الطيران التجاري الخاص يستعيد عافيته رغم توقف الخيالة
الجزيرة- حازم الشرقاوي
4 سنوات مضت على تجربة الطيران التجاري الذي يمتلكه القطاع الخاص في المملكة، ظهرت خلالها بعض النجاحات والإخفاقات لدى الشركات الجديدة التي قدمت خدماتها داخليا ودوليا، فقد ظهرت الإخفاقات من خلال توقف رحلات طيران الخالية التي منيت بخسائر قدرت بعشرات الملايين من الريالات، وكانت الخيالة أول شركة طيران تكسر حاجز الاحتكار في قطاع الطيران في المملكة عندما أقلعت أولى رحلاتها يوم السبت 16 يوليو 2007 ما بين الرياض وجدة، وكانت تستهدف كبار الشخصيات، وبعد مرور هذه التجربة الزمنية توقفت رحلاتها منذ الأول من أبريل الماضي. أما الطيران الاقتصادي فكاد أن يكون مصيره مصير طيران الخيالة الخاص بكبار الشخصيات إلا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وافقت على دعم الشركتين العاملتين في هذا المجال بمنح شركتي (ناس) و(سما) للطيران الاقتصادي السعوديتين قرضين حكوميين بمبلغ 200 مليون ريال لكل منهما، تسدد خلال فترة 5 أعوام مقبلة، بالإضافةً إلى الفوائد، مع منح فترة سماح لمدة عامين تسدد خلالها الفوائد فقط، في الوقت الذي تمت فيه الموافقة على تخفيض أسعار الوقود أسوةً بالخطوط السعودية في الحال. وجاء القرار ليدحض جميع الشائعات التي ترددت حول تعثر شركة سما للطيران وتوقفها خلال أشهر وهو ما نفاه فيصل الدحيم مدير التسويق في شركة سما للطيران ل(الجزيرة) والذي أكد على استمرار الشركة في عملها وتقديم خدماتها في المملكة داخليا وخارجيا.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني قد أعلنت العام الماضي أنها تعتزم الرفع للجهات المختصة بدراسةٍ شاملة تستهدف استصدار الموافقات النهائية على خفض أسعار وقود الطيران لشركتي الطيران الاقتصادي (سما) و(ناس) على غرار أسعار الوقود المدعومة، التي تحظى بها الخطوط السعودية.
وقد حصلت شركتا الطيران (سما) و(ناس) بنهاية عام 2006 بعد أن انفردت (الخطوط السعودية) بسوق السفر الداخلي لنحو 60 عاماً. وكان تقرير حديث لاتحاد الطيران الخاص بمنطقة الشرق الأوسط قد توقع وصول حجم عائدات الطيران الخاص ورجال الأعمال في المنطقة إلى نحو 1.1 مليار دولار بحلول العام 2010، وذلك مقابل 600 مليون دولار العام الفائت.
وأشار التقرير إلى أن دول الخليج تضم 600 طائرة خاصة من ضمن 1043 طائرة في نهاية 2007 متواجدة في منطقتي الشرق الأوسط وآسيا، في حين يتوقع أن تدخل 100 طائرة جديدة إلى منطقة الخليج خلال العامين المقبلين، أي بحلول عام 2010 ليصل العدد إلى 700 طائرة.
وأوضح التقرير أن المملكة العربية السعودية تحتل المركز الأول بنسبة 50% بين دول الشرق الأوسط من حيث عائدات الطيران الخاص ورجال الأعمال، تليها الإمارات العربية المتحدة، في حين تتوزع النسبة المتبقية البالغة 13% على باقي دول المنطقة. هذا وتعد فكرة الطيران الاقتصادي جديدة نسبياً في الشرق الأوسط مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ولكنها سرعان ما أثبتت قدرة على المنافسة مع شركات الطيران التي تقدم خدمات كاملة وكانت شركة العربية للطيران، والتي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها أول شركة طيران اقتصادية في المنطقة، حيث تأسست عام 2003. وأنشأت شركة طيران الجزيرة في الكويت بعدها بعامين، تلتها شركتي طيران في المملكة، هما طيران ناس وطيران سما. وكانت شركة طيران البحرين آخر شركة طيران اقتصادي تدخل السوق الخليجي عام 2007 .