[:::: A L I ::::]

أكاديمية الطيران المدني السعودي.. الخطوة الرائدة

عبد العزيز بن عبد الكريم العنقري نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني


يمثل العنصر البشري في صناعة النقل الجوي أحد المحاور الرئيسة إن لم يكن أهم المحاور لإيجاد صناعة نقل جوي متطورة وتوطين تقنيات تلك الصناعة، ويمثل الاستثمار في تهيئة الكوادر البشرية لإدارة وتشغيل مرافق هذا القطاع الحيوي، وتعهد تلك الكوادر بالتطوير من خلال برامج تدريبية متخصصة أفضل استثمار تنفق عليه الدول المتقدمة والشركات المتخصصة بسخاء.
كانت المملكة ولا تزال تمثل الريادة بين دول المنطقة في الطيران المدني ليس من حيث المرافق والتجهيزات، ولا من حيث المبالغ المستثمرة في البنية التحتية لهذه الصناعة فحسب، وإنما تميزها في عنصر أهم وهو تهيئة الكوادر الوطنية المؤهلة علمياً وعملياً. فقد عملت المملكة خلال العقود الخمسة الماضية على إعداد كوادر متخصصة وفنية لإدارة وتشغيل مرافق هذه الصناعة، وكانت تعتمد في جزء كبير من هذه الجهود على إيفاد مجموعات من الطلبة للجامعات والمراكز التدريبية المتخصصة في خارج المملكة كالولايات المتحدة والسويد وبريطانيا وغيرها.
هذه الجهود تبلورت أكثر بافتتاح الطيران المدني مع بداية الستينيات الميلادية من القرن الماضي معاهد تدريب فني في كل من جدة عام 1382هـ الموافق 1962 والدمام عام 1386هـ الموافق 1966 لتغطية احتياجات الطيران المدني من المراقبين الجويين وفنيي صيانة الأجهزة الملاحية والإطفاء والإنقاذ وفنيي الاتصالات الملاحية. كان لهذه المراكز التدريبية دور إيجابي في تخريج دفعات ممن يتولون اليوم إدارة وتشغيل هذه المرافق بكل كفاءة واقتدار، وقد استفاد منها عدد من أبناء دول المنطقة.

ينقسم التدريب في هذه المراكز إلى ثلاثة أقسام:
1) تدريب أساسي لتهيئة قوى عاملة جديدة بحيث يتخرج المتدرب في المراقبة الجوية أو الإطفاء والإنقاذ أو فني صيانة أجهزة ملاحية.
2) تدريب تطويري للقوى العاملة لمن هم على رأس العمل في مجال الأعمال التي يزاولونها وتعريفهم بالمستجدات في تقنية الأجهزة التي يتعاملون معها أو الإجراءات العملية التي يزاولونها.
3) تدريب الهدف منه الحصول على الترخيص الدولي لمزاولة المهنة كتدريب المراقب الجوي على الاقتراب، أو مراقب رادار.
لقد تم تدريب 2043 متدربا فنيا خلال السنوات الخمس الماضية منهم 530 في المراقبة الجوية و1217 في صيانة أجهزة الملاحة و296 في الإطفاء والإنقاذ.
الطيران المدني لم يكتف بهذه المعاهد بل أنشأ مراكز تدريب في المطارات الدولية الثلاثة مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الملك خالد الدولي في الرياض. ومطار الملك فهد الدولي في الدمام تقدم دورات متخصصة قصيرة فنية وإدارية وتشغيلية إلى جانب اللغة الإنجليزية استفاد منها آلاف الموظفين ممن هم على رأس العمل.
لكن تلك المراكز بإمكاناتها البشرية ومناهجها وتجهيزاتها المعملية لم تعد تتناسب مع القفزات التطويرية المتسارعة في صناعة النقل الجوي والاتصالات وتقنية المعلومات أو حتى المناهج التدريبية كأساليب ووسائل. من هنا جاءت الحاجة إلى نقلة نوعية في منظومة التدريب في الهيئة العامة للطيران المدني لتواكب هذه المستجدات، فصدر قرار مجلس إدارة الهيئة رقم (1 - 4) بتاريخ 2/1/1427هـ بتأكيد ما سبق أن صدر به قرار مجلس القوى العاملة رقم 1/2/407/25 بتاريخ 1/8/1407هـ بإنشاء أكاديمية الطيران المدني وتوج بالموافقة السامية الكريمة رقم 9094/م ب بتاريخ 14/12/1427هـ بأن تتولى الهيئة العامة للطيران المدني إنشاء الأكاديمية والإشراف عليها.
الأكاديمية ستدرس فيها التخصصات الفنية كالمراقبة الجوية والإطفاء والإنقاذ وصيانة الأجهزة الملاحية إلى جانب برامج جديدة مثل أمن الطيران وسلامة وتشغيل المطارات كخطوة أولى وتتوسع لاحقاً بتدريس تخصصات تخدم قطاع الطيران بصفة عامة مما لا توفره مخرجات التعليم في الجامعات السعودية.
ما يميز هذه الأكاديمية عن غيرها هو التخصص فهي تخدم قطاع الطيران المدني من مطارات وإطفاء وتجهيزات ملاحية وسلامة وأمن الطيران كما أنها تمثل جهداً مشتركاً بين أكثر من جهة. فهناك تنسيق بين الهيئة العامة للطيران المدني والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لإنشاء مرافق الأكاديمية، ومجلس أمناء الأكاديمية برئاسة معالي رئيس الهيئة يمثل نخبة من أكاديميين سعوديين يمثلون الجامعات السعودية ورجال أعمال لهم اهتماماتهم في صناعة الطيران المدني ومتخصصين من الهيئة العامة للطيران المدني. كما أن الهيئة العامة للطيران المدني عمدت إلى التعاقد مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة (شركة تاليس الفرنسية) لتطوير المناهج التدريبية وإعداد المدربين الأكفاء وتوفير المعامل التشغيلية المتطورة بالتعاون مع جامعات ومراكز تدريب عالمية متخصصة في كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها والاستفادة من تجارب أكاديميات الطيران الناجحة في كل من سنغافورة وماليزيا ونيوزيلندا وغيرها وقد صمم العقد على مراحل انتهت المرحلة الأولى بمبلغ 40 مليون ريال والمرحلة الثانية بمبلغ 150 مليون ريال للسنوات الأربع القادمة هذا التميز العلمي والمنهجي التدريبي يعطي المتدرب والجهة الموفرة له للتدريب بالأكاديمية اطمئناناً بجدية التدريب وأنه يتم وفق المواصفات والمتطلبات الدولية لأداء العمل والترخيص الدولي لمزاولة المهنة في أي مكان في العالم.
ما أحب أن أؤكد عليه أن التدريب الفني لمزاولة مهنة المراقبة الجوية مثلاً يفوق بكثير في التكاليف والجهد والوقت أي تدريب إداري آخر وأنه يمثل عملية مستمرة.
في رأيي أن هذه الأكاديمية المتخصصة وأختها الكبرى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وغيرها من الجامعات ومراكز التدريب المتخصصة تمثل انطلاقة فعلية وحكيمة لتهيئة كوادر وطنية لسد احتياجات سوق العمل وتوطين التقنية في المملكة.
حكومة المملكة وفقها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الرجل الذي يعود له الفضل بعد الله في وضع بذرة الأساس للتدريب الفني بالطيران المدني وتعهدها بالرعاية والدعم لم تألُ جهداً في دعم التعليم والتدريب من خلال اعتمادات الميزانية الضخمة للتعليم والتدريب والتي تجاوزت 23 في المائة من مجموع اعتمادات الميزانية العامة الحالية يؤيد هذا ما تشهده المملكة من حراك ضخم في التعليم العام وتوسع في أعداد الجامعات ومراكز التعليم التقني والتدريب المهني فضلاً عن آلاف المبتعثين للدراسة بالخارج.
هذه الحقائق وهذه النظرة المستقبلية الطموحة للتدريب في نظري تضعنا أمام ضرورة وضع خطة استراتيجية للقوى العاملة ليس لاحتياجات المملكة الآنية فحسب بل لابد أن تكون الخطة للعشرين سنة القادمة وربما أكثر آخذين في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومستفيدين من تجارب دول سبقتنا نجحت في وضع مثل تلك الخطط، ووظفت لها كل إمكانياتها فجاءت نتائجها إيجابية. هذه الخطة تمثل مخرجاً تنموياً وطنياً يتمثله كل مرفق في خططه الإستراتيجية بما في ذلك القطاع الخاص والدولة وفقها الله بنظرتها الحكيمة مسؤوليتها ضبط تناغم هذه الخطط ووضعها في بوتقة واحدة تمثل خطة الدولة الاستراتيجية للقوى العاملة تحدد آلياتها بوضوح والمستهدف منها وتعرف مدخلاتها وتقاس مخرجاتها بعيداً عن الإنشائية والمبالغة. يحضرني في هذا السياق ما يؤكد عليه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بأننا ننشد العالم الأول وأننا بإمكاناتنا وقدراتنا لم نعد نقبل أو نصنف دون ذلك وأعتقد أن سموه أصاب كبد الحقيقة. فما دمنا وضعنا ذلك هدفاً فللهدف متطلبات لزاماً علينا الوفاء بها والعمل على تحقيقها والبدء فيها مبكراً قبل فوات الأوان ويأتي في مقدمتها تهيئة الكوادر البشرية المؤهلة علمياً وعملياً لهذه النقلة الحضارية.
لست متفائلاً فحسب بل أجزم أن لدى المملكة القدرة على أن تكون مركزاً علمياً وتدريبياً لتوفير الكوادر البشرية المؤهلة ليس لتغطية احتياجاتها فقط بل ولدول المنطقة.عدد من دول العالم لا تصدر سلعاً أو مواد أولية وإنما تصدر عمالة مدربة وتحويلات هذه العمالة تمثل دعماً رئيسًا للاقتصاد الوطني لتلك الدول. علينا أن نقرأ متمعنين الأرقام المهولة لأعداد العمالة غير السعودية في المملكة 6.2 مليون عامل وتحويلاتهم السنوية بلغت 78.5 مليار ريال سعودي حسب تقدير مؤسسة النقد السعودي لعام 2009 وهذه التحويلات إلى دول العالم الآخر تمثل أهم بنود مدفوعات الحساب الجاري في ميزان مدفوعات المملكة.
نحن فخورون بالانتماء لهذا الوطن الغالي لكن ذلك وحده لا يكفي بل لا بد من ترجمة هذا الشعور النبيل إلى استراتيجيات عمل تشخص الحاضر وتستشرف المستقبل وتتعامل مع المستجدات بانفتاح واعٍ بعيداً عن التسويف والتخوف والانشغال بأمور جانبية تحد من انطلاقنا وتأخذنا بعيداً عن مزاحمة الأمم الجادة.

[تأبط خيرا]

رب همة أحيت أمة

إنني أحلم باليوم الذي يحلم فيه أخواننا غير السعوديين بالدراسة في أكاديمية الطيران المدني السعودي مستقبلا .

إن شاء الله .


مراسل المنتدى أخونا علي
لا تأتي إلا بالسمين

شكرا لك .

[airraid]

اكبر تحية للسعودية وللامام يامملكة العز ................

[Mr.X]

.

يعطيك العافيه ع الخبر

[تاورجي]

" الإعتراف بالخطأ علامة إيجابية على التغير للأفضل "

بداية اود ان اشكر العزيز الكابتن علي

على تغطياته الصحفية المتميزة فجزاك الله خيراً

ثم اود ان اعقب على ما جاء في هذه المقالة

بتعقيب بسيط على بساطة حجم كاتبه المعقب !

اعزائي و اخواني

ان ماليزيا مثلاً هي دولة اسلامية كانت تعد في بداية القرن

من الدول النامية محدودة الحجم في جميع المجالات

و بقيادة رائدة و محاسبة قوية للفساد

استطاعة ان تنافس الكبار

ولكي نكون صادقين في اطروحاتنا

فإنه يجب علينا ان نقول أن اي عملية تصحيح للأفضل

يجب ان تصاحبها عملية كبرى لمكافحة الفساد

وهذا ما نأمله لكي نصل الى الصف الأول عالمياً

وهذا هو المحك الرئيسي

الذي تتكسر دونه الأهداف والأحلام النرجسية للبعض !!

وبإذن الله سنتجاوز هذا الحاجز الرهيب

ونشق طريقنا نحو التميز والريادة

حتى نعيد مجد الأسلاف ونرفع راية التوحيد

خفاقة في كل الميادين

والى ذلك الحين وفي كل حين

دمتم بخير و عافية

[atcm]

كم اتمنى ان يكون ما كتب صحيح وليس كلام وظهور فقط ولكن عندي سوال هل سوف ننتظر 20 سنه لتنفيذ المشروع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بالنسبه لي ما كتب ونقل لنا موضوع لمادة التعبير وصاحب الموضوع ما شاء الله سوف يحصل على 100 في هذا الماده .

[wacher]

الله يمد بأعمارنا لنزور الأكاديميه التي تتناسب مع القفزات التطويريه المتسارعه.

* مطاردبي الدولي أستغرق بنائه أربع سنوات
*بناء مطار باليابان على الماء بثمان سنوات.
* شركة أدارة المطارات الفرنسية (إيه.دي.بي) تتعهد بإنشاء مطاردولي جديد وتشغيله في غضون ثلاث سنوات.
* شركة «ماليكورب» البريطانية تنشئ مطار بثلاث سنوات.

[تاورجي]

اقتباس:     المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wacher  

الله يمد بأعمارنا لنزور الأكاديميه التي تتناسب مع القفزات التطويريه المتسارعه.

* مطاردبي الدولي أستغرق بنائه أربع سنوات
*بناء مطار باليابان على الماء بثمان سنوات.
* شركة أدارة المطارات الفرنسية (إيه.دي.بي) تتعهد بإنشاء مطاردولي جديد وتشغيله في غضون ثلاث سنوات.
* شركة «ماليكورب» البريطانية تنشئ مطار بثلاث سنوات.

في العجلة الندامة وفي التأني السلامة !!!

ياخي تخيل فقط ان انجزت مشروعك خلال 3 سنوات

ألم تضيع المئات من الملايين كان يمكن صرفها

على الموظفين لو كان المشروع مدته 30 سنة !!

ياخي يقال قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق

لعلمك الخاص هذه المشاريع تساعد على حل مشكلة البطالة

وإطالة مدتها تضمن الحياة الكريمة للكثيرين من ابناء الوطن !!

وبعدين تعال ....

لماذا انتم تريدون تقليد الكفرة والعصاة من البشر

ألا تعلم ان انشاء مطارات دولية بهذه السرعة

يساعد على انتقال الحضارة الغربية الكافرة الى بلادنا الاسلامية!

الله يصلحكم و يهديكم

ملاحظة هامة :

جميع ما ذكر اعلاه لا يمثل رأي الكاتب الخاص
بل هي وساوس شيطانية
نسأل الله المغفرة والرحمة