف والفوائد من إقامة هذه القاعدة وأين ستقام وماهي ممزات المواقع المختلفة على سطح القمر وماهي الخطوات التالية لهذا المشروع وماهي تكلفته، والحقيقة أن هذا البرنامج هو خطوة أولى نحو الفضاء وخاصة نحو المريخ وزحل واللذان أثبتا من خلال الزيارات المختلفة للمسبار الفضائي هابل أن هناك احتمالا كبيراً لوجود الماء، ويبدو ان ناسا قرررت ارسال بشر نحو المريخ للهبوط عليه والتعرف على سطحة بشكل مباشر، أما الفوائد الاقتصادية المتوقعة لمشاريع الفضاء بصفة عامة فهي محاولة الحصول على مكونات ومعادن ثمينة يمكن الاستفادة منها في خدمة الاقتصاد الأمريكي كما ان هناك العديد من المواد الكيميائية والعضوية وغيرها تمتلك مواصفات خاصة عندما يتم تركيبها في بيئة عديمة الجاذبية، وبهذا فإن مثل هذه المشاريع الضخمة والمكلفة هي مشاريع استثمارية بعيدة المدى ستبقي أمريكا في القمة دائماً.





السيارة الطائرة

[حسونه]

مشكور اخي على نقل الخبر