[أوتار ممزقة]

سلنى كيف هى الغربة؟ تعرف ماهو الوطن.

ليال الشتاء باردة ،ولحاف الدفء قصير ،الريح تعربد فى الطرقات وصفيرها يعلو كصفير القطارات التى لا تعرف السكون فى مدينة فرانكفورت.

الصباحات بائسة لا تفتح نوافذها للعصافير ، ولا تعرف آذانها صخب الأطفال بالشوارع.

غابات أسمنتية تطارد الهواء وتحاصره فى كل مكان، تنبذ أشعة الشمس كغانية يحرم عليها ملامسة أجسادنا.

مدن الخريف الدائم التى لم تطأ أقدامها الحقول الخضراء ،و لم تعانق الأشجار الباسقة الشامخة المنتصبة على حواف الترع تتوارى خلفها الشمس فى خجل وقت الأصيل.

تلك البيوت التى لا تعرف القهقهات التى تنساب كجداول ماء رقراقة من جلسات السمر التى تعج بالأقارب و الجيران، تلك البيوت التى لم تشم رائحة الشمل الزكية المعبقة بالمحبة والمودة.

البسمات الشاحبة التى ترتسم على الأفواه ،ولا تنبت من القلوب الا كشوك وعوسج ،تلك المساءات الكئيبة المحشوة بالحنين،نضغط على زنادها فتنطلق رصاصات الحنين لتستقر بقلوبنا فتنزف ألماً ولوعة.

هل تشتهى أنوفكم رائحة التراب مثلى..؟؟

أتشتاق آذانكم حفيف الشجر وخرير الماء وزقزقة العصافير..؟

هل تتوق أبصاركم الى الحقول الخضراء والشوارع التى تحتضن التراب ووجوه الأطفال الصاخبة وجلسات الأهل والجيران...؟

أ تهفو قلوبكم الى البسمات اليانعة كزهرة ربيع...؟

أم أنهم فقط الغرباء الذين يشتاقون..؟، هم فقط من يشعلون فتيل ذاكرة الوطن بثقاب الأناشيد الوطنية التى ترعرعت معهم كرفيق منذ طفولتهم..؟؟

هل الغرباء فقط من ينفخون فى أبواق الحنين ليسرى نفيرها فى جسد الغربة الشائك فتنبت زهراً ؟؟


هل عرفت الآن ماهو الوطن...؟


وسلاماً يابلادى
ان رمى الدهر سهامه
اتقيها بفؤادى
واسلمى فى كل حين











بقلم
أوتار ممزقة

هيـــام