قضت مخترعة أميركية تبلغ من عمرها الآن 67عاماً، بضع سنوات وهي منشغلة بالبحث عن نظام آمن لتثبيت الأطفال في مقاعدهم علىالطائرات بعد أن اقتنعت بأن الحزام العادي لمقعد الطائرة لا يكفي لتحقيق هذا الغرض· وتقول هذه المرأة التي تدعى لويس ستول إنها قررت إنجاز هذا العمل بدافع حبهالأحفادها الثمانية وخوفها عليهم؛ وهو الذي جعلها تحمل الخوف الدفين على كل أطفالالعالم· وعقب أكثر من عقد من العمل الدؤوب، تمكنت ستول التي سبق لها أن شغلتمنصباً رفيعاً في وزارة النقل الأميركية، من استكمال مشروعها فقامت بعرض اختراعهاعلى السلطات المسؤولة في الولايات المتحدة وحصلت على براءة الاختراع· وكانت ستولتعلم أنه سيكون بوسعها لو نجحت الفكرة أن تبيع رخصة استثمارها تجارياً إلى الشركاتالمهتمة بصناعة التجهيزات الخاصة بسلامة ركاب الطائرات، أو أن تفتتح مصنعاً لها لوتمكنت من الحصول على التمويل اللازم· وللجهاز الجديد خصائص فريدة تميزه عن مقعدحماية الطفل في السيارة الذي تعرف عنه القساوة وصعوبة البقاء فيه لفترة طويلة منالزمن وثقله الكبير حيث يبلغ وزنه تسعة كيلوغرامات؛ وبهذا يستحيل استخدامه فيالطائرات· وأما المقعد الجديد، فهو أشبه بمربط أو حزام مركّب لا يزيد وزنه عن نصفكيلوغرام ويمكن ربطه بسهولة بخلفية المقعد الأصلي للطائرة· وجاء في تقرير نشرتهصحيفة (ذي وول ستريت جورنال) أن شركة (آمسيف أفييشن) Amsafe Aviation الأميركيةالمتخصصة بصناعة أحزمة مقاعد الطائرات ويوجد مقرها في مدينة فوانيكس، أعجبت بالفكرةوتكفلت باستثمار الاختراع على المستوى التجاري· ويعد المربط الجديد أول جهاز بديللحزام المقعد العادي يتم اعتماده رسمياً من قبل الهيئة الفيدرالية للطيران المدنيفي الولايات المتحدة؛ وجاء توصيفه في براءة الاختراع أنه نظام يهدف إلى ربط الأطفالبمقاعدهم في الطائرات وحمايتهم من الأذى أو التعرض للصدمات في حالة دخول الطائرة فيالمطبات الجوية العنيفة، وهو مخصص لاستخدام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنةالواحدة والأربع سنوات أو الذين تتراوح أوزانهم بين 10 و20 كيلوغراماً· وصرحمرجع خبير في الهيئة الفيدرالية الأميركية للطيران المدني أن المربط الجديد أكثرأماناً من الحزام التقليدي لمقعد الطائرات لأنه يشكل رباطاً وثيقاً يمنع الطفل منالاهتزاز أو التأرجح إلى الجنبين في حالة تعرض الطائرة لاهتزازات قوية؛ كما أنهيمنع الطفل من الاندفاع إلى الأمام في حالة التباطؤ المفاجئ للطائرة أثناء الهبوطعلى المدرّج لأنه يثبت الكتفين والصدر بشكل جيد بمقعد الطائرة· وما كادت أخبارهذا الابتكار الأمني الجديد تذاع في أوروبا حتى أعلن المسؤولون عن أمن الطيران عنشروعهم في شراء حقوق استثمار النظام بهدف إشاعة المزيد من الأجواء المطمئنة علىالعائلات التي دأبت على السفر مع أطفالها الصغار· وقالت ستول في تعليقها على هذهالتطورات: ''إنني أجلس هنا الآن وأنا أهزّ رأسي، فلقد تمكنت من إدراج كافة القوانينالمعتمدة لدى الهيئة لابتكار المربط الآمن''· والآن أصبح هذا المربط الذي يدعى CARES اختصاراً لعبارة إنجليزية تعني (نظام ربط الطفل أثناء الطيران)، معتمداً بشكلرسمي من قبل وكالات الطيران المدني في الولايات المتحدة وأوروبا· ومن المنتظر أنينتشر استخدامه قريباً وبسرعة كبيرة في العديد من دول العالم· وإذا كان يبدو وكأنهذا الابتكار لا يشكل أهمية كبرى، فإن خبراء الطيران يعلمون أكثر من غيرهم أن تأرجحالركاب داخل الطائرات بسبب عدم ارتباطهم بمقاعدهم على النحو الصحيح يشكل أكبر خطرعليهم وعلى توازن جسم الطائرة كلها· وقال ماريون بلاكي الخبير في الهيئة الفيدراليةللطيران المدني في الولايات المتحدة: ''نحن نحرص على تقديم المزيد من عوامل الحمايةللأطفال بما يكفل تحقيق هامش عريض من الطمأنينة في نفوس آبائهم''· ويذكر في هذاالصدد أن مربط الأطفال الجديد لا يستخدم إلا في الطائرات النفاثة أو الهيلوكوبتر· ومن المنتظر أن تبدأ العديد من الشركات العالمية المتخصصة بصناعة مقاعد الطائراتباعتماد هذا النظام وإضافته إلى عناصر الأمن والسلامة فيها ·https://www.kidsflysafe.com/للطلب