توشك حالة الامتعاض التي تجتاح شركات طيران غربية في كل من أوروبا واستراليا تجاه النجاح الكبير الذي تحققه طيران الإمارات، ومعها عدد صغير من الناقلات الإقليمية مثل
طيران الاتحاد والقطرية على التحول إلى معركة ''كسر عظم''، تهدف إلى وضع قيود وعراقيل أمام طيران الإمارات وغيرها من الشركات سريعة النمو التي ستفيد حاليا من سياسة الأجواء المفتوحة وما يعرف باسم ''الحرية السادسة'' لضمان احتواء التهديد الذي تمثله تلك الشركات لنظيراتها الأوروبية وفي أسواقها الرئيسية خاصة مع دخول طيران الإمارات وكذلك الاتحاد إلى سوق عبر الأطلنطي الحر الذي يمثل منافسة كبيرة للشركات الأوروبية التي تعتمد إلى حد بعيد على كثافة الرحلات بين أوروبا والولايات المتحدة وكندا· وفيما يشبه الحملة المنسقة تسارعت وتيرة الهجوم على طيران الإمارات بوجه خاص من جانب الشركات الغربية وتحديدا الخطوط الجوية الاسترالية ''كانتاس'' وايرفرانس بدعوى استفادة طيران الإمارات من دعم حكومي خفي الأمر الذي تنفيه الشركة جملة وتفصيلا·
وعلى الرغم من أن طيران الإمارات لا تقف ساكنة في مواجهة ذلك الهجوم بل وسعت إلى معادلته من خلال تعاون مع شركات منافسة لمن يهاجمونها مثل اتفاقها الأخير مع شركة فيرجن بلو الاسترالية، إلا أن مثل تلك التحركات قد لا تكون كافية إذا ما نجح اتحاد شركات الطيران الأوروبية في تسخين أجواء المعركة لدى المفوضية الأوروبية· وتشير مصادر في صناعة الطيران الأوروبية إلى أن شركات الطيران الأوروبية وخاصة ايرفرانس ولوفتهانزا تسعى لدى اتحاد شركات الطيران الأوروبية باتجاه دفع المفوضية الأوروبية إلى مناقشة مسألة استفادة طيران الإمارات مما يعرف باسم الحرية السادسة، وتجادل تلك الشركات إزاء جدوى رحلات طيران الإمارات من دبي إلى العديد من الوجهات الأوروبية وترى أنها مجرد مدخل للاستفادة من السوق الأوروبية عبر نقل المسافرين من أوروبا إلى الولايات المتحدة وهي بالتالي تنافس الشركات الأوروبية في عقر دارها·
وتطالب تلك الشركات المفوضية الأوروبية بفرض قيود على رحلات طيران الإمارات غير المباشرة إلى عبر الأطلنطي إذا ثبت أن الجزء الأول من الرحلة أي بين دبي والوجهات الأوروبية لا يحمل مقومات اقتصادية كافية·
مخاوف أوروبية
وتجادل كل من كوانتاس الاسترالية ومعها شركات طيران أوروبية بأن طيران الإمارات-التي تستفيد من وجهة نظرهم من دعم حكومي كبير- تخطف زبائنهم، وقد أصابت تحركات الإمارات لشراء طائرات من الحجم الكبير مثل طائرة ايرباص ايه 380 وطائرة بوينج 777 مخاوف الشركات الغربية لان مسألة استفادة الشركة من هذه الطائرات كبيرة الحجم مسألة مفروغ منها، وهي لن توظفها بالطبع في رحلات إقليمية وإنما في رحلات دولية طويلة سواء من عبر الأطلنطي مستفيدة من السوق الأوروبية أو إلى استراليا· ويعتقد خبراء في قطاع الطيران أن شركات الطيران الإقليمية لديها فرصة كبيرة لتوسعة نطاق عملياتها خلال السنوات القليلة المقبلة غير أن ذلك لا يمنع من القول إن هناك مخاطر أيضا تحيق بتلك الشركات إذا ما نسقت الشركات الغربية جهودها في مواجهة الصعود الكبير لشركات مثل الإمارات والقطرية والاتحاد ومعها شركات خاصة أخرى من الهند وغيرها، وحسب تعاقدات وجداول توريد الطائرات فإن الشركات الإقليمية ستسجل أعلى زيادة في معدلات نمو الأساطيل على المستوى العالمي خلال العشرين سنة المقبلة، وتسجل حركة السفر في المنطقة نموا لا يقل عن 10% سنويا وهذا النمو مرشح للاستمرار في السنوات المقبلة·