[MoHaB]

الفريق أحمد شقيق وزير الطيران المدني في حوار مع صفحات سياحة وسفر‏:‏
الطيران والسياحة‏..‏ لسه الأحلام ممكنة‏!‏
افتتاح مطار شرم الشيخ الجديد‏23‏ مايو‏..‏
وبدءالبناء في مطار الغردقة الجديد قبل نهاية هذا العام
مصر للطيران ليست للبيع‏..‏
وطرح‏20%‏ من أسهمها للقطاع الخاص أوائل العام المقبل

حوار اجراه : مـصـطــفي النجـار

رغم انني لا أميل إلي حديث المناسبات الروتيني‏..‏ وأفضل عنه الحديث الذي تفرضه الأحداث وما يهم الناس‏...‏ إلا انني وجدت نفسي هذا الاسبوع ابحث عن الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني لأتحدث معه علي صفحات سياحة وسفر‏..‏ ذلك لأنني أدركت أننا اذا كنا أمام مناسبة وطنية وهي الاحتقال بالعيد الماسي لمصر للطيران فإنني وجدت في هذه المناسبة الوطنية ما يهم الناس وما يستحق أن نكتب عنه ونتوقف عنده باهتمام‏.‏

فأي منصف أو متابع لما يحدث في قطاع الطيران المدني لايمكن أن تخطئ عيناه أو يمتنع قلمه عن ذكر الحقيقة‏..‏ وهي أننا أمام طفرة حقيقية في مطارات مصر بكل المقاييس وفي سنوات قليلة هي‏5‏ سنوات تقريبا هي عمر هذا الرجل علي مقعد وزير الطيران المدني‏.‏ أضف إلي ذلك طفرة أخري في مصر للطيران نؤكدها نحن وتؤكدها شهادات دولية صدرت أخيرا‏..‏ رغم أن البعض يقول بغير ذلك من قبيل عقدة الاجنبي أو المنظرة الفارغة‏.‏

ذهبت الي الفريق أحمد شفيق في مكتبه مساء الاثنين الماضي وامتد بنا الحوار إلي نحو‏3‏ ساعات انتهت وعقارب الساعة تشير إلي العاشرة مساء وكلي حرج من طول الوقت وتأخره‏..‏ لكن بصدر رحب أكد لي أنه كثيرا ما يترك مكتبه عقب هذا الموعد وأنه تقديرا لـالأهرام ولصفحات سياحة وسفر حرص علي أن يتواصل معنا في الحوار حول قضايا عديدة ربما تضيق المساحة اليوم لنشر كل ما دار بشأنها لكني سأعود اليها في مقالات قادمة حيث فضلت اليوم أن ألخص من أجاباته ما يهم الناس وما خرجت به من هذا الحوار الطويل في شكل إخباري علي النحو التالي‏:‏
‏
*‏ الحقيقة أنه وبصراحة شديدة إذا سألتني عما تحقق من أحلامي أو أفكاري لقطاع الطيران المدني في مصر حتي الآن وبعد نحو‏5‏ سنوات من المسئولية فأنا أقول نحو‏70%‏ فقط‏...‏ والباقي نسعي لتحقيقه بكل جدية فعلي سبيل المثال ولنأخذ مصر للطيران ـ التي نحتفل بالعيد الماسي لها وهي مناسبة إجراء هذا الحوار فإن ما تحقق فيها من وجهة نظري وهو الذي يتحدث عنه الناس هو قمة جبل الثلج أو قمة الهرم لأن كل ما يتحدثون عنه هو ضبط المواعيد والتغذية والحجز والتذاكر والضيافة

وهذا مهم جدا بالطبع أو هذا ما يلاحظه الراكب لكن الأهم عندي في قضية مصر للطيران هو الجزء الأكبر من جبل الثلح المختفي تحت الماء أو قاعدة الهرم وهو كل ما يتعلق بالأمن والسلامة وهذا استلزم حجم عمل ضخم جدا منا حتي لاتكون السلامة مصادفة ابدا أو استثناء بل هي حالة دائمة‏.‏ وقد نجحنا في ذلك وكانت هناك ثغرات تظهر للجمهور الذي يهمه المنتج الاخير فقط وهو الضيافة والمواعيد وما إلي ذلك لكن كان ما يهمنا نحن القدر نفسه هو السلامة والامن والتي حصلنا فيها أخيرا علي شهادات دولية بل أكثر من هذا أصبح لدينا خبراء وخبرة للتفتيش علي طيران من أوروبا وبتقدير دولي كبير‏.‏

بقي لنا أن نضاعف الاسطول في عام‏2010‏ ليصل الي‏64‏ طائرة ونحن الآن‏42‏ طائرة وسنصل بنهاية العام الي‏46‏ طائرة مع ملاحظة أن الاسطول في عام‏2003‏ كان يضم‏32‏ طائرة فقط‏..‏ والمهم كذلك ان متوسط أعمار الطائرات أصبح أكثر شبابا‏.‏
‏
*‏ المشكلة أن العمل في مصر للطيران يعتمد نحو‏60%‏ منه علي العنصر البشري وتطويره والـ‏40%‏ علي الآلة أو الطائرة‏..‏ وهنا تكمن صعوبة إحداث التغييرات السريعة علي البشر فما يظهر للناس هو ما يتعلق بالبشر علي عكس العمل في قطاع المطارات فربما يكون ما يظهر للناس وهو المبني يشكل‏70%‏ من حجم العمل بينما‏30%‏ علي البشر ولذلك فالإنجازات تظهر أسرع في المطارات وأنا لا أنكر وجود ناس وكفاءات في مصر للطيران ولكن أيضا هناك ناس دون المستوي المطلوب‏,‏ وتغييرهم صعب‏,‏ وفي نفس الوقت يصعب التخلص منهم‏.‏ فمثلا لدينا‏600‏ مضيف ومضيفة‏,‏ منهم بالطبع من هو دون المستوي المطلوب لكننا مصممون علي الاستمرار في التدريب والتغيير إلي الاحسن وادخال كفاءات وعناصر جديدة عالية المستوي‏.‏
‏
*‏ حصلنا علي شهادات أو قياسات ايجابية دولية في انضباط مواعيد المغادرة والوصول بنسبة تصل إلي أكثر من‏90%‏ وذلك من أعلي المعدلات العالمية‏.‏
‏
*‏ أعترف ان التغذية علي الطائرات مازالت بها مشكلة وحاولنا ولكن لم تنجح بالشكل الذي نرضي عنه ولذلك نحن حاليا في الطريق إلي الاعلان عن تكوين شركة جديدة بالتعاون مع شركة دولية للتغذية تحل هذه المشكلة‏.‏
‏
*‏ أتصور أن الـ‏70%‏ التي تحققت من احلامي في مصر للطيران‏,‏ خاصة ما يتعلق بالامن والسلامة وكل ما يتعلق بالانضباط واصدار التذاكر والضيافة والمواعيد والحقائب‏,‏ أما الـ‏30%‏ الباقية فهي تتعلق بزيادة اعداد الطائرات والاستمرار في تحسين الخدمات ثم الدخول في التحالفات العالمية الكبري ونحن في الطريق إلي ذلك بل أكثر من هذا هناك ترحيب دولي بانضمامنا إلي أحد هذه التحالفات بناء علي ما تحقق من انجازات سواء في المطارات أو مصر للطيران أو كل ما يتحقق بالطيران المدني‏.‏
‏
*‏ بالطبع مصر للطيران تكسب حاليا‏..‏ وكانت تخسر حتي ميزانية عام‏2002/2001‏ وكانت الخسارة نحو‏250‏ مليون جنيه إلي أن بدأنا مرحلة الارباح مع موازنة‏2005/2004‏ بمبلغ نحو‏400‏ مليون جنيه ارتفع في موازنة العام الماضي إلي ما يقرب من نصف مليار جنيه ومن المتوقع أن يزداد هذا العام‏.‏
‏
*‏ فعلا حديث المكسب والخسارة ينقلنا إلي الحديث عن الخصخصة‏..‏ ومصر للطيران وأقولها صريحة واضحة‏:‏ مصر للطيران ليست للبيع‏..‏ مصر للطيران الشركة الوطنية التي تحمل علم مصر إلي كل الدنيا وتطير إلي‏70‏ مدينة في العالم وتؤدي دورا وطنيا لا يمكن أن تكون للبيع وكل دولة لها شركتها الوطنية التي تحمل علمها‏..‏ حتي أكبر الدول ايرفرانس ولوفتهانزا وبريتش ايروايز كلها شركات وطنية‏..‏ صحيح أن بها مساهم لكن الكلمة الأولي والعليا والملكية الأكبر للدولة‏.‏
‏
*‏ لذلك فأنا أقول إنه مواكبة لهذا الفكر العالمي فإننا ندرس الآن طرح‏20%‏ من رأس مال مصر للطيران في صورة أسهم للقطاع الخاص وذلك في أوائل العام المقبل‏2008‏ ولدينا حاليا مؤسسة مالية دولية تقوم بدراسة هذا الموضوع وبالتالي فإنه في هذه الحالة اذا تم بيع هذه النسبة فإننا ربما نحصل علي‏4‏ أو‏5‏ مليارات جنيه لأن رأس المال حاليا نحو‏17‏ أو‏18‏ مليار جنيه وبالتالي نستطيع زيادة عدد طائرات الاسطول والاستمرار في التحديث والتطوير‏.‏
‏
*‏ لا‏..‏ الأولوية بالطبع في ملكية هذه الاسهم ستكون لأبناء الشركة ثم المصريين بشكل عام ثم الشركات المصرية ثم الافراد الاجانب ثم الشركات الأجنبية‏..‏ وعلي فكرة الاسهم في الشركات العالمية التي لا نتحدث عنها لا تزيد علي‏40%‏ للقطاع الخاص أو الافراد والنسبة الاكبر للحكومات أو الدول حتي تظل هذه الشركات تحمل صفة الوطنية‏.‏
‏
*‏ لدينا الآن في اطار الشركة القابضة لمصر للطيران‏3‏ شركات طيران‏:‏ الأولي هي أقدمها وهي شركة الشارتر التي تسمي إيركايرو وتمتلك‏4‏ طائرات ايرباص ومعروف دورها بالطبع‏.‏
‏
*‏ الشركة الثانية التي ستؤدي دورا مهما في الايام المقبلة وهي شركة مصر للطيران للخطوط الداخلية والاقليمية التي تسمي اكسبريس وهذه الشركة ستحمل جزءا كبيرا من مشكلة الطيران الداخلي‏,‏ خاصة للمصريين‏,‏ فأول طائرة ستصل الاسبوع المقبل الي مصر وهي حمولة‏76‏ راكبا وستعمل علي خطوط شرم الشيخ والغردقة والاقصر وأسوان وأول رحلة لها ستكون إلي شرم الشيخ يوم أول يونيو المقبل وسيصل عدد هذه الطائرات قبل نهاية العام إلي‏6‏ طائرات‏.‏
‏
*‏ فعلا اكسبريس ستحل مشكلة مواعيد الفجر التي يشكو منها المصريون وستتيح رحلات طوال النهار والأهم ان اسعارها ستكون أقل من اسعار مصر للطيران بنسبة تتراوح بين‏12‏ و‏20%‏ كما أن هذه الشركة ستعمل علي الخطوط الاقليمية القريبة مثل عمان وبيروت‏.‏
‏
*‏ هناك أيضا شركة سمارت وهي شركة جديدة تعاقدنا علي شراء‏3‏ طائرات لها‏10‏ ركاب وأول طائرة ستصل هذا الاسبوع لخدمة رجال الأعمال أومن يرغب في تأجيرها‏..‏ ونسعي من خلال سمارت وإكسبريس إلي إحداث تغيير في ثقافة استخدام الطائرات في الرحلات القصيرة‏.‏

وستبدأ سمارت العمل الاسبوع المقبل فورا بأول طائرة لها وصلت إلي القاهرة بالفعل وفي هذه الشركة سنتيح الفرصة للقطاع الخاص لملكية الاسهم حتي‏49%‏ من رأسمالها‏.‏
‏
*‏ الجديد ايضا اننا نستعد لتجربة استخدام هذه الطائرات الصغيرة في الرحلات القصيرة للجمهور والعائلات إلي مارينا وقري الساحل الشمالي وبالفعل ستكون أول رحلة إلي الساحل مطار برج العرب يوم‏5‏ يوليو المقبل وتم تكليف شركة الكرنك بتنظيم نقل الركاب بالاتوبيسات السياحية الي القري السياحية في تجربة نتمني لها النجاح وذلك كله لتنشيط السياحة وبهدف تشجيع سياحة الويك اند فهذه الرحلات ستكون يومي الخميس صباحا والسبت مساء‏.‏
‏
*‏ الذين يدعون أن سماوات مصر غير مفتوحة لهم أغراض‏..‏ فالحقيقة أننا نطبق نظام السماوات المفتوحة في كل مدن ومطارات مصر السياحية‏..‏ حتي في مطار القاهرة نفتحه تماما للطائرات بشرط أن تكون عليها أفواج سياحية‏.‏

أكثر من هذا كانت هناك موافقة علي منح‏10%‏ للتذاكر الفردية علي الطائرات الشارتر في المناطق السياحية تم رفعها إلي‏25%‏ وأخيرا تم رفعها إلي‏100%‏ لمن يرغب لتنشيط السياحة فهل هناك أكثر من هذا سماوات مفتوحة‏..‏ أما في مطار القاهرة فأهلا وسهلا بفتح السماوات للأفواج السياحية لحين الانتهاء من اعداد مطار القاهرة تماما‏.‏
‏
*‏ إما قضية الطيران الخاص فهناك كلام كثير حولها غير صحيح فالطيران الخاص يعمل بكل حرية ودون قيود وليست مشكلتي ان بعض الشركات لا تعمل فهناك نماذج ناجحة جدا‏.‏
‏
*‏ اذا انتقلنا إلي الحديث عن الطفرة التي حدثت في المطار فأقول باختصار أن مبني الركاب الثالث في مطار القاهرة سيفتتح في منتصف العام المقبل علي أحدث المستويات العالمية وسيرتبط بمشروع فندق ضخم علي مستوي عالمي وخدمات دولية رائعة وكلنا شاهدنا الصالة الجديدة رقم‏3‏ وكيف هي اضافة لمطار القاهرة الدولي وكذلك الايرمول‏..‏ وبالمناسبة حدث تغير كبير في ادارة الاسواق الحرة في المطارات وحاليا تحقق مكاسب كبيرة سواء في مطار القاهرة أو مدن مصر الأخري مثل الأقصر بالتعاون مع خبرة ادارية من شركة مطارات باريس‏..‏ والمكسب هنا ليس وليد المصادفة ولكن بالتخطيط السليم‏.‏
‏
*‏ سيتم افتتاح مطار شرم الشيخ الدولي الجديد يوم‏23‏ مايو الحالي وهو يشكل اضافة مهمة لحركة السياحة العالمية الي هذه المدينة الجميلة ومصر بشكل عام‏..‏ ولا يخفي علي أحد اننا قررنا من الآن الاستعداد لبناء مبني ركاب ثالث في شرم الشيخ‏.‏
‏
*‏ مشكلتنا الآن مطار الغردقة الدولي‏,‏ فهناك حجم حركة كبير عليه يصل في المتوسط إلي أكثر من‏60‏ طائرة يوميا‏..‏ ولكن الحمد لله انتهت جميع المشاكل الادارية وتم بالفعل اختيار التصميم اللازم لانشاء مبني الركاب الجديد الثاني وسيبدأ العمل فيه قبل نهاية العام الحالي وتمويله جاهز من خلال التعاون مع صندوق الانماء الكويتي‏.‏
‏
*‏ إذا كنت أقول إن‏70%‏ من حجم الانجازات الطموحة في المطار قد تحققت فإن الباقي يكمن في ضرورة تطوير وتشغيل مطارات المحافظات مثل بورسعيد والاسماعيلية وأسيوط وسوهاج وكذلك استكمال مشروع تطوير مطار برج العرب مع الجانب الياباني وكذلك هناك قضية الاستمرار في صيانة هذه المطارات‏.‏
‏
*‏ هناك هدف نسعي اليه وهو تحويل مطار‏6‏ أكتوبر ليس إلي مجرد مطار للتدريب ولكن إلي مطار للمهرجانات والترفيه وألعاب الطيران وتقريب ثقافة الاستمتاع بالطائرات واستخدامها إلي المصريين‏.‏
‏
*‏ أنا متفائل‏..‏ لأنني أشعر بأن هناك إحساسا عاما في المجتمع بأن شيئا ما قد حدث علي أرض الواقع في قطاع الطيران المدني في مصر‏..‏ وهذا بقدر ما يسعدني‏..‏ بقدر ما يعطيني أنا وزملائي دفعة قوية للاستمرار في العمل بنفس الحماس وبنفس الاحلام الكبيرة من أجل تحقيق الافضل لمصلحة مصر العظيمة‏..‏ يعني لسه الاحلام ممكنة‏..!‏