نفت الخطوط الجوية البريطانية, أن يكون تعليق رحلاتها إلى السعودية خلال أربعة أعوام مضت قبل استئنافها في يونيو الماضي, قراراً سياسياً, مؤكدة أنها شركة تجارية لا تتلقى دعماً من الحكومة الانجليزية.
وقال ويلي وولش الرئيس التنفيذي لها في رد على أسئلة الصحفيين خلال مؤتمر عقده أمس الأول في مقر القنصلية البريطانية بجدة, إن قرار إيقاف الرحلات في 2005 كان قراراً تجارياً بحتاً بعد انخفاض أعداد المسافرين من وإلى السعودية وهبوط مبيعات التذاكر.
وزاد:" ربحية شركات الطيران لاتحددها عادة أعداد المسافرين فقط, وإنما كلفة التشغيل أيضاً وحجم الأموال التي يدفعها هؤلاء المسافرون لشركات الطيران, وعندما علّقنا رحلاتنا الى السعودية كانت كلفة التشغيل مرتفعة مقارنة بأعداد المسافرين ما وضع ربحية شركتنا على المحك.. واليوم نجد أن هذا الخط يعيش نمواً ملحوظاً ويحقق ربحية عالية لشركات الطيران".
وأوضح وولش أن الشركة أجرت دراساتها خلال الأربعة أعوام الفائتة على بعض الخطوط وجدواها الاقتصادية, ومن ذلك خط السعودية لتنتهي هذه الدراسات بالجدوى الاقتصادية لهذا الخط إلى جانب شرم الشيخ ولاس فيقاس جزر المالديف.
وتابع:"لم نستأنف رحلاتنا إلى السعودية إلا بعد دراسة وافية تثبت جدوى هذا الخط اقتصادياً, لان قرار إيقافنا له في السابق كان ذا حساسية عالية, الأمر الذي جعلنا ندرس مستقبل هذا الخط وجدواه الاقتصادية خلال السنوات المقبلة وبأنه سيكون مربحاً لنا فكلفة التشغيل حالياً أقل مقابل مبيعاتٍ عالية, وأعتقد بأننا سنقدم أفضل الخدمات بين الخطين".
وتحدث وولش عن التغيرات التي شهدها سوق الطيران في العالم بعد الازمة المالية, مبيناً أن سوق الطيران خسر في العام الماضي نحو 17 مليار دولار ومرشح لتسجيل خسارة في العام الجاري تقدر ب 11 مليار دولار, فيما من المتوقع أن تكون خسارته في عام 2010م اربعة مليارات دولار.
وأشار الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية البريطانية أن سوق الطيران يعيش أصعب فتراته, وقال:" منذ 30 عاماً قضيتها في الطيران لم أشاهد أزمة للقطاع بهذا الشكل, اننا نعيش لحظات حرجة لقد قمنا بتسريح موظفين وخفضنا عدد رحلاتنا, لقد عشنا أزمات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث تراجع عائدات القطاع 7%, وبعد الازمة المالية تراجعت عائدات القطاع هذا العام تحديداً 15%, وانخفضت حجوزات رجال الأعمال 19,8% بينما هبطت الرحلات العابرة للاطسي 15,8% وتلك العابرة لاسيا 25,5% .. الوقت صعب جداً حالياً". وتحدث عن سوق المملكة والشرق الاوسط بالنسبة للخطوط البريطانية, ولفت وولش الى أن سوق السعودية يحمل فرصاً استثمارية ضخمة للشركة رغم المنافسة مع الخطوط السعودية, يدعم ذلك تحرير حركة التنقل الجوي بين البلدين في اتفاقية تم توقيعها في 2008. وزاد:" للإقبال الكبير على خدماتنا في السعودية بعد مرور شهر واحد على استئناف رحلاتنا اليها قررنا زيادة الطاقة الاستيعابية لرحلاتنا الى جدة اعتباراً من 31 اكتوبر الجاري وتشغيل طائرات بوينج 777 على هذا الخط خصوصاً مع قرب موسم الحج".