اختيرت أبوظبي كأفضل مدينة لأداء الأعمال التجارية في العالم العربي وفقاً للتقرير السنوي الذي تجريه وحدة التحقيقات الاقتصادية التابعة لمجموعة الايكونوميست· والدراسة المعروفة باسم ''مؤشر عام ''2006 تغطي 127 مدينة في جميع أنحاء العالم· وقد كشفت الدراسة عن أن مدينة فانكوفر في كندا، المدينة الأفضل للأعمال التجارية في مجال السفر، بينما جاءت ثلاث مدن كندية أخرى وهي كالجاري وتورنتو ومونتريال ضمن قائمة المدن العشرة الأولى، كما صنفت مدن اديليدا وبريسبان وبيرث وملبورن في أستراليا أيضاً ضمن قائمة المدن العشرة الأولى، وتبوأت سنغافورة المركز الأول لأفضل مدينة في الأعمال التجارية آسيوياً·
وعلى العكس من ذلك فإن بورت موريباي في غينيا الجديدة احتلت بجدارة المدينة الأسوأ للأعمال التجارية في العالم تليها مدينة لاجوس ثم مدينة كراتشي التي تعصف بها أعمال العنف· ورغم ذلك فإن مدن أفريقية مثل الجزائر ودوالا وهراري وأبيدجان ظلت أيضاً تحتل قاعدة القائمة·
وتضمن المؤشر عدداً من المتغيرات الخاصة بتحديد درجة كل مدينة في جميع أنحاء العالم من بينها مستويات الاستقرار والثقافة والبيئة والبنية التحتية والتكلفة والرعاية الصحية، وقد خصص المؤشر 25 درجة لكل من الاستقرار بالإضافة الى الثقافة والبيئة و 20 درجة لكل من البنية التحتية والتكلفة و 10 درجات للرعاية الصحية· وتختص مسألة الاستقرار بأمور مثل التهديد الإرهابي والجرائم بصورة عامة، بينما تركز الثقافة والبيئة على مدى عدم الارتياح في أوساط المسافرين من رجال الأعمال بالإضافة إلى مدى توفر الفنادق الفخمة· ويركز العامل الخاص بالبنية التحتية على جودة شبكات الطرق والنقل العام بالإضافة إلى وفرة الارتباطات الجوية الدولية مع المدينة· بالإضافة إلى ذلك، فإن المتغير الخاص بالتكلفة يغطي تفاصيل رسوم وأجرة سيارات الأجرة وأسعار سيارات الإيجار بالإضافة إلى أسعار الوجبات والأطعمة أما المتغير الأخير فيهتم بجودة الخدمات الصحية· واحتلت مدينة أبوظبي المركز 70 على مستوى العالم ما جعلها تنفرد بمقدمة المدينة الأفضل أداءً على أية مدينة عربية أخرى شملتها الدراسة· وبعد احتلالها للمركز 73 عالمياً، يبدو أن دبي برزت كالمدينة الأقرب إلى أبوظبي· وقد جاءت المنامة عاصمة البحرين في المركز 83 عالمياً بينما احتلت مدينة الكويت المركز 89 على العالم قبل مدن الرياض وجدة والخُبر في المملكة العربية السعودية التي حصلت على التصنيف مائة و 102 و 103 على التوالي عالمياً علماً بأن التقرير لم يشمل المدن الأخرى في مجلس التعاون الخليجي· وفي ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية المستمرة التي تشهدها مدن مجلس التعاون الخليجي فقد أصبحت الفرصة سانحة أمامها لتحسين وترقية مراكزها في السنوات المقبلة· وتنتظر دبي تحسين تصنيفها على خلفية ما تشهده من تطور سريع في البنية التحتية حيث تنوي أيضاً تمديد خط للسكك الحديدية يعمل على ربط النقاط المختلفة والمتعددة في المدينة بحلول نهاية العقد· وفي الحقيقة فإن الازدحام المروري الذي تشهده المدينة حالياً أضر بتصنيف مدينة دبي الدولي· كذلك فإن إنشاء المطار الجديد المقترح في جبل علي من شأنه أن يسهم بإيجابية في تحسين تصنيف دبي· ومن المتوقع أيضا أن يتحسن تصنيف المدن السعودية في المستقبل على خلفية انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية· وبموجب شروط الانضمام يتعين على المملكة العربية السعودية تنفيذ عدد من الالتزامات بما فيها إزالة جميع الرسوم التي لا تتفق مع قوانين المنظمة·