أشكالها متشابهة وجودتها متفاوتة
عاملان اساسيان يتحكمان في اختيار حقيبة السفر، ويرتبطان بالشكل والمضمون، لذا فإن قرار شراء الحقيبة يجب ان يأتي بعد تحديد مدة السفر ومعرفة كمية الاغراض واللوازم التي سينقلها المسافر من مكان الى آخر بما يتناسب مع الوزن المسموح به، اضافة الى طبيعة الرحلة والوسيلة المعتمدة لما تلعبه من دور مهم ايضا في هذا الاختيار. ووضع الامور في نصابها سيجعل شراء الحقيبة متعة ترضي الذوق وتسهل الاستخدام العملي، لا سيما ان التصاميم والاحجام المطروحة في الاسواق متوافرة لتلبي كل الميزانيات. والسائد في عالم الحقائب ما كان منها بشكل عمودي وتتراوح احجامها بين 20 و36 انشا واخرى بشكل افقي بين 26 و34 انشا، وفي حين يصلح هذان النوعان اكثر للسفر بالطائرة، تناسب تلك التي تشبه الحقائب الرياضية القماشية الرحلات القصيرة خصوصا اذا كانت بالقطار او بالسيارة. اما ما يأتي منها بشكل نصف بيضوي فهو مقتصر على الاحجام الصغيرة وتستخدمها المرأة بشكل خاص لحفظ حاجياتها اليومية، كما انها عملية وتلبي المرأة العاملة التي تسافر لأيام معدودة وقد تستخدم لحفظ حاجيات الطفل لسهولة حملها على الكتف او باليد.
وبعدما عمدت المصانع وطيلة سنوات عدة الى صنع حقائب السفر الجلدية، اصبح اليوم وجودها محدودا في الاسواق وحل مكانها تلك المصنوعة من النايلون والقماش او البلاستيك الصلب، علما ان صلابة الطبقة الخارجية للحقيبة ليس دليلا على جودة نوعيتها بل العكس هو الصحيح، فكلما كانت المواد المصنوعة منها طرية كانت افضل، كذلك بالنسبة الى الحجم، فذات الحجم الكبير اكثر عرضة للتكسر والتلف من ذات الحجم الصغير. ورغم عدم تغير الشكل القديم لحقائب السفر منذ ان ابتكرت فإن اشياء بسيطة تدخل يوما بعد يوم على تصاميمها، وتكون في معظمها ذات فائدة تريح المسافر. لذا مع تشابه تصاميم الحقائب لا بد من التنبه الى بعض التفاصيل الدقيقة التي تساعد على الاختيار السليم، فالوزن الخفيف صفة اساسية يجب ان تتسم بها الحقيبة لأن الوزن الثقيل سيؤثر سلبا على كمية الاغراض المنقولة. وبما ان تزويد الحقائب ذات العجلات وقابض لجرها يخفف عبء حملها، لا بد من التمييز بين تلك الظاهرة بالعين المجردة مع قاعدتها على ظهر الحقيبة وبين المركزة بشكل خفي لا يبدو منها الا العجلات والمقابض الحديدية (وهي افضل من البلاستيكية) من دون الاعمدة التي يفترض ان تكون داخل القماش او البلاستيك، فعمر الثانية بالتأكيد سيكون اطول من الاولى على الاقل فيما يتعلق بهاتين الاداتين لأنهما الاكثر استعمالا والاكثر عرضة للتكسر والاكثر سهولة في التصليح في الوقت عينه، مع الاشارة الى ان السحاب العريض اضمن من الرفيع والقفل المركزي الحديدي اصلب من البلاستيك لخطر تكسره او امكان سرقة الحقيبة بسهولة. وتجدر الاشارة الى ان اقفال الحقيبة قد يعرضها الى الكسر والخلع في بعض المطارات العالمية التي تبالغ في اجراءاتها الامنية المتشددة خوفاً من العمليات الارهابية، لا سيما اذا كان صاحب الحقيبة المقفلة هو مواطن عربي. وهناك تفاصيل اخرى على الشخص ان يلاحظها بنفسه كطريقة حياكة الحقيبة وخيوطها وتصميمها الدقيق... كلها امور مهمة نستطيع بواسطتها معرفة الجيد من الرديء والاصلي من المقلد، لا سيما ان الاخيرة اغرقت الاسواق واصبح من الصعب علينا تمييزها لأن الصناعيين اتقنوا عملهم ونجحوا فيه. وحتى الماركة المسجلة على الحقيبة لم تعد دليلا على نوعها الجيد لأنه ليس من الضروري ان تكون صحيحة، لذا علينا التأكد من مصدر الحقيبة والحصول عليها من متجر معروف بمصداقيته لنتمكن بعد ذلك من مراجعته اذا ما تعرضت لأي شائبة وعندها سنجد بالتأكيد قطعا بديلة لان التاجر يحصل عليها عند استيراد بضاعته.
اما الدول التي اشتهرت بجودة صناعتها للحقائب فهي قليلة وتتصدرها اليابان ثم المانيا وتليهما فرنسا واسبانيا. لكن هذا لا يعني ان الصناعة الجيدة تقتصر على هذه الدول الاربع، بل هناك دول اخرى نجحت ايضا في هذا المجال. انما تكمن المهمة في دقة ملاحظة الزبون فيما يتعلق بالتفاصيل الدقيقة التي ذكرت سابقا لأنها الوسيلة الوحيدة التي تساعد على الوصول الى الهدف المنشود.
وتصميم الحقائب الداخلي متشابه في معظم الاحيان اذ يرتكز على طبقة داخلية كبيرة وحزام داخلي لتثبيت الامتعة، اضافة الى طبقات داخلية او خارجية صغيرة تقفل بسحاب وحزام عريض. وقد ترافق الحقيبة اكياس قماشية مخصصة للأغراض الصغيرة او للأحذية. اما الوان حقائب السفر فتبقى مقتصرة الى حد ما على الاساسية منها كالاسود والكحلي والرمادي والبني والزيتي والاحمر، وقد تتعداها الى بعض من متدرجاتها. ونادرا ما قد يدمج لون بآخر، وقد نجد الحقائب اليدوية النسائية نصف البيضاوية بألوان زاهية اكثر كالاخضر والزهري او المزخرف. وقد يلجأ البعض الى اختيار حقيبة بلون غير مألوف وذلك لسهولة العثور عليها في المطار بين كم الحقائب الكبير ومنعاً لالتباس يؤدي الى ضياعها او استبدالها.
ولا بد من الاشارة الى ان حقائب السفر لا تخضع لمقاييس الموضة الا فيما ندر لأن تصاميمها بشكل عام ثابتة باستثناء زوائد بسيطة لا تؤثر كثيرا على عملية التوضيب وسلامة الامتعة