التذكرة الإلكترونية تهدد وكالات السفر
دبي - محمود الحضري:
مع بدء العد التنازلي لتطبيق شركات الطيران لنظام التذكرة الالكترونية مطلع 2007 تنفيذا لتعليمات وقرارات المنظمة الدولية للطيران المدني ''اياتا''، أصبحت وكالات السفر في موقف لا تحسد عليه، ليتساءل الكثير ونحن معهم ''هل أصبحت وكالات السفر في مهب الريح؟''·· ويصبح السؤال أكثر إلحاحا بعض التوجه نحو تطبيق العمولة الصفرية على مبيعات تذاكر ومنتجات شركات الطيران في الدولة، والذي بدأ تطبيقه فعليا مطلع العام الجاري·
وتظهر اجابات وكالات السفر في الدولة نوعا من التخوف، إلا أنهم يسترشدون بتجارب شركات الطيران في الدول الأخرى في تطبيق إصدار تذاكر السفر الكترونيا، وتجارب شركات الطيران منخفضة التكاليف بالعمل الكترونيا في مبيعات منتجاتها في الدولة، وأن الحاجة ستظل قائمة لوجود وكالات السفر، كما أنها ستظل مطلوبة لتلبية مطالب واحتياجات المسافرين·
ولا يخفي القائمون على مكاتب ووكالات السفر أن التوسع خدمات شركات الطيران الكترونيا سيؤثر حتما على حصص الوكالات في السوق، وهذا أمر لا يمكن اغفاله، بأي شكل من الاشكال، مشيرين الى أن السنوات الاخيرة خاصة مع تطبيق شركة طيران الامارات نظام بيع تذاكر السفر الكترونيا وعبر الانترنت، وظهور شركات الطيران منخفضة التكاليف، والتي تعتمد على بيع تذاكر السفر الكترونيا، قد سحب ما يوازي 10% الى 12% من مبيعات تذاكر السفر·
وفي هذا الإطار يقول لبيب جارودي مدير مجموعة وكالات السياحة والسفر ''حددت منظمة الطيران العالمية الأول من يناير 2007 موعدا نهائيا لتطبيق بيع منتجات شركات الطيران الكترونيا، وبدأت بعض شركات الطيران التطبيق التدريجي مثل طيران الامارات، التي تقوم حاليا ببيع ما نسبته 10% من مبيعاتها عبر الانترنت، بينما باقي الشركات مازالت لم تبدأ في التطبيق، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه شركات عالمية تبيع منتجاتها عبر الانترنت·
وأضاف: لا شك أن هذا النظام في البيع يؤثر على حصص وكالات السفر، ولكن ذلك لا يعني اختفاء دورها من السوق، فستظل الحاجة مطلوبة لدور وكالات السفر كوسيط في السوق بين المسافر والسائح من جانب، وشركات الطيران من جانب آخر، لتوفير البدائل أمام المسافر، علاوة على أن ما توفره وكالات السفر لا يمكن بأي حال من الأحوال سيوفره التعامل الكترونيا باستخدام الانترنت·
واشار جارودي الى أن هناك جانبا مهما جدا يتعلق بثقافة المستهلك بصفة عامة وفي المنطقة بصفة خاصة، والذي يرغب دائما في التعامل الملموس في شراء الخدمة سواء كانت سلعة أو خدمة مثل تذاكر الطيران، ومن هنا لا نرى خطرا على المدى المتوسط أو حتى البعيد نسبيا على وكالات السفر، وهذا ما تؤكده الارقام عن أنشطة وكالات السفر في دول سبقتنا في البيع الالكتروني لمنتجات السفر والسياحة· وقال: بلد مثل بريطانيا على سبيل المثال بدأت شركات الطيران فيها تطبيق بيع منتجاتها الكترونيا قبل فترة ليس بالقصيرة، وبالرغم من ذلك ففي لندن وحدها 4500 وكالة سفر وسياحة تواصل تقديم خدماتها للمسافرين والسياح·· وفي ضوء هذا لا نرى حجما كبيرا للمخاطر على وكالات السفر، وعلى الأقل خلال السنوات العشر المقبلة، حيث ستكون الوكالات هي الوسيط الأمن والمناسب امام المسافرين لشراء منتجات شركات الطيران، مشيرا الى أن الوكالات تقوم بتقديم التذكرة الالكترونية للعميل، ولكن سيختلف الأمر في آلية البيع·
وتوقع جارودي ألا تزيد نسبة البيع المباشر عبر الانترنت لمنتجات السفر والطيران في السنة الأولى وربما حتى السنة الثالثة وبدون وسطاء من وكالات السفر والسياحة عن 12% الى 15%، ولن تتجاوز نشبة 20%، ولكن نظام البيع والخدمة بين الأطراف الثلاثة من شركات الطيران والوكالات والمسافر ستتم الكترونيا وفقا للقاعدة الدولية التي سيلتزم بها الجميع من مطلع العام المقبل ·2007
ويبرر مدير مجموعة السياحة والسفر في دبي رؤيته بعدم وجود مخاطر على مدى عشر سنوات على أقل تقدير بالقول بأن التعامل الكترونيا في مبيعات الطيران يتطلب من المستخدم الدفع الفوري ببطاقات الائتمان، وضرورة استخدام الكمبيوتر، والوقت الكافي لابرام العملية، وغيرها من الأمور اللوجستية، بينما التعامل مع وكالات السفر يتيح له من يقوم بهذه العملية - مقابل عمولة طبعا- وتوفير العديد من الخيارات للسفر على أكثر من شركة طيران، واختيار موعد السداد في وقت يناسب الطرفين، علاوة حرية تعديل موعد السفر اذا ما حدثت ظروف طارئة، بعكس التعامل الالكتروني الذي لا يتيح للعميل تغيير مواعيد السفر بالمجان، بل والغاء التذكر ومقابلها المادي اذا لم يسافر العميل في الموعد المحدد·
ويبقى السؤال الآخر طارحا نفسه بالحاح هي ستخرج وكالات سفر من السوق خاصة الصغيرة منها؟ لا يختلف جارودي مع ذلك ويقول حتما هذا وارد !! ولا شك أن وجود خدمات أخرى مثل الشحن والسياحة وغيرها الخيار الوحيد أمام بقاء جانب آخر من الوكالات·