المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
مشاركة [ 1 ] | |||
|
|||
عضو خط الطيران
|
الغرض من الموضوع اخواني هو تبادل المعرفة وتثقيف المعلومات. انا اضع اي كلمة او اسم او شخصية دينية او تاريخية او سياسية او فنية (في الرسم او الادب كالشعر او النثر).أو اي شي مهم يخطر بالبال كمسجد معروف او متحف ..او احد عجائب الدنيا السبع وغيرها والذي يأتي بعدي يكتب مايعرف عنه من معلومات ..وهكذا..مثال. (محمد _صلى الله عليه وسلم) هو رسول الله وخاتم المرسلين ,لم يرسل الى قوم بعينهم بل ارسل الى الثقلين (الانس والجن) .ولد بمكة في يوم الاثنين الموافق 12 ربيع الاول بعد خمسين يوم من عام الفيل ...الموافق شهر اغسطس سنة 570 للميلاد . نشأبشعب بني هاشم بمكة يتيما فقد مات والده عبد الله قبل ولادته بقليل ..فأختار له جده اسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفا عند العرب . من اسمائه . محمد رسول الله . من صفة الحمد وهو الذي يحمد على افعاله ثم يحمد ثم يحمد فلا يحمد مرة واحدة ولكنه يحمد مرات ومرات من جمال افعاله فصار محمدا. احمد صفة تفضيل المقصود بها احمد الحامدين لانه ماحمد الله تعالى احد كمحمد (صلى الله عليه وسلم) الماحي الذي محى الله به صفة الكفر,,فبعده ااختفت عبادة الاصنام في جزيرة العرب. الحاشر يحشر الناس خلفه يوم القيامة ,فأول من يتقدمهم يوم القيامة هو الرسول (صلى الله عليه وسلم).وهو اول من يشفع يوم القيامة واول من تقبل شفاعته واول من تفتح له ابواب الجنة واول من يدخل فيها. العاقب الذي لانبي بعده. جبريل ينزل بالوحي نزل الوحي لاول مرة على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) فكانت اول اية هي ((اقرأ بسم ربك الذي خلق .)) وهي من سورة العلق. والسلام .. (ابو بكر الصديق _رضي الله عنه) |
||
مشاركة [ 2 ] | |||
|
|||
أميرة المنتدى
|
موضوع خطيير ، امممممممممممم عُمر بن عَبد العَزِيز
|
||
مشاركة [ 3 ] | |||
|
|||
عضو خط الطيران
|
مشكورة اختي جازة الوادي على روعة مرورك (( لم يكن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ( 61 - 101هـ / 681 - 720 م ) رجلا مغمورا في أسرته بني أمية ، وإنما كان علما مشهورا بالصلاح والاستقامة ، والمرونة الفصاحة ، فهو قرشي أصيل ينتمي إلى بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الجد الخامـس للـرسـول صلى الله عليه وسلم، وزعيم قريش الذي أسس مجدها وكان أمية يعادل في الشرف و الرفعة عمه هاشم بن عبد مناف ، وكانا يتنافسان رئاسة قريش في الجاهلية )) (1). وهنا نتصفح أوراق التاريخ لنسقط الضوء على أهم الأحداث التي جرت في عصر الخلافة الأموية والأوضاع التي آلة إليها دولة الإسلام من تمزق وشقاق وانتشار لظلم وفساد يحتاج لمن يقف أمامه وقفة المخلص الحازم ليوقف هذا التيار المدمر الناخر في جسد الأمة. (( لكن نمط الحكم الأموي يختلف جذريا عن سيرة الخلفاء الراشدين في أمر أساسي ألا وهو جعل الحكم ملكا وراثيا ، بعد أن كان شورياً ، فصار الخليفة يوصي بالخلافة لمن شاء بعده على أن يبايعه المسلمون ، ويوافقوا على تعيينه موافقة صورية فقط ، بعد أن كانت البيعة و الاختيار هي طابع تعيين الخليفة ، على أساس الشورى و التعرف على آراء الناس ، مما حرم الأمة فرصة حرية التغيير و التبديل ، كما حرمها إمكان الإصلاح في ميادين الثروة الاقتصادية ، فانتشرت المظالم التي أدت إلى كراهية الحكم الأموي ، وإلى ظهور الثورات و الانتفاضات ضد الخلفاء الأمويين ، وكان الفقهاء في المدينة وغيرها في طليعة المعارضين أشد المعارضة للأمويين ، ووجهوا لهم سهام النقد الشديد ، بل لم يبايعوهم أحيانا ، لجعلهم الأمر ملكا ، ولإهمالهم التمسك بسنة السلف )) (2). ولا شك أن ذلك سيكون له مردود سيئ للأمة ولبني أمية الذين حملوا أمانة و مسئولية حكم الرعية و السير بها إلى بر السلامة و الأمان بدلاً من السير بالأمة إلى فوهة عميقة لا يجد داخلها لا الأمان ولا الاطمئنان. وأصبحت البلاد مرتعاً للفساد ، ومباءة للانقسام و التمزق و التفرق ، في عهد يزيد بن معاوية ( 60 - 64 هـ ) في فاجعة كربلاء ، وقتل الحسين و أقاربه إلا نفراً قليلاً رضي الله عنهم، وفي وقعة الحرة سنة 63 هـ بالمدينة التي ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء الصحابة وزعماء المدينة ، مما أدى لظهور الشيعة بالكوفة ، فجمعوا السلاح ، ودعوا الناس للأخذ بثأر الحسين ، فصارت العراق مسرحاً للثورات و الفتن بين الخوارج والشيعة(3). وحدث انقسام في الخلافة ، فبايعت الحجاز ثم العراق عبد الله بن الزبير، حتى قتل سنة 73 هـ ، وشاعت ظاهرة البذخ و الترف و الفساد و مجالس اللهو و الغناء في بلاط بعض الحكام ، و انغمس الناس في حياة الرفاهية و الإنفاق ، وأصبح الميل للمال في عهد الأمويين و بين جماعتهم هو التقليد السائد ، وجمع الولاة المال من الناس بالحق و بالباطل . وكانت البلاد قبيل توليه عبد الملك بن مروان رضي الله عنه ( 65 - 86 هـ ) تغلي كالمراجل بالفوضى و الاضطراب ، ففي الحجاز عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وقد بايعه أهلها ، وفي العراق ثورة الخوارج والشيعة ، وفي الشام عمرو بن سعيد بن العاص يطالب بالخلافة ، والبلاد الإسلامية مهددة من الشمال بخطر البيزنطيين ، ومن المغرب بثورة البربر، فقضى عبد الملك على الفتن و أسكتها ، وقمع ثورة الخوارج ، فلما ولي الوليد رضي الله عنه الخلافة وجد البلاد هادئة مطمئنة . وتوسعت البلاد كثيرا في عهد الوليد بفتح الأندلس سنة 92 هـ بقيادة موسى بن نصير و مولاه طارق بن زياد، وأنتشر الإسلام في بلاد المغرب . وحاول سليمان رضي الله عنه فتح القسطنطينية ، لولا إحراق الروم سفن المسلمين و فشل الحملة البحرية ، وأصبحت حدود الدولة الإسلامية من نهر السند و الصين شرقا إلى المحيط الأطلسي وجبال البرينية غربا ، ومن البحر العربي و الصحراء الأفريقية الكبرى جنوباً إلى جبال طوروس شمالا (4) . ورغم هذه الأحداث الأليمة منها والسعيدة التي مرة بها الأمة إلا أن العصر الأموي يعد بحق من العصور الزاهرة ذات الفضل الجزيل على الأمة ويظهر ذلك جليا في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الذي غير مجرى التاريخ بما هباه الله من خصائص و مميزات تؤهله لهذه المهمة السامية فأعاد الأمة من جديد إلى حظيرة الإسلام. مغير مجرى التاريخ إن في أعماق التاريخ أمثلة نادرة ذات أثر بالغ في الحياة ، لا يطويها الزمان ، ولا ينساها إنسان ، وإن تخليد سيرة الرجالات العظام المشتملة على المقدرة و التفوق، والخبرة و الكفاءة المتميزة ، والنزاهة و الاستقامة ، والتأثير في جوانب الحياة المتعددة واجب كل مخلص منصف غيور. ومن أروع هذه الأمثلة سيرة أبي حفص عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الذي أجمعت القلوب على محبته ، والنفوس على صفائه و عدله و استقامته ، وصلاحه و إصلاحه أمور الناس ، وسطر له التاريخ الإسلامي بأحرف من نور سيرة تفوح بالأريج المعطار في كل نواحي الحياة الخاصة و العامة ، فكان بحق كما أجمع المؤرخون خامس الخلفاء الراشدين ، و إمام الصالحين العادلين . . . ذاعت أخباره ! وخلدت غرة التاريخ اسمه، وأترعت الكتب بحكاياته العجيبة ، وقصصه النادرة ؛ لأنه حول مجرى الحياة و التاريخ ، وأحدث انقلاباً في مفاهيم الناس و تصوراتهم و سلوكهم ، وصحح أخطاءهم في ضوء الإسلام و هديه بالدعوة السامية إلى الله تعالى ودينه ، وبالأخلاق الإسلامية ، و بالسياسة و الحكم السديد و إصلاح ميزان الاقتصاد وشؤون الإدارة و المال ، فجعل طريق الحكم على النمط الراشدي بالشورى و نشر العدل والتزام المساواة ، وأصلح شؤون المال و الأرضيين على وفق المنهج الإسلامي(5). الفصل الثاني نسبه -رضي الله عنه - للنسب و السلالة الأصيلة تأثير كبير في تكوين الرجال ، وأصالة النسب تنتج آثارها الناضجة الطيبة إذا استقامت على أمر الإسلام ونهجه ، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه جد عمر بن عبد العزيز لأمه رضي الله عنهم ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي زوج ابنه عاصما من الفتاة الهلالية التي أبت غش اللبن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد ورث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن جده ابن الخطاب كثيراً من شمائله من إيثار الحق ومناصرة العدل ، والعفة و الورع و التقوى والجرأة في الحق . وأبوه هو عبد العزيز بن مروان رضي الله عنه والي مصر المتوفى في جمادى الأولى سنة 86 هـ و عمه الخليفة عبد الملك بن مروان رضي الله عنه أحد كبار فقهاء المدينة المتوفى في شوال سنة 86 هـ ، وجده من أبيه مروان بن الحكم رضي الله عنه (64 - 65هـ ) شيخ بني أمية وقريب عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. وعمر بن عبد العزيز من أبناء عمومة الصحابي الجليل كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ( 41 - 60 هـ ) مؤسس الدولة الأموية و جدته أم أمه فتاة من بني هلال التي أبت غش اللبن في عهد عمر بن الخطاب ؛ لأن الله يراها ، وهي زوجة عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، وابنتها أم عاصم زوجة عبد العزيز بن مروان و أم عمر بن عبد العزيز هي أم عاصم رضي الله عنهم . فعمر بن عبد العزيز قبل استخلافه أمير و ابن أمير ، ومن سلالة الأتقياء الطاهرين ، فصار الدم الطاهر الكريم و الجوهر النقي الأصل الطيب متمثلاً كله في عمر(6) : ) ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم ( (7). وترجمته رضي الله عنه هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو حفص القرشي الأموي أمير المؤمنين (8) . مولده _ رضي الله عنه _ رأى رجل في المنام ليلة ولد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أو ليلة ولي الخلافة أن مناديا بين السماء و الأرض ينادي : أتاكم اللين والدين و إظهار العمل الصالح في المصلين فنزل فكتب في الأرض ع.م.ر(9). ولد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه 63 هـ ، وهي السنة التي ماتت فيها ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (10). ويقال : كان مولده في سنة 61 هـ ، وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنه بمصر ، وقيل سنة 63 هـ وقيل سنة 59 هـ ، فالله أعلم(11). ولد عمر بحلوان ، قرية في مصر ، و أبوه عبد العزيز بن مروان أمير عليها ، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وكان بوجه عمر شجه ، ضربته دابة في جبهته - وهو غلام - فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول : إن كنت أشج بني أمية إنك لسعيد ، أخرجه بن عساكر .وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا ، فصدق ظن أبيه فيه ، فكان هو عمر بن عبد العزيزرضي الله عنه (12). تربيته - رضي الله عنه -
منذ نعومة أظفار عمر حرص والده عبد العزيز رضي الله عنهعلى أن ينشأ ولده على الصلاح والاستقامة فأختار له البيئة الخصبة التي سيترعرع فيها فكانت هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يعيش بعض من بقي من الصحابة رضي الله عنهم. عندما أراد عبد العزيز بن الحكم إخراج ابنه عمررضي الله عنه معه إلى مصر من الشام وهو حديث السن طلب عمر منه أن يرسله إلى المدينة رغبة في العلم والأدب ، فأرسله أبوه إلى المدينة ومعه الخدام ، فقعد مع مشايخ قريش و فقهائها فتأدب بآدابهم ، وتجنب شبابهم ومازال ذلك دأبه حتى أشتهر ذكره وذاع صيته (13). كان عمر تابعياً جليلاً حيث قال فيه أحمد بن حنبل رضي الله عنه : ( لا أدرى قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز ). بكى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو غلام صغير فبلغ ذلك أمه فأرسلت إليه وسألته عن ما يبكيه فقال ذكرت الموت ، فبكت أمه ، هذه هي بوادر التقوى والخوف من الله عند عمر ، ثم إن عمر قد جمع القرآن الكريم وهو صغير ، وكان صالح بن كيسان رضي الله عنه يؤدبه حيث قال عنه : ما خبرت أحدا الله أعظم في صدر من هذا الغلام وحدث أن عمر قد تأخر عن صلاة الجماعة يوماً ، فقال له صالح بن كيسان : ما شغلك ؟ فقال : كانت مرجلتي تسكن شعري ، فقال له : قدمت ذلك على الصلاة ؟ فكتب إلى أبيه وهو والي على مصر يعلمه بذلك ، فبعث أبوه إليه رسولاً فلم يكلمه حتى حلق رأسه (14). وكان قبل الخلافة على قدم الصلاح أيضا ، إلا أنه كان يبالغ في التنعم ، فكان الذين يعيبونه من حساده لا يعيبونه إلا في الإفراط في التنعم والاختيال في المشية (15). ولكن هذا تغير عند توليه ولاية المدينة ثم ظهر ذلك جليا عند توليه أمانة الخلافة على بلاد المسلمين . زواجه مات والد عمر بن عبد العزيز فأخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وجعله كمنزلة أبنائه حتى زوجه بابنته فاطمة التي قال فيها الشاعر : بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها حيث لا يعرف امرأةٌ بهذه الصفة إلى يومنا هذا سواها(16). ، ولفاطمة ابنة عبد الملك مواقف رائعة مع زوجها عمر بن عبد العزيز فهي مثال للمرأة المسلمة والزوجة الصالحة وقدوة مضيئة لمن أراد أن يقتدي بسيدة فاضلة (17). الفصل الثالث توليه إمرة المدينة المنورة توفي عم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عبد الملك بن مروان رضي الله عنه فحزن عمر حزنا شديداً عليه لأنه كان له بمنزلة الأب و اليد الحانية التي غمرته بالمحبة و السرور ، فتولى الوليد بن عبد الملك رضي الله عنه الخلافة و كانت دار الخلافة آن ذاك بدمشق ، فعامل الوليد عمر بن عبد العزيز بما كان أبوه يعامله به وولاه إمرة المدينة و مكة و الطائف من سنة 86 هـ إلى سنة 93 هـ ، فأقام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه للناس الحج سنة 89 هـ و 90 هـ ، وفي فترة ولايته بنى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووسعه بأمر من الوليد ، فدخل فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلموقد كان في هذه المدة من أحسن الناس معاشرة ، كان إذا وقع أمر مشكل جمع فقهاء المدينة ، وقد عين عشرةً منهم رضي الله عنهم ، ولا يقطع أمراً بدونهم ، وكان لا يخرج عن قول سعيد بن المسيب رضي الله عنه ، وقد كان سعيد لا يأتي أحداً من الخلفاء ، وكان يأتي على عمر بن عبد العزيز وهو بالمدينة ، وقد قال الصحابي الجليل خادم صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه: ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز - قالوا : كان يتم السجود ويخفف القيام و القعود(18). وقد أثنى عليه من عاصره في المدينة من علماء و تابعين و فقهاء و غيرهم لما لمسو في عمر من إخلاص وتفاني لخدمة دين الله وحمل لأمانة الولاية على أتم وجه (19). قال أحد الناس : رأيته في المدينة وهو أحسن الناس لباساً ومن أطيب الناس ريحاً ومن أخيل الناس مشيته ، ثم رأيته بعد ذلك يمشي مشية الرهبان (20). وقال الإمام مالك رضي الله عنه : لما عزل عمر بن عبد العزيز عن المدينة - يعني سنة 93 هـ - وخرج منها ألتفت إليها و بكى ، وقال لمولاه مزاحم : نخشى ممن نكون ممن نفت المدينة - يعني أن المدينة تنفث خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد - فنزل بمكان قريب منها يقال له السويداء،ثم قدم دمشق على بني عمه (21). بوادر توليه أمانة الخلافة مات الوليد بن عبد الملك سنة 96 هـ ، وبويع بالخلافة لسليمان رضي الله عنه ، وتولى عمر بن عبد العزيز بنفسه أخذ البيعة لسليمان ، فضم سليمان إليه عمر مستشاراً ينصحه ويشير عليه ، و ولاه على المدينة مرةً ثانية ، وكانت تجارب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في ولاية المدينة ، وقربه من الخلفاء ، ناصحاً أو مستشاراً ، مفيدة في مراقبة الأوضاع عن كثب ، وفي الإعداد للخلافة ، وقيامة بعد استخلافه بحركته الإصلاحية الكبرى في جميع البلاد الإسلامية . وكان لعمر مع سليمان مواقف نصح و ارشاد و تذكير بشدة الحساب يوم القيامة و في نفس الوقت كان سليمان يقدر عمر ويحرص على ملازمته له أشد الملازمة ، إلا أن هذا التقدير لم يصل إلا حد التفكير بأن يعهد لخلافته من بعده ، وإنما كان تفكيره في توليه أحد أولاده ، لولا اقتراح رجاء بن حيوة الذي كان وزير صدق للأمويين (22). خلافة عمر بن عبد العزيز في عام 99 هـ مرض سليمان بن عبد الملك فكتب الخلافة لبعض بنيه وهو غلام صغير ، فقال له رجاء بن حيوة : ما تصنع يا أمير المؤمنين ! إنما يحفظ الخليفة في قبرة أن يستخلف على المسلمين الرجل الصالح ، فاستخار سليمان الله ، ثم دعا رجاء بن حيوة فقال له : ماذا ترى في داوود بن سليمان ؟ فقال : هو غائب عنك في القسطنطينية و أنت لا تدري أحي هو أو ميت ! فقال له سليمان : فمن ترى ؟ قال : رأيك يا أمير المؤمنين - وهو يريد أن ينظر من يذكر - . فقال سليمان : كيف ترى عمر بن عبد العزيز ؟ قال : أعلمه و الله خيراً فاضلاً مسلماً ، فقال سليمان : هو و الله على ذلك ، والله لئن وليته ولم أول أحدا سواه لتكونن فتنة ، فكتب : (( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتابٌ من عبد الله سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز ، إني قد وليتك الخلافة من بعدي ، ومن بعده يزيد بن عبد الملك ، فاسمعوا له وأطيعوا ، و اتقوا الله ولا تختلفوا فيُطمع فيكم )) فدخلوا على سليمان و سمعوه وبايعوه رجلاً رجلاً ثم خرج بالكتاب مختوماً في يد رجاء بن حيوة (23) . قال رجاء : فلما تفرقوا جاءني عمر بن عبد العزيز فقال : أخشى أن يكون هذا أسند إلي شيئاً من هذا الأمر ، فأنشدك الله وحرمتي و مودتي إلا أعلمتني إن كان ذلك حتى استعفيه الآن قبل أن تأتي حال لا أقدر فيها على ما أقدر عليه ! قال رجاء : لا و الله ما أنا بمخبرك حرفاً ؛ قال : فذهب عمر غضبان (24). خرج رجاء بن حيوة بعد أن قبض الله سليمان ونادى كعب بن جابر العبسي صاحب شرطته وجمع أهل بيت سليمان في مسجد دابق فاجتمعوا ، فقال : بايعوا ، فقالوا : قد بايعنا مرة ، قال : وأخرى هذا عهد أمير المؤمنين فبايعوا ، فلما أحكم رجاء بن حيوة الأمر قال : قوموا إلى صاحبكم فقد مات ، قالوا : إنا لله و إنا إليه راجعون ، و قرأ الكتاب عليهم (25). تغيرت وجوه بني مروان ، ونهض الناس إلى عمر بن عبد العزيز وهو في مؤخر المسجد، ولم تحمله رجلاه فأصعدوه على المنبر ، فسكت حيناً ، فقال رجاء بن حيوة : ألا تقوموا إلى أمير المؤمنين فتبايعوه ، فنهض القوم فبايعوه فخطب الناس خطبةً بليغة (26). فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : (( أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن ، ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا و أني لست بفارضٍ و لكني منفذ ، و لست بمبتدع ، ولكني متبع ، ولست بخير من أحدكم ، ولكني أثقلكم حملاً ، وإن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم ، ألا لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق )) (27). ثم نزل ، فأخذوا في جهاز سليمان فصلى عمر بن عبد العزيز عليه ودفن بدابق ، ثم أتي بمراكب الخلافة وهي تنشر في الأرض رجة فقال : ما هذا ؟ فقيل : مراكب الخلافة يا أمير المؤمنين قربت إليك لتركبها ! فقال : ما لي ولها ، نحوها عني قربوا إلى بغلتي ، فقربت إليه بغلته فركبها وانصرف مع الناس ثم مالوا به إلى دار الخلافة فأبى النزول بها قائلاً : لا أنزل إلا في منزلي ، وهكذا نجد أن مخايل الورع و الدين و التقشف و الصيانة و النزاهة ، من أول حركة بدت منه،حيث أعرض عن ركوب مراكب الخلافة ، وهي الخيول الحسان و الجياد المعدة لها وسكن منزله رغبةً عن منزل الخلافة (28). إصلاحاته - رضي الله عنه - صارت بلاد المسلمين تحت خلافة عمر بن عبد العزيز ، ورأى عمر أن ما آل إليه هو تكليف عظيم من الله وليس بتشريف ، فباع الدنيا برضا الله وسار في الناس سيرة الراعي الصالح والخليفة العادل فبدأ بنفسه وأهل بيته فصادر ما في حوزتهم وضمه لبيت المال باعتباره مالاً للمسلمين و ولى الولايات لمن رأى فيهم الصلاح والخير و رد المظالم لأصحابها، فكان يسعد بسعادة الرعية وهذا ما وضعه نصب عينية . قال عمر بن عبد العزيز : إن لي نفساً تواقة ، لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام من الغلمان ، ثم تاقت نفسي إلى العلم ، إلى العربية و الشعر ، فأصبت منه حاجتي، وما كنت أريد ، ثم تاقت نفسي في السلطان ، فاستعملت على المدينة . ثم تاقت وأنا في السلطان ، إلى اللبس و العيش و الطيب ، فما علمت أن أحداً من أهل بيتي ، ولا غيرهم ، كان مثل ما كنت فيه . ثم تاقت نفي إلى الآخرة والعمل بالعدل ، فأنا أرجو ما تاقت إليه نفسي من أمر آخرتي ، فلست بالذي أهلك آخرتي بدنياهم (29). قالت فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز : دخلت يوماً عليه وهو جالس في مصلاه واضعً خده على يده ودموعه تسيل على خديه ، فقلت : مالك ؟ فقال : ويحك يا فاطمة ، قد وليت من هذه الأمة ما وليت ، فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، والعاري المجهود ، و اليتيم المكسور ، والأرملة الوحيدة و المظلوم المقهور ، والغريب و الأسير ، والشيخ الكبير ، وذي العيال الكثير والمال القليل ، وأشباههم في أقطار الأرض و أطراف البلاد ، فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة ، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت (1). وأصلح كثيراً من الأرض الزراعية ، وحفر الآبار ، وعمر الطرق ، وأعد الخزانات لأبناء السبيل ، و أقام المساجد ولكنه لم يعتن بزخرفتها و هندستها، أما الأرض المغتصبة والتي لا سجل لها فقد أعلن عمر عودتها إلى بيت مال المسلمين . فقد تمكن بإصلاحاته التي عمل بها طول مدة خلافته أن يقضي على الفقر و الحاجة ، ولم يعد لهما وجود ، ولم يبق من يأخذ من أموال الزكاة (30). وفاته و نهايته - رضي الله عنه - قيل لعمر بن عبد العزيزرضي الله عنه ، لو أتيت المدينة فإن مت دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : والله لأن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار أحب إلي من أن يعلم الله مني أني أراني لذلك الموضع أهلاً ، قيل أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه توفي بالسم ، حيث سقاه بنو أمية لأنه شدد عليهم و انتزع من أيديهم كثيراً مما اغتصبوه وكان قد أهمل التحرز فسقوه السم ، فقيل له ألا تتداوى ؟ فقال : قد علمت الساعة التي سقيت فيها ، ولو كان شفائي أن أمسح شحمت أذني أو أوتي بطيب فأرفعه إلى أنفي ما فعلت ، ولما أحتضر عمر بن عبد العزيز قال : أخرجوا عني ، فقعدوا له على الباب فسمعوه يقول : مرحباً بهذه الوجوه ليست بوجوه إنس ولا جان ، ثم قال : ) تلك الدار الآخرة ((31) ثم هدأ الصوت ، فدخلوا فوجدوه قد قبض ، رضي الله عنه وجاء نعيه إلى سيد التابعين الحسن البصري رضي الله عنه فقال : مات خير الناس(32). ودخل أحدهم على عمر يعوده فإذا عليه قميص وسخ فقيل لفاطمة بنت عبد الملك زوج عمر بن عبد العزيز ،اغسلي قميص أمير المؤمنين ،قالت : نفعل إن شاء الله ، ثم عاد فإذا القميص على حاله فقال : يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين ؟ فإن الناس يعودونه ، فقالت : والله ما له قميصٌ غيره (33). توفي عمر بن عبد العزيز بدير سمعان من أرض حمص بسوريا حالياً يوم الجمعة وله 39 سنة ، وكانت خلافته سنتين و خمسة أشهر وخمسة و أياماً ، و عندما دفن وسوي بالتراب عليه إذ سقط رق من السماء مكتوبٌ فيه : بسم الله الرحمن الرحيم: أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار (34). قال أحدهم : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم في البادية في خلافة عمر بن عبد العزيز ، فقلت : سبحان الله ذئب في غنم لا يضرها ! فقال الراعي : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس ، وقال مالك بن دينار : لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء : من هذا الصالح الذي قام على الناس خليفة ؟ عدله كف الذئاب عن شائناً (35). ودخل رجل على ملك الروم فرآه حزيناً فقال : ما شأن الملك ؟فقال : وما تدري ما حدث ؟ قال : ما حدث ؟ قال : مات الرجل الصالح ، قال من ، قال : عمر بن عبد العزيز ، ثم قال ملك الروم : لأحسب أنه لو كان أحد يحييى الموتى بعد عيسى بن مريم ، لأحياهم عمر بن عبد العزيز ، ثم قال : إني لست أعجب من الراهب أن أغلق بابه ورفض الدنيا ، وترهب وتعبد ، ولكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها وترهب (37). وهكذا كان عمر رضوان الله عليه نجيب الأمة ، ومجدد دينها ، ومصلح زمانها على رأس المائة الأول من الهجرة، كما ألمح النبي و انطبق عليه في قوله : ) إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ( وهو أيضا من التابعين وخير القرون القرن الثاني بعد النبي ومن فقهاء التابعين رحم الله عمر بن عبد العزيز و جزاه عن الإسلام والمسلمين خير جزاء أنه نعم المولى و نعم المجيب(38). الخاتمة إن عمر بن عبد العزيز أعاد الثقة للأمة بأنها تستطيع أن تعود لمنبعها الصافي متى أرادت ذلك ، فرغم الفوضى و الفساد والأخطار و الذي كانت تهدد بلاد الإسلام - وما أشبه الليلة بالبارحة - إلا أن بريق الأمل وشعاعه أقوى من كل ذلك فتى ظهر معدن الإخلاص جليا حباً لله ورسوله ولهذا الدين العظيم الذي أكرم الله به الإنسانية . . . كذلك فإن سيرة عمر مثال راق من تاريخنا المجيد فتفانيه و زهده و تقواه وخوفه يزرع في النفس السكينة و يحسسنا بروعة هذا الدين و أهله . . . ولا أبلغ من كلام أحمد بن حنبل حينما قال : (( إذا رأيت الرجل يحب عمر ويذكر محاسنه وينشرها فأعلم أن من وراء ذلك خيراً إن شاء الله )) وهذه دعوة للجميع . . . لغرس شمائل هذه الشخصية و تقديمها للمجتمع بصورتها البراقة الناصعة دون ما زيف أو تضليل و تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية منها و ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة و الفعالة في هذا العصر . ونخرج من بحثنا بأن ما قام به عمر بن عبد العزيز يعود إن أخلص المرء في نيته و سار على نهج سيرته العطرة مهما تغير الزمن و تبدلت أحوال الأمة. رحم الله عمر بن عبد العزيز وجزاه عن الإسلام كل خير و أسكنه فسيح جناته و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . . . الشخصيه التاليه ابن بطوطه |
||
مشاركة [ 4 ] | ||||
|
||||
|
يعطيك الف الف عافيه
مشكور على هذه الإبداع من المشاركات المفيده والشخص الذي أريد المعرف عن هو عثمان بن عفان بتوفيق |
|||
مشاركة [ 5 ] | |||
|
|||
أميرة المنتدى
|
، وإن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم ، ألا لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق ))
عبارة تُكتب بماء الذهب ،،،
|
||
مشاركة [ 6 ] | ||||
|
||||
|
يعطيك العافيه طير حوران على الموضوع ...
والذي نأمل أن يكون موسوعه ثقافيه في هذا المنتدى ... عثمان بن عفان "ذو النورين " إنه الصحابي الجليل عثمان بن عفان-رضي الله عنه-، بشره النبي ( بالجنة، ووعده بالشهادة، ومات وهو راض عنه، وجهز جيش العسرة، وتزوج من ابنتي رسول الله (، وكان ثالث الخلفاء الراشدين، واستشهد وهو يقرأ القرآن الكريم. وقد ولد عثمان بعد ميلاد النبي ( بست سنوات في بيت شريف، فأبوه عفان بن العاص صاحب المجد والكرم في قومه. وكان عثمان -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، فحين دعاه أبو بكر إلى الإيمان بالله وحده، لبى النداء، ونطق بشهادة الحق. ورغم ما كان يتمتع به عثمان -رضي الله عنه- من مكانة في قومه لا أنه تعرض للإيذاء من أجل إسلامه، وتحمل كثيرًا من الشدائد في سبيل دعوته، فقد أخذه عمه الحكم بن أبي العاص، وأوثقه برباط، وأقسم ألا يحله حتى يترك دينه، فقال له عثمان: والله لا أدعه أبدًا ولا أُفارقه. فلما رأى الحكم صلابته وتمسكه بدينه؛ تركه وشأنه. وكان عثمان من الذين هاجروا إلى الحبشة فارًا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله (، ثم هاجر إلى المدينة، وواصل مساندته للنبي ( بكل ما يملك من نفس ومال. ولما خرج المسلمون إلى بدر لملاقاة المشركين تمنى عثمان -رضي الله عنه- أن يكون معهم، ولكن زوجته رقية بنت رسول الله ( مرضت، فأمره الرسول ( أن يبقى معها ليمرضها، وبعد أن انتصر المسلمون في المعركة أخذ رسول الله ( في توزيع الغنائم، فجعل لعثمان نصيبًا منها، ولكن زوجته رقية -رضي الله عنها- لم تعش طويلاً، فماتت في نفس السنة التي انتصر فيها المسلمون في غزوة بدر. وبعد وفاة رقية زوَّج الرسول ( عثمان بن عفان من ابنته الأخرى أم كلثوم، ليجتمع بذلك الفضل العظيم لعثمان بزواجه من ابنتي الرسول (، فلقب بذي النورين. ثم شهد عثمان-رضي الله عنه-مع النبي ( كثيرًا من المشاهد، وأرسله النبي ( إلى مكة حينما أرادوا أداء العمرة ليخبر قريشًا أن المسلمين جاءوا إلى مكة لأداء العمرة، وليس من أجل القتال، ولكن المشركين احتجزوا عثمان بعض الوقت، وترددت إشاعة أنهم قتلوه، فجمع النبي ( أصحابه، ودعاهم إلى بيعته على قتال المشركين، فسارع الصحابة بالبيعة، وعرفت تلك البيعة ببيعة الرضوان، وعاد عثمان -رضي الله عنه-، وكان صلح الحديبية. وفي المدينة رأى عثمان -رضي الله عنه- معاناة المسلمين من أجل الحصول على الماء في المدينة؛ حيث كانوا يشترون الماء من رجل يهودي يملك بئرًا تسمى رومة، فقال النبي (: "من يشتري بئر رومة فيجعل دلاءه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة" [الترمذي]. فذهب عثمان-رضي الله عنه-إلى ذلك اليهودي وساومه على شرائها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، ثم خصص لنفسه يومًا ولليهودي يومًا آخر، فإذا كان يوم عثمان أخذ المسلمون من الماء ما يكفيهم يومين دون أن يدفعوا شيئًا، فلما رأى اليهود ذلك جاء إلى عثمان، وباع له النصف الآخر بثمانية آلاف درهم، وتبرع عثمان بالبئر كلها للمسلمين. وفي غزوة تبوك، حثَّ النبي ( المسلمين على الإنفاق لتجهيز الجيش الذي سمي بجيش العسرة لقلة المال والمؤن وبعد المسافة، وقال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة" [الترمذي]. فبعث عثمان إلى النبي ( عشرة آلاف دينار، فجعل النبي ( يقبلها ويدعو عثمان ويقول: "غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، وما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا" [ابن عساكر والدارقطني]. وتوفي النبي ( وهو راض عن عثمان؛ فقال: "لكل نبي رفيق ورفيقي (يعني في الجنة) عثمان" [الترمذي]. وكان عثمان نعم العون لأبي بكر الصديق في خلافته، ومات وهو عنه راض، وكان كذلك مع عمر بن الخطاب حتى لقى عمر ربه، وقد اختاره عمر ضمن الذين رشحهم لتولي الخلافة من بعده، وبعد مشاورات بينهم تم اختياره ليكون الخليفة الثالث للمسلمين بعد عمر. وظل عثمان خليفة للمسلمين ما يقرب من اثنتي عشرة سنة فكان عادلاً في حكمه، رحيما بالناس، يحب رعيته ويحبونه، وكان يحرص على معرفة أخبارهم أولاً بأول. وعرف عثمان -رضي الله عنه- بالزهد والقناعة مع ما توفر من ثراء عظيم، ومال وفير، يقول عبد الملك بن شداد: رأيت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يوم الجمعة على المنبر وعليه إزار عدني (من عدن) غليظ، ثمنه أربعة دراهم أو خمسة دراهم. وقال الحسن: رأيت عثمان بن عفان-رضي الله عنه-يقيل (ينام وقت الظهيرة) في المسجد وهو يومئذ خليفة، وقد أثر الحصى بجنبه فنقول: هذا أمير المؤمنين! هذا أمير المؤمنين! وقال شرحبيل بن مسلم: كان عثمان -رضي الله عنه- يطعم الناس طعام الإمارة، وعندما يدخل بيته كان يأكل الخل والزيت. وكان رضي الله عنه يحث المسلمين على الجهاد، ويرغب فيه، قال يومًا وهو على المنبر: أيها الناس إني كتمتكم حديثًا سمعته من رسول الله ( كراهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله ( يقول: "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يومًا فيما سواه من المنازل" [النسائي]. وواصل عثمان نشر الإسلام، ففتح الله على يديه كثيرًا من الأقاليم والبلدان، وتوسعت في عهده بلاد الإسلام، وامتدت في أنحاء كثيرة. ومن فضائله -رضي الله عنه- وحسناته العظيمة، أنه جمع الناس على مصحف واحد، بعد أن شاور صحابة الرسول ( في ذلك، فأتى بالمصحف الذي أمر أبو بكر -رضي الله عنه- زيد بن ثابت -رضي الله عنه- بجمعه، وكان عند السيدة حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، ثم أمر بكتابة عدة نسخ ، فبعث واحدًا لأهل الشام وآخر لأهل مصر، وأرسل نسخة إلى كل من البصرة واليمن. فكان لعمله هذا فائدة عظيمة حتى يومنا هذا، وسميت تلك النسخ التي كتبها بالمصاحف الأئمة، ثم قام بحرق ما يخالفها من المصاحف، وأعجب الصحابة بما فعل عثمان، فقال أبو هريرة -رضي الله عنه- : أصبت ووفقت، وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : لو لم يصنعه هو لصنعته. وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كثير العبادة، يداوم على قيام، وقد أخبر النبي ( أن عثمان سوف يقتل مظلومًا وأنه من الشهداء، فذات يوم، صعد النبي ( وأبو بكر وعمر وعثمان جبل أحد، فاهتز الجبل بهم، فقال له النبي: "اسكن أحد، فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان" [البخاري]. وتحقق قول النبي الكريم ( وقتل عثمان -رضي الله عنه- ظلمًا، وهو يتلو آيات القرآن الكريم في يوم الجمعة (18) ذي الحجة سنة (35هـ). وصلى عليه الزبير بن العوام ودفن ليلة السبت، وكان عمره يومئذ (82) سنة، وقيل غير ذلك، فرضي الله عنه. ------------------------ " خالد بن الوليد " |
|||
مشاركة [ 7 ] | |||
|
|||
أميرة المنتدى
|
الرحالة العربي ابن بطوطة يعتبر ماركو بولو أشهر رحالة العالم في العصور الوسطى. لكن كم منا يا ترى يعرف أن رجلاً آخر عاش في الفترة ذاتها تقريباً التي عاش فيها ماركو بولو غير أنه سافر أكثر منه؟ إنه ابن بطوطة, الرحالة العربي الذي فاق كل رحالة عصره وقطع حوالي 75 ألف ميل تقريباً في أسفاره. كما أنه أيضاً الرحالة الوحيد في العصور الوسطى الذي رأى بلاد كل حاكم مسلم من حكام عصره. بعد30عاماً من الترحال والاستكشاف , بدأ ابن بطوطة طريق عودته إلى وطنه. وأخيراً عاد إلى مدينة فاس في المغرب. وهناك, في بلاط السلطان ابن عنان, قرأ أوصاف ما رآه في أسفاره على ابن الجوزي. الذي خط منها كتاباً. وهذا الكتاب موجود بين أيدينا اليوم ويعرف بعنوان "رحلات ابن بطوطة". يتحدث كتاب الرحلات عن المغامرات التي عاشها ابن بطوطة في أسفاره. ولد ابن بطوطة في طنجة بالمغرب عام 1304 لعائلة عرف عنها عملها في القضاء. وفي فتوته درس الشريعة. في أول رحلة له مر ابن بطوطة في الجزائر وتونس ومصر وفلسطين وسوريا ومنها إلى مكة. وفيما يلي مقطع مما سجله عن هذه الرحلة: "كان خروجي من طنجة مسقط رأسي... معتمداً حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام, في تلك الأيام الخوالي, كان السفر عبر هذه المسافات الشاسعة والمغامرة بدخول أراض غريبة مجازفة. غير أن ابن بطوطة كانت لديه الجرأة و العزم بما يكفي للشروع في رحلته التحق بقافلة من التجار, وكانت القافلة تتكاثر مع الطريق بانضمام المزيد إليها.ومع وصولهم القاهرة كان تعداد القافلة قد بلغ عدة آلاف من الرجال ولم يتوقف بعد عن الازدياد. طريق الجزائر وليبيا حين وصولهم إلى الجزائر, أمضت القافلة بعض الوقت خارج أسوار المدينة لينضم إليها مزيد من الحجيج.رحلته إلى مصر وسوريا بدأت القافلة تقترب من مصر. وقد أذهلت القاهرة ابن بطوطة, إذ كانت كما هي اليوم, أكثر المدن العربية صخباً ونشاطاً ولهذا قرر أن يمضي فيها بضعة شهور. إذ لا يزال على موعد الحج على أية حال ثمانية شهور. كانت القاهرة كما وصفها ابن بطوطة "أم المدن, سيدة الأرياف العريضة والأراضي المثمرة, لا حدود لمبانيها الكثيرة..بقي ابن بطوطة في القاهرة قرابة شهر. وحين رحيله عنها قرر أن يسلك طريقاً غير مباشر إلى مكة مادامت شهور عديدة تفصله عن موعد الحج. ومضى إلى دمشق, التي كانت حينها العاصمة الثانية للدولة المملوكية في مصر. لم يكن هذا الجزء من رحلة ابن بطوطة مليئاً بالأحداث, ربما لاستتباب الأمن فيه نسبياً في عهد المماليك. لكن دمشق سحرت ابن بطوطة بجو التسامح والتعاضد الذي يسود فيها. وعنها يقول: "تنوع ونفقات الأوقاف الدينية في دمشق تتجاوز كل حساب. هناك أوقاف للعاجزين عن الحج إلى مكة, ومنها تدفع نفقات من يخرجون للحج نيابة عنهم. وهناك أوقاف أخرى توفر أثواب الزفاف للعرائس اللائي تعجز عوائلهن عن شرائها, وأوقاف أخرى لعتق رقاب السجناء. وهناك أوقاف لعابري السبيل تدفع من ريعها أثمان طعامهم وكسائهم ونفقات سفرهم لبلدانهم. كما أن هناك أوقافاً لتحسين ورصف الدروب.. ثم توجه ابن بطوطة شمالاً ليستطلع بحر قزوين والبحر الأسود وجنوب روسيا.قصد الهند حيث نال هناك إعجاب الإمبراطور المغولي ،وعرض الإمبراطور على ابن بطوطة منصباً في بلاطه فقبله. وهذا ما أتاح له الفرصة ليجوب كل أنحاء الهند. وبعد اكتسابه معرفة وفيرة ببلاد الهند لكثرة أسفاره فيها, أرسله الإمبراطور سفيراً للهند إلى الصين. الوطن وكتاب الرحلات في فاس, أعجب سلطان المغرب ابن عنان بأوصاف البلاد التي قصها عليه ابن بطوطة وأمره بأن يلزم فاس ويضع هذه القصص في كتاب.وبمساعدة ابن الجوزي الكلبيّ, ألف ابن بطوطة كتابه الشهير "الرحلات" في أربعة أجزاء منفصلة. وفي القرن التاسع عشر, حينما ازداد التواصل مع أوروبا ،قُدم الكتاب هناك ليترجم إلى الإنجليزية والفرنسية واللغات الأوروبية الأخرى. ويقدر الباحثون الأوروبيون كتاب الرحلات عالياً باعتباره وثيقة تاريخية مهمة. بعد انتهائه من كتاب الرحلات. لم يخرج ابن بطوطة, الذي تقدم في السن, بأي رحلة مطولة ،بل أخذ يعمل في القضاء ويواصل نشر ما اكتسبه من حكمة خلال أسفاره. توفي عن عمر يناهز الـ65 عاماً. وبعد سنين طويلة من وفاته ظل ابن بطوطة صاحب أطول سفرات في العالم. |
||
مشاركة [ 8 ] | |||
|
|||
عضو خط الطيران
|
قصة حيات الصحابى خالد ابن الوليد خالد بن الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو سليمان، أحد أشراف قريش في الجاهلية وكان إليه القبّة وأعنّة الخيل، أمّا القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدّم على خيول قريش في الحرب... كان إسلامه في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير). قصة إسلامه الرسالة وتعود قصة اسلام خالد الى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال: (أين خالد؟)... فقال الوليد: (يأتي به الله). فقال النبي: -صلى الله عليه وسلم-: (ما مثله يجهل الاسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره)... فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده، فترك له رسالة قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد... فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك، ومثل الاسلام يجهله أحد؟!... وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد - وذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه - ثم قال له: فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه، فقد فاتتك مواطن صالحة) . وقد كان خالد -رضي اللـه عنه- يفكر في الاسلام، فلما قرأ رسالة أخيـه سر بها سرورا كبيرا، وأعجبه مقالة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-فيه، فتشجع و أسلـم... الحلم ورأى خالد في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: (إن هذه لرؤيا)... فلمّا قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له: (هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك). الرحلة يقول خالد عن رحلته من مكة الى المدينة: (وددت لو أجد من أصاحب، فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة، وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا، فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص، فقال: (مرحبا بالقوم)... قلنا: (وبك)... قال: (أين مسيركم؟)... فأخبرناه، وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي ليسلم، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان). قدوم المدينة فلما رآهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: (رمتكم مكة بأفلاذ كبدها)... يقول خالد: (ولما اطلعت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وحينها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا الى الخير)... وبايعت الرسـول وقلت: (استغفر لي كل ما أوضعـت فيه من صد عن سبيل اللـه)... فقال: (إن الإسلام يجـب ما كان قبله)... فقلت: (يا رسول الله على ذلك)... فقال: (اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك)... وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايعا رسول الله)... والدته كان خالد بن الوليد ميمونَ النقيبـة، وأمّه عصماء، وهي لبابة بنت الحارث أخـت أم الفضـل بنت الحارث، أم بني العباس بن عبد المطلب، وخالته ميمونة بنت الحارث زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. غزوة مؤتة كانت غزوة مؤتة أول غزوة شارك فيها خالد، وقد قتل قادتها الثلاثة: زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنهم-، فسارع الى الراية (ثابت بن أقرم) فحملها عاليا وتوجه مسرعا الى خالد قائلا له: (خذ اللواء يا أبا سليمان) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا: (لا، لا آخذ اللواء أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا)... فأجابه ثابت: (خذه فأنت أدرى بالقتال مني، ووالله ما أخذته إلا لك). ثم نادى بالمسلمين: (أترضون إمرة خالد؟)... قالوا: (نعم)... فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين، يقول خالد: (قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب ،... وعيناه -صلى الله عليه وسلم- تذرفان...، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)... فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله. هدم العُزّى بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى العُزّى يهدِمُها، فخرج خالد في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها، ثم رجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (هُدِمَتْ؟)... قال: (نعم يا رسول الله)... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هل رأيت شيئاً؟)... فقال: (لا)... فقال: (فإنك لم تهدِمْها، فأرجِعْ إليها فاهدمها)... فرجع خالد وهو متغيّظ، فلما انتهى إليها جرّد سيفه، فخرجت إليه إمرأة سوداء عُريانة، ناشرة الرأس، فجعل السادِنُ يصيح بها، قال خالد: (وأخذني اقشِعْرارٌ في ظهري)... فجعل يصيح : (... أعُزَّيَّ شـدِّي شدّةً لا تكذّبـي ... أعُزّيَّ فالْقي للقناع وشَمِّـري أعُزَّي إن لم تقتلي اليومَ خالداً ... فبوئي بذنبٍ عاجلٍ فتنصّري وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول : (... يا عُزَّ كُفرانَكِ لا سُبحانَكِ ... إنّي وجدتُ اللهَ قد أهانَكِ فضربها بالسيف فجزلها باثنتين، ثم رجع الى رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: (نعم ! تلك العُزّى قد أيِسَتْ أن تُعبدَ ببلادكم أبداً)... ثم قال خالد: (أيْ رسول الله، الحمدُ لله الذي أكرمنا بك، وأنقذنا من الهَلَكة، ولقد كنت أرى أبي يأتي إلى العُزّى نحيرُهُ، مئة من الإبل والغنم، فيذبحها للعُزّى، ويقيم عندها ثلاثاً ثم ينصرف إلينا مسروراً، فنظرتُ إلى ما مات عليه أبي، وذلك الرأي الذي كان يُعاش في فضله، كيف خُدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع؟!)... فقال رسول الله: (إنّ هذا الأمرَ إلى الله، فمَنْ يسَّرَهُ للهّدى تيسر، ومَنْ يُسِّرَ للضلالة كان فيها). حروب الردة وشارك في فتح مكة وفي حروب الردة، فقد مضى فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبُطاح، وقتل مالك بن نويرة، ثم أوقع بأهل بُزاخَة - وهي المعركة التي كانت بين خالد وطليحة بن خويلد-، وحرقهم بالنار، وذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة، شتموا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وثبتوا على ردّتهم، ثم مضى الى اليمامة ووضع حداً لمسيلمة الكذاب وأعوانه من بني حنيفة. بلاد الفرس وفي فتح بلاد الفرس استهل خالد عمله بارسال كتب إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد الى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فالحمدلله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهّن كيدكم، من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا، إذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرّهُن واعتقدوا مني الذمة، وإلا فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة !!). وعندما جاءته أخبار الفرس بأنهم يعدون جيوشهم لمواجهته لم ينتظر، وإنما سارع ليقابلهم في كل مكان محققا للإسلام النصر تلو الآخر0ولم ينس أن يوصي جنوده قبل الزحف: (لا تتعرضوا للفلاحين بسوء، دعوهم في شغلهم آمنين، إلا أن يخرج بعضهم لقتالكم، فآنئذ قاتلوا المقاتلين). معركة اليرموك وبطولاتها إمرة الجيش أولى أبوبكر الصديق إمرة جيش المسلمين لخالد بن الوليد ليواجهوا جيش الروم الذي بلغ مائتي ألف مقاتل وأربعين ألفا، فوقف خالد بجيش المسلمين خاطباً: (إن هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم، وتعالوا نتعاور الإمارة، فيكون أحدنا اليوم أميراً والآخر غداً، والآخر بعد غد، حتى يتأمر كلكم). تأمين الجيش وقبل أن يخوض خالد القتال، كان يشغل باله احتمال أن يهرب بعض أفراد جيشه بالذات من هم حديثي عهد بالإسلام، من أجل هذا ولأول مرة دعا نساء المسلمين وسلمهن السيوف، وأمرهن بالوقوف خلف صفوف المسلمين وقال لهن: (من يولي هاربا، فاقتلنه). خالد و ماهان الروماني وقبيل بدء القتال طلب قائد الروم أن يبرز إليه خالد، وبرز إليه خالد، في الفراغ الفاصل بين الجيشين، وقال (ماهان) قائد الروم: (قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما، وترجعون إلى بلادكم، وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلها !). وأدرك خالد ما في كلمات الرومي من سوء الأدب ورد قائلا: (إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت، ولكننا قوم نشرب الدماء، وقد علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم، فجئنا لذلك !)... وعاد بجواده الى صفوف الجيش ورفع اللواء عاليا مؤذنا بالقتال: (الله أكبر، هبي رياح الجنة). من البطولات ودار قتال قوي، وبدا للروم من المسلمين مالم يكونوا يحتسبون، ورسم المسلمون صورا تبهر الألباب من فدائيتهم وثباتهم... فهاهو خالد غلى رأس مائة من جنده ينقضون على أربعين ألف من الروم، يصيح بهم: (والذي نفسي بيده ما بقي من الروم من الصبر والجلد إلا ما رأيتم، وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم)... وبالفعل انتصر المائة على الأربعين ألف. خالد وجرجه الروماني وقد انبهر القادة الروم من عبقرية خالد في القتال، مما حمل (جرجه) أحد قادتهم للحديث مع خالد، حيث قال له: (يا خالد اصدقني، ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاك إياه، فلا تسله على أحد إلا هزمته؟)... قال خالد: (لا)... قال الرجل: (فبم سميت سيف الله؟). قال خالد: (إن الله بعث فينا رسوله، فمنا من صدقه ومنا من كذب، وكنت فيمن كذب حتى أخذ الله قلوبنا إلى الإسلام، وهدانا برسوله فبايعناه، فدعا لي الرسول، وقال لي: (أنت سيف من سيوف الله) فهكذا سميت سيف الله)... قال القائد الروماني: (وإلام تدعون؟). قال خالد: (إلى توحيد الله وإلى الإسلام)... قال: (هل لمن يدخل في الإسلام اليوم مثل مالكم من المثوبة والأجر؟)... قال خالد: (نعم وأفضل)... قال الرجل: (كيف وقد سبقتموه؟)... قال خالد: (لقد عشنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر، أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه ثم آمنتم بالغيب، فإن أجركم أجزل وأكبر إذا صدقتم الله سرائركم ونواياكم). وصاح القائد الروماني وقد دفع جواده إلى ناحية خالد ووقف بجواره: (علمني الإسلام يا خالد !)... وأسلم وصلى لله ركعتين لم يصل سواهما، وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستميتا في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها ... وفاة خالد استقر خالد في حمص -من بلاد الشام- فلما جاءه الموت، وشعر بدنو أجله، قال: (لقد شهدت مائة معركة أو زهاءها، وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير، ألا فلا نامت أعين الجبناء)... وكانت وفاته سنة إحدى وعشرين من الهجرة النبوية... مات من قال عنه الصحابة: (الرجل الذي لا ينام، ولا يترك أحدا ينام)... وأوصى بتركته لعمر بن الخطاب والتي كانت مكونة من فرسه وسلاحه... وودعته أمه قائلة : (... أنت خير من ألف ألف من القوم ... إذا ما كبت وجوه الرجال أشجاع؟.. فأنت أشجع من ليث ... غضنفر يذود عن أشبال أجواد؟.. فأنت أجود من سيل ... غامر يسيل بين الجبال الفضيل ابن عياض |
||
مشاركة [ 9 ] | ||||
|
||||
|
من سيرة الفضيل بن عياض - رحمه الله -
|
|||
مشاركة [ 10 ] | |||
|
|||
عضو خط الطيران
|
جزاك الله خيرا وبارك فيك واجوا منك الكزيد
|
||
مشاركة [ 11 ] | |||
|
|||
أميرة المنتدى
|
... فرجع خالد وهو متغيّظ، فلما انتهى إليها جرّد سيفه، فخرجت إليه إمرأة سوداء قال خالد: (وأخذني اقشِعْرارٌ في ظهري)... وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول : (... يا عُزَّ كُفرانَكِ لا سُبحانَكِ ... إنّي وجدتُ اللهَ قد أهانَكِ فضربها بالسيف فجزلها باثنتين، ثم رجع الى رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: (نعم ! تلك العُزّى قد أيِسَتْ أن تُعبدَ ببلادكم أبداً)... يعني جنيّة !
والا هذا الخبر من الإسرائيليات ؟! |
||
مشاركة [ 12 ] | |||
|
|||
أميرة المنتدى
|
كانت مدارس اليونان تعنى بتربية العباقرة وكل مدرسة كان لها نهجها، فمنها مدرسة المشائين وهذه المدرسة كانت تعنى بالعقل وتهتم بالفلسفة .. وكان الفلاسفة يلقون دروسهم على تلامذتهم في الهواء الطلق وهم يتمشون في حديقة المدرسة ومن كبرى الأفكار الفلسفية إيجاد المدينة الفاضلة نادى بها أفلاطون ولكن هذه المدرسة لم تخرج واحدا فاضلا. أما المدرسة العسكرية فكانت تتبع نظاما صارما في تربية الأبطال تبدأ هذه التربية منذ الأسبوع الأول من ولادة الطفل الذكر حيث كان يغمر في برميل الخمر فإذا مات الطفل مات غير مأسوف عليه لأن جسمه سيكون ضعيفا غير قادر على أن يكون بطلا في المستقبل . لم تكن مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد النوعين وإنما كانت من نوع آخر ، لقد كان مقر مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد والرسول هو المعلم والكتاب الذي يدرسونه هو القرآن الكريم . العبقرية الإسلامية نزلت في المسجد على قلوب التلاميذ مع الوحي حيث تلقفته نفوسهم بقلوب صافية لاشائبة فيها ، صافية صفاء السماء،لذلك أحسنت التلقي من وحي الله فارتفعت نفوسهم ارتفاع السماء فوق حطام الأرض ، وكان علي أول تلاميذ هذه المدرسة . على بن أبى طالب رضي الله عنه أول فـدائي في الإسلام ( 23 ق . هـ ــ 40 هـ ) اسمه ونسبه هو أبو الحسن علي بن أبى طالب بن عبد المطلب الهاشمى القرشى . أمير المؤمنين ، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وابن عم النبى صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء ووالد الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، كناه النبى صلى الله عليه وسلم بأبى تراب وهو من الخطباء والعلماء بالقضاء المعدودين وأول الناس إسلاماً من الغلمان . نشأته ومناقبه عاش فى حجر النبى صلى الله عليه وسلم منذ طفولته، وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت قريش قد أجمعت على قتل النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه جبريل يقول له : لاتبت على فراشك هذه الليلة . فقال صلى الله عليه وسلم لعلي : (بت في فراشي ولايمسُّك سوء..) وخرج النبي مهاجرا الى المدينة وقد حثا التراب على راس ابي جهل وشرذمته وهو يتلو قول الله تعالى (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون )سورة يس واستيقظ الكفار ودخلوا بيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بهم يفاجؤون بعلي . ثم بقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أياماً فى مكة ليقضي ديونه ويرد ودائعه ثم هاجر إلى المدينة . شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يحمل اللواء فى أكثرها ويتقدم للمبارزة ، وفى غزوة بدر بارز شيبة بن عتبة وقتله ، وفى غزوة الخندق قتل فارس العرب وأحد شجعانهم عمرو بن عبد ود العامرى ، وفى غزوة خيبر قال صلى الله عليه وسلم ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وفي الصباح دعا عليا ، وكانت عينه مصابة بالرمد فدعا له فبرأ ولم يرمد بعدها ، وأعطاه الراية ففتح الله على يديه وقتل مرحبا اليهودى ، ويروى فى ذلك من شجاعته وقوته أن يهودياً ضرب عليا فطرح ترسه فتناول بابا عند الحصن وتترس به فلم يزل فى يده حتى فتح الله على يديه ثم ألقاه من يده . فضائله علي بن أبي طالب ذلك المقدام الذي عجز الحرف أن يَصفه ... هو فارس العرب و بطل خيبر الذي نعرفه... نزل في القران في حق علي بن أبي طالب...أيات عديده ، منها (((إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا , الذين يقيمون الصلاة و يأتون الزكاة و هم راكعون)))نزلت حين اعطى الذكاة علي بن أبي طالب لفقير دخل المسجد في وقت الصلا و الأمام كان يصلي.. و قول الرسول صلى الله عليه وسلم بحق هذا البطل العظيم... ((يا علي أنت بمنزلتي كمنزلت هاورن من موسى)) ((علي مع الحق و الحق مع علي يدور حيث ما يدور)) قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه الهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أخذل من خذله)) قالت فاطمه لأبيها يا ابتي لقد زوجتي افقر الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الا ترضين,أن الله نظر الي الأرض فختار رجلين أولهما ابيكي و ثانيهما بعلكي)) خلافة علي بن أبي طالب 36 ـ 40 هـ تولى على بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة سنة 36 للهجرة بعد استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكان همه الأول إعادة الأمن والطمأنينة إلى المدينة والقضاء على جذور الفتنة فيها ،ولكن الفتنة انتقلت من المدينة إلى خارجها ، فقد طالب بعض الصحابة ـ وعلى رأسهم عائشة رضي الله عنها ـ بالقصاص من قتلة عثمان،وتوجهت إلى العراق مع جمع من الصحابة ، ورفض معاوية بيعة على ورد واليه على الشام ورفع شعار الثأر لعثمان ، فاضطر على للخروج بمن تطوع معه لوقف انتشار الفتنة. وتوجه للجمع الذى رافق السيدة عائشة رضي الله عنها لإقناعهم بالعودة إلى المدينة ،وقتل عدد من الصحابة حول الجمل الذى كانت تركبه السيدة عائشة ، واستطاع على ورجاله أن يضبطوا الأمور وينهوا القتال . وعادت عائشة ومرافقوها إلى المدينة ، ولكن علياً وجيشه لم يعودوا بل توجهوا إلى الكوفة ونزلوا فيها يعدون لمواجهة الخلاف مع معاوية . واستخلف على المدينة سهل بن حنيف الأنصاري .ثم استشهد علي بن أبى طالب فى الكوفة فأخذ البيعة لابنه الحسن بن علي . وفاته وفى 17 رمضان سنة 40 هـ اغتال أحد الخوارج ـ واسمه عبد الرحمن بن ملجم ـ علي بن أبى طالب رضي الله عنه وهو فى صلاة الصبح . فاللهم ارض عن عليّ ملء السماوات والأرض و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ابوبكر وعمر وعثمان وعلي ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ،،، والآن مع الشخصية الأسطورية الإمام الشافعي رحمه الله |
||
مشاركة [ 13 ] | ||||
|
||||
|
عمر ابن الخطاب مؤسس الدولة الاسلامية اداريا
|
|||
مشاركة [ 14 ] | |||
|
|||
أميرة المنتدى
|
عمر ابن الخطاب مؤسس الدولة الاسلامية اداريا
|
||
موضوع مغلق |
القسم العام |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة-متجدد كل يوم | الملتقى الإســلامـي | |||
السياحة في سلطنة عمان | الخليج العربي - Arabian Gulf | |||
موسوعة الثقافة الاسلاميه 1000 سؤال !! | الملتقى الإســلامـي | |||
جزر الكناري الاسبانية.. | اوروبا - Europe | |||
مقابلة مع رئيس مجلس ادارة (طيران الوطنية) | المقالات الصحفية Rumours &News |