النشاط البركاني السابق أثاره واضحة وكثيرة وهو ينحصر في النشاط البركاني القديم الذي جرت احداثه منذ بداية تكوين الارض خلال عصر ماقبل الكمبري وما بعده الذي نتجعنه تكوين الصخور البركانية والمتحولة من اصل بركاني التي تنتشر على الدرع العربي مثل صخور الانديزايت والبازلت.
وفي النشاط البركاني الذي جرت احداثه خلال العصرالثلاثي والرباعي والذي يتمثل في الحقول البركانية (الحرات) المنتشرة في مناطق كثيرة من الدرع العربي.وهذه الحقول مرتبطة الى حد كبير بتكوين منخفض البحر الاحمروانفتاحه منذ بداية عصر الايوسين ومن هذه الحقول حرة الحرة وحرة العويرضي في الشمال و حرة خيبر والاثنين والمدينة ورهط وهثيم وليونير في اواسط الشمال الغربي و حرة كشبوالطائف ووحدات والنواصف والبقوم على خط عرض مدينة الطائف و حرة البرك في الجنوب الغربي.
رجب 654هـ
وكان مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة قد اصدر تقريرا عن بعض الاحداث المثيرة التي شهدتها المدينة المنورة سابقا ومن اهمها البركان الذي انفجر في حرة واقم (الحرة الشرقية) في رجب سنة 654 هـ، وبعض السيول والزلازل، والأوبئة واحتراق المسجد النبوي مرتين، والصراع على الإمارة في بعض الفترات. وكل ذلك أوقع الخوف والذعر في نفوس أهل المدينة، فلجأوا إلى المسجد النبوي متضرعين لله كشف الغمة، وجاء الأمير منيف بن شيحة فتبرأ من الظلم وأعتق مماليكه وتدفق نهر من الحمم البركانية باتجاه المدينة ثم انعطف شمالاً ونجَّى الله المدينة من ويلاته، وقد استمر تفجره اثنين وخمسين يوماً ثم هدأ.
النارالعظيمة
والطريف أن المصادر التاريخية القديمة كلها لم تكن تستخدم مصطلح بركان،ولا كان الناس يعرفونه بل كانوا يطلقون عليه (النار العظيمة). وفي رمضان من العام نفسه كان أحد خدام المسجد النبوي في مخزن المسجد يحمل سراجاً يستضيء به فاشتعلت النيران في المخزن ثم امتدت إلى أرجاء المسجد فاحترق السقف وسقط واحترق معظم ما فيالمسجد باستثناء الحجرة الشريفة. وانتشر الخبر في أرجاء العالم الإسلامي فأرسل المستعصم ـ آخر الخلفاء العباسيين ـ والسلاطين الآخرون الأموال وأعيد بناء المسجد.