[serag eldin]

شركات الطيران تكافح لاجتذاب الركاب تحت وطأة الأزمة الاقتصادية



طائرات بمقاعد فارغة

السفر جوا في أدنى مستوياته
،، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية العالمية وتصاعد وتيرتها مع مرور الوقت، وهبوط معدل المسافرين جوا، تبرز معضلة ملء المقاعد كأزمة جديدة حقيقية تضرب قطاع النقل الجوي؛ حيث باتت تزعج العديد من شركات الطيران العالمية منها وتلك التي تعمل بنمط المنخفضة التكاليف، خصوصا أنها تتزامن مع عدم استقرار أوضاعها المالية. لقد أصبحت عملية ملء المقاعد هاجس شركات الطيران وتحديدا تلك التي لدرجتي الأولى ورجال الأعمال، اللتين فقدتا الكثير من زخمهما منذ مدة؛ فكيف ستتعامل شركات الطيران مع هذه المعضلة؟ وما هو المعيار الذي تتحدد به ربحية المقعد؟،،

الطيران الاقتصادي يحل محل الطيران الفاره
تعتبر مقاعد الركاب سلعة تسويقية مهمة وأساسية في قطاع النقل الجوي التجاري، وتتنافس شركات الطيران فيما بينها على نيل حصة أكبر من منافسيها في سوق النقل الجوي من خلال ملء مقاعدها بعدد كاف من الركاب، وتستخدم بذلك عروضها المقدمة من مزايا وخدمات على متن طائراتها وهي مجدية وتصنع الفرق ما بين شركة طيران وأخرى، فمستوى الخدمة مطلوب لدرجة عالية خصوصا أن طائرات الركاب باتت تحلق لمسافات أبعد ومن دون توقف في محطة ترانزيت كما كان في الماضي، وبالتالي يتطلب الراكب مزيدا من الراحة والخدمات المتاحة وخصوصا أولئك النخبة على متن الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، لكن هاتين الدرجتين تتعرضان لنكسة كبيرة، حيث استمرار انخفاض الطلب عليهما، الأمر الذي جعل العديد من الناقلات الجوية تتخلى عن إحداهما أو كليهما في البعض منها، وبدلا من ذلك، تمت الاستعاضة عنها بمقاعد للدرجة السياحية الممتازة أو العادية؛ وقد دفع ضعف الطلب على درجة رجال الأعمال على شركة اللوفتهانزا الألمانية، باعتماد ذلك الأسلوب، حيث استغنت عن 14 مقعدا في درجة رجال الأعمال، واستبدلتها بـ36 مقعدا للدرجة السياحية لتعويض ذلك على متن طائراتها البوينغ 747.

تفاوت في التنافس
من الأمور التي انخدع بها العديد من شركات الطيران التقليدية هي خفض الأسعار بصورة لا ربحية، فقط من أجل المنافسة بما يسمى بحروب الأسعار التي اتضح أنها عملية انتحار تقوم بها الشركة دون الوعي بها، وهذا ما أدى بشركات طيران لها صيت بتاريخ الطيران وازدهاره انتهت من الوجود، وباتت مجرد ذكرى كشركة بان أميركان وTWA خلاصة القول ان عملية خفض الأسعار بالنسبة لشركات الطيران التقليدية ينبغي أن تتناسب مع حاجة السوق إلى ذلك، وليس لغرض المنافسة ثانيا إن خفض شركات الطيران المنخفضة التكاليف لأسعارها تختلف كليا عن حالة الشركات التقليدية بسبب عدم وجود خدمات مجانية في الأساس مقدمة على متنها وبالتالي فإن سعر المقعد هو لعبتها الوحيدة. كما أن تكاليفها محصورة بقصر مدة رحلاتها، واستفادتها تكمن بكثرة تردد رحلاتها في اليوم الواحد ( أي أشبه بحافلات النقل المكوكية ).

تحديد الربحية
يقاس تحديد العائد أو المدخول لكل مقعد متاح في الميل على أساس أنه كلما كان مردود المقعد المتاح للميل عاليا كانت شركة الطيران أكثر ربحية. وهذا يتعلق بمدى جودة الخدمات المقدمة على المقعد وهو يلعب دورا كبيرا في الرحلات طويلة المدى، علما بأن المردود لا يقتصر على عوائد بيع التذاكر بل يشمل جميع العوائد، وهنا تكمن مدى براعة شركات الطيران في استغلال الخدمات المتاحة وتسويقها على متن طائراتها للركاب بالصورة التي تكفل استمرار استقلال أولئك الركاب لطائراتهم دون غيرهم نتيجة ذلك.

المرحلة المقبلة
إذا علمنا أن معادلة المقعد المتاح للميل هي المحور الذي يحدد فيه مدى ربحية ونجاح الناقلة الجوية، فهل هناك طائرات معينة يمكن لها أن تحقق تلك المعادلة؟.. لا يمكن الجزم بذلك، لكن يمكن افتراض ذلك!.. لقد بينت العمليات التشغيلية أن هناك عوامل عدة إذا ما توافرت بالطائرة فإنها حتما ستؤدي إلى تحقيق معدل ربحية وتوفير مجد من الناحية الاقتصادية للناقلة كطائرات إيرباص العملاقة من طراز A380 ذات 525 مقعدا، حيث تعتبر من الناحية التشغيلية أكثر الطائرات كفاءة ومردودا، كما ان نسبة المقاعد عليها كبيرة، لكن ذلك منوط بشركة الطيران التي تحدد عدد ونمط توزيع المقاعد على طائراتها وبالتالي تعرف كيف تلبي رغبات ركابها وتغير من نمط مقاعدها كي تتناسب مع الظروف.

سعر المقعد يحدد ربحيته
بينت الدراسات أن سعر التذكرة ذو أهمية مؤثرة، فهو يجب أن يغطي التكلفة وفي الوقت نفسه يكون متجاوبا مع طلب السوق لكن في الوقت نفسه فإن سعر التذكرة يشمل سعر المقعد والخدمات والمزايا المقدمة معه، ومن هنا تأتي معادلة المقاعد المتاحة للميل، والتي على أساسها يتم حساب كمية الركاب برحلات شركة الطيران. وتكمن أهمية تحديد المقاعد المتاحة للميل، في أنها تحديد كلفة المقعد المتاح لاستغلاله، وبالتالي كلما كانت كلفة المقعد المتاح للميل أقل كانت شركة الطيران أكثر ربحية.

.











https://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=27032009