المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
ما بالها تلك المرأة تنظر للفتاة التي تركن سيارتها الصغيرة السوداء هناك .. ما بالها تنظر ايضا لتلك الفتاة العشرينية بشغف .. ماذا يجول بخاطرها يا ترى وهي تقوم بعملية مسح شاملة لمظهر فتاة أخرى تسير رفقة رجل يبدو أنه والدها ؟ أي سر وراءها يا ترى ، لم تترك فتاة إلا وأعطتها نصيبها من النظرات والتأمل ..
يا الهي لقد استقرت نظراتها الخمسينية علي أنا من ألبس جينزا رماديا وعلى رأسي حجاب عصري ! ماذا استرعى انتباهها يا ترى في فتاة مثلي تحمل محفظة مدرسية ويبدو عليها الارهاق ؟ هل تظن أني سأكون زوجة صالحة لابنها ؟ أخشى أن يخيب ظنها من أول لقاء هذا إن حصل .. ابتسمَت ابتسامة ماكرة في وجهي ، ما الذي دور في كنهها يا ترى ؟ انها تقترب مني ما العمل ، ربما استقر قرارها علي أنا ! لا مستحيل لا اريد افتعال عداوة مفترضة مع هذه المرأة ،، انها الان على بعد خطوات فقط من موضع الكونفرس السوداء التي البس ، ابتسمَت مجددا وبادرتني بالسلام ، لم أبتسم .. تعمدت التكشير في وجهها قدر المستطاع كي تدرك أني لبوءة لن تروضها سياط المجتمع .. سألَت عن اسمي ، أجبت بجفاف مجحف : " ايمان .. ! " ثم عن اسم والدي فلم أجب ، سألتني مجددا وشفتاي مطبقتان على بعضهما البعض ، جفت الدماء في عروقي ، يا الهي لماذا تسأل عن اسم والدي ؟ من الواضح ان لها ابنا جبانا ينتظرها ان تختار له زوجة وفق معايير بالية ، لأول مرة اتفق مع محمد درويش حين قال ان الحب للاقوياء والجبناء تزوجهم أمهاتهم ،، كانت الساعة تقترب من الرابعة بعد الزوال ، كنت في طريقي للبيت حين استوقفتني فلذة المجتمع هذه ،، تسمرتُ امامها بضع لحظات وهي تنتظر اجابتي ..لم أجب ! اللعنة هناك مئات الفتيات ينتظرنكِ الان في بيوتهن ،، أنا لا أصلح للزواج ولا أصلح للحب أيضا ( أدركت ذلك متأخرة ) ،، أبدو أصغر من عمري بكثير يا خالة ابحثي عن غيري .. الساعة الآن تشير للرابعة وعشر دقائق ،، فتاةٌ ذات 17 ربيعا وامرأة خمسينية يقفن وسط الزقاق تحت شمس ماي ، لم تكن الفتاة إلا أنا ولم تكن المرأة إلا والدة الجبان ،، لكم أشفقت عليها وعليه وعلى نفسي ! اشفقت عليها لأنها مقيدة بالمجتمع حد الموت ،، أشفقت عليه لأنه حائر بين الانقياد الاعمى وراء والدته وبين الانفلات من قيود المجتمع ،، وأشفقت على نفسي لأني قررت خوض المغامرة ! لقد طفح الكيل لا زالت نظراتها مركزة علي ،، ألهذه الدرجة تريدني لابنها ؟ عفوا سيدتي ان كنتِ قد وجدتِ ما يناسب مقاس ابنك فإن مقاسي مشاكس ،، يتجدد كل يوم ويتلون تارة بألون الربيع وتارة بظلام الخريف ،، مرة أخرى سيدتي ابحثي عن غيري ! رمقتُها بنظرات حادة تنم عن التحدي وقلت : "مع السلامة" تركتها جثة هامدة وأكملت طريقي للبيت ، لم أكد أخطو بضع خطوات حتى سمعت نداء من خلفي فاذا به صوت المرأة يقول : " هو من اختارك ولست أنا يا ابنتي .. " فليكن يا خالة إذا كان هو قد اختار فهذا دوري أنا كي أختار ،، ولن أختار غير التجرد منكم والالتحاف بالسماء .. ابتسمت مرة أخيرة وأدرت وجهي عنها وأنا أردد في نفسي مقطعا لمارسيل خليفة : منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي ... طيــــــــــارة المستقبـــــــــــــــــل إيمــــــــــــان
|
|||
2 أعضاء قالوا شكراً لـ طيارة المستقبل ايمان على المشاركة المفيدة: | محمد احمد عسيري (31-05-2014), عاشق A380 (02-06-2014) |
مشاركة [ 2 ] | |||
|
|||
عضو خط الطيران
|
موضوع رااااااائع جداً
|
||
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ فيروزه على المشاركة المفيدة: | طيارة المستقبل ايمان (28-07-2014) |