[Emarati]

ارتفعت اسعار تذاكر السفر خلال الصيف بنسبة تراوحت بين 5 و 10 بالمائة مدفوعة بعوامل العرض والطلب اضافة الى بدء موسم العطلات في الدولة. واكد خبراء في سوق السفر الجوي انه هذا النمو فاق مستويات الذروة التي وصلتها الاسعار في عام 2008 خصوصا على بعض الوجهات، حيث ساهمت الاوضاع السياسية المتقلبة في دول المنطقة في تحول الكثير من السياح الى وجهات محددة في اوروبا وآسيا، مما شكل ضغوطا عليها ورفع اسعارها بدرجة كبيرة.
وقالوا ان الارتفاع في اسعار تذاكر السفر يعد عاملا طبيعيا خلال هذا الوقت من العام ولم يسجل قفزات عالية غير عادية في اسعار التذاكر خلال الموسم الحالي، في الوقت الذي تختلف فيه الزيادات من محطة الى اخرى وفقا للعرض والطلب وتوقيت السفر.
وأكد أحمد خوري نائب رئيس أول طيران الإمارات للعمليات التجارية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران ان رحلات طيران الإمارات سواء تلك القادمة إلى دبي أو المغادرة إلى مختلف الوجهات تشهد معدلات إشغال عالية خلال موسم الصيف الحالي، بل إن نسبة إشغال بعضها تصل إلى 100%.
وتعتبر محطات منطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران بالإجمال أكثر وجهات طيران الإمارات التي تشهد طلباً عالياً على السفر إلى دبي أثناء فصل الصيف، وتحديداً خلال فترة فعاليات صيف دبي.

المحطات الأوروبية
كما تعتبر المحطات الأوروبية عامة وتلك التي افتتحتها طيران الإمارات خلال العام الماضي وهي أمستردام وبراغ ومدريد أكثر الوجهات استقطاباً للمسافرين من دبي ومن مختلف دول المنطقة، فضلاً عن المحطات التقليدية مثل دول الشرق الأقصى وماليزيا وتايلاند وأستراليا.
واشار الى ان الإقبال على السفر خلال فصل الصيف عموماً يشهد طلباً عالياً من المسافرين من مختلف أنحاء العالم الذين يرغبون بقضاء إجازتهم السنوية في دبي بغرض الاستفادة من فرص التسوق المذهلة، فضلاً عن زيارة المعالم السياحية الشهيرة التي تزخر بها دبي.
وقد باتت فعاليات صيف دبي، بما فيها عالم مدهش ومفاجآت صيف دبي ورمضان في دبي والعيد في دبي، تشكل واحدة من أبرز فعاليات التسوق والترفيه العائلي في العالم، وهذه الحقيقة تبدو واضحة من خلال النتائج التي تحققها هذه الفعاليات سنوياً والتي تفوق التوقعات. ويأتي هذا النجاح نتيجة طبيعية للجهود المبذولة من قبل كافة الأطراف المعنية بهذا الحدث.
وتواصل طيران الإمارات توفير عروض خاصة بفعاليات صيف دبي، التي تسهم في تعزيز حركة السفر الجوي إلى دبي وتظهر هذه المدينة كوجهة مثالية لقضاء العطلات. وتتجلى مساهمة الناقلة الفاعلة في دعم المهرجان والترويج له من خلال جميع القنوات التسويقية المتاحة عبر شبكة محطاتها الممتدة في قارات العالم الست فضلاً عن العروض الخاصة التي توفر خلال فترة المهرجان.

الأحداث السياسية
ومن جهته اكد كريم الصناديلي المدير الاقليمي للخطوط النمساوية أنه وبالاضافة الى عامل العرض والطلب فإن ارتفاع التكلفة ومنها تكاليف الوقود ساهم في ارتفاع اسعار التذاكر خلال هذا الموسم.
واضاف ان الاحداث السياسية التي تشهدها المنطقة حاليا ساهمت في تراجع الطلب بشكل كبير على وجهات المنطقة، وحولت توجهات المسافرين الى محطات في اوروبا مثل فرنسا واسطنبول والمملكة المتحدة اضافة الى ماليزيا وتايلند في آسيا، الامر الذي احدث نوعا من الضغوط على هذه الوجهات وتسبب في ارتفاع اسعار تذاكرها مع ارتفاع الطلب بشكل كبير عليها.
وقال هاكان باكار الرئيس التنفيذي لهوليدي فاكتوري التي تنظم عروضا لعطلات السفر في الدولة، ان هناك نموا في توجهات السفر من خلال عروض العطلات للحصول على اسعار مقبولة بحيث يضمن المسافر الحصول على خدمات متكاملة من بدء الحجز وحتى عودته للدولة وتشمل الاقامة والتنقلات والوجبات.
واضاف باكار ان هناك خمس وجهات استحوذت على اكثر من 50 بالمائة من طلبات السياح ضمن عروض العطلات التي اطلقتها الشركة، وهي اسطنبول وتايلاند والمالديف وبراغ اضافة الى باريس بحيث تبدأ العروض من 1290 درهما لزيارة مدينة اسطنبول وتنتهي بـ 4500 درهم لجزر المالديف وهي عروض تشمل الاقامة والتنقلات بما فيها تذكرة الطيران ذهاباً وعودة والإقامة بالفندق والانتقال من وإلى المطار وخدمات وكلاء السفر وجميع الضرائب.

الوقود مرة أخرى
ووفقا للعاملين في قطاع السفر الجوي فإن ارتفاع التكاليف التشغيلية التي تعززها اسعار الوقود المرتفعة لعبت دورا بارزا في ارتفاع اسعار التذاكر رغم التباين من منطقة جغرافية الى اخرى ومن شركة طيران لأخرى، حيث ما زال الوقود يشكل اكثر من 30 بالمائة من اجمالي التكاليف في شركات الطيران.
وكان تقرير لشركة اميركان اكسبرس حول اسعار التذاكر قد اشار الى ان المسافر سيدفع خلال هذا العام نفس الاسعار التي كان يدفعها خلال عام 2007 لكن الاحداث السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وما تعرضت له اليابان قبل شهور ساهم في احداث تغيير في هذه النظرة واحدث تحولا في توجهات المسافرين الى كل من منطقة الشرق الاوسط واليابان لصالح وجهات اوروبية مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا، إضافة الى المحطات التقليدية في الشرق الاقصى مثل ماليزيا وتايلاند.

تباين بين الشركات
ومن خلال الاطلاع على اسعار التذاكر عبر المواقع الالكترونية لشركات الطيران فإن سعر التذكرة على خط دبي عمان العاصمة الاردنية يبدأ بـ 1266 درهم على العربية للطيران ليصل الى 2025 درهما على طيران الامارات. وتعرض شركات مثل الاتحاد للطيران اسعارا على نفس الوجهة تبدأ بـ 1525 درهما وفلاي دبي 1670 درهما والملكية الاردنية 1615 درهما وطيران الخليج عبر البحرين 1916 درهما.
ويبدأ سعر التذكرة على خط دبي بيروت بـ 110 دراهم على العربية للطيران ويصل الى 2165 درهما على طيران الامارات. فيما يصل السعر على نفس الوجهة عبر الاتحاد للطيران الى 1625 درهما والشرق الاوسط اللبنانية 1645 درهما وفلاي دبي 1303 دراهم.
وكانت شركات الطيران قد اضطرت خلال سنوات الازمة الى تخفيض اسعارها بنسب وصلت الى 30 بالمائة عن اسعار ما قبل الازمة في العام 2007 وبداية 2008 بفعل تراجع حركة السفر الجوي وانخفاض اسعار الوقود. وشمل الانخفاض كلاً من الدرجة الاقتصادية ودرجتي الاعمال والاولى.
وتعد عودة أسعار التذاكر مؤشرا على ان قطاع الطيران سيشهد عاما ربحيا آخر بعد العام الماضي بالرغم من تراجع ارباح القطاع الى 4 مليارات دولار مقارنة مع 18 ملياراً في العام الماضي الذي يعد الافضل في تاريخ الصناعة من حيث الربحية.



https://www.albayan.ae/economy/first/2011-07-13-1.1470933