المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
سـاحـة الطائرات Aircraft yard تنبيه: لا يسمح بإدراج صور أو أخبار منقولة ، فيوجد أقسام مخصصة لذلك |
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع |
مشاركة [ 1 ] | |
|
السلام عليكم لكل أعضاء المنتدى الغالي حبيت أنقل لكم هذه القصة عن الاشتباك الجوي وهي منقولة من كتاب صدر في 1994م اسمه (Fist of God) ألفه صحفي أمريكي يدعى (Frederich Forsyth ) عن حرب الخليج الثانية ويقول المؤلف أنه ألف الكتاب اعتماداً على مصادره في الحكومة الأمريكية وانقل لكم القصة كما هي:
تم التعاقد في الثمانينات مع شركة بلجيكية تدعى "سيسكو" لبناء ثماني قواعد فائقة التحسين لتضم نخبة مقاتلات العراق، كان المفتاح لهذه القواعد هو أن كل شيء تقريباً مدفون تحت الأرض، الهناجر،المهاجع،مستودعات الوقود، مخازن الذخيرة، المشاعل، غرف الإيجاز، منافع الطواقم،ومولدات الديزل الكبيرة التي تمد القواعد بالطاقة، الأشياء الوحيدة الظاهرة فوق الأرض كانت المدرجات الفعلية بطول (3 آلاف متر) ولكن الحلفاء ظنوا أن هذه المدرجات مجرد مدرجات (على العظم) لعدم ظهور أية مهاجع أو مباني لو تم فحص قريب على الأرض لاكتشفوا الأبواب الخرسانية المقاومة للانفجار بسماكة متر الموضوعة على الممرات التي تؤدي للأسفل في نهاية المدرجات، كل قاعدة مقامة في مربع 5 كيلومترات في 5 كيلومترات والمحيط مسيج بأسلاك شائكة (في مرحلة لاحقة من الحرب عرف الحلفاء بوجود هذه القواعد ودمرت بقنابل زنة 2000 رطل (900 كيلوجرام). كل الطيارون العاملون في هذه القواعد يتلقون الإيجاز تحت الأرض، يجلسون في قمراتهم ويشغلون المحركات هناك، بعد أن يتم إحماء المحركات تماماً، بوجود جدران مقاومة للحريق تحمي بقية القاعدة من عوادم النفاثات وتحول الغازات لأعلى لتختلط بهواء الصحراء الساخن في الخارج، تفتح الأبواب باتجاه المخارج، كانت المقاتلات تندفع خارجة من الممرات تخرج في أقصى قوتها، مستخدمة الطاقة القصوى، وتزمجر على المدرج لتصبح محمولة على الهواء خلال ثوانً. حتى عندما كانت الأواكس تكتشفها لم تكن تعرف من أين أتت ويفترض أنها في مهمة على ارتفاع منخفض آتية من مكان آخر أو أنها تطير على ارتفاع منخفض لتجنب الرادار .كان مقر العقيد (عبد الكريم البدري) هو احد هذه القواعد السيسكو المعروفة فقط برقم (K-M 160) لأنها خارج طريق (بغداد - الرطبة) على بعد 160 كيلومتراً من بغداد . بعيد الغروب،اتجه العقيد (عثمان البدري) الذي يعمل في سلاح المهندسين في الجيش العراقي إلى القاعدة التي يعمل فيها شقيقه الأكبر العقيد (عبد الكريم البدري) كقائد سرب مقاتلات "ميج-29 فولكوروم" (Mig-29 Fulcrum) ونظراً لرتبته أجريت مخابرة فوراً من كوخ الحرس إلى المقر الخاص لإقامة القائد (شقيقه الأكبر) وسرعان ما ظهرت سيارة جيب تجري عبر الصحراء الخالية وكأنها قادمة من المجهول رافق ملازم شاب في سلاح الجو العراقي الزائر إلى داخل القاعدة بعد أن نزل الجيب أسفل طريق آخر صغير في القاعدة المقامة تحت الأرض ترك الملازم الجيب في موقف سيارات وأرشد ضيفه عبر ممرات خرسانية طويلة متجاوزاً كهوف يعمل فيها فنيون عراقيون على طائرات "ميج-29" كان الهواء نظيفاً ومرشحاً وكانت همهمة المولدات تسمع في كل مكان في آخر المطاف دخلا إلى منطقة كبار الضباط وقرع الملازم أحد الأبواب.. دخل العقيد (عثمان البدري) إلى شقة القائد بعد سماع أمر الإذن. نهض (عبد الكريم) وتعانق الأخوان كان الشقيق الأكبر في السادسة والثلاثين وهو أيضاً عقيد وكان وسيم الهيئة رياضي البنية ممشوق القوام روح النكتة عنده وكان محبوباً بين زملائه،وزي الطيار الجريء وأجنحة الطيار ولم يكن مظهره فارغاً، لأن جنرالات سلاح الجو العراقي اعترفوا بأنه أفضل طيار مقاتل في البلاد واتفق معهم في ذلك الروس الذين دربوه على درة أسطول المقاتلات الروسية "ميج-29" محور الارتكاز الفائق لسرعة الصوت،لم يكن (عبد الكريم) مغفلاً ولا جباناً لقد طار في 8 مهمات ضد الأمريكان والبريطانيين وعاد منها جميعاً بالكاد وقد شاهد أفضل زملاءه تطيح بهم صواريخ (السباروو) و (السايدوايندر) أو تنسفهم واستطاع هو نفسه أن يتجنب (4) صواريخ وأدرك بعد أول محاولة لاعتراض القاذفات الأمريكية الضاربة أن احتمالات النجاح مستحيلة لم تتوافر من جانبه المعلومات ولا التوجيه عن مكان وجود العدو، عدد طائراته، نوعها، ارتفاعها أو اتجاهها كانت الرادارات معطلة ومراكز القيادة والسيطرة مفتتة،والطيارون العراقيون أصبحوا وحدهم. الأسوأ هو أن الأمريكان يستطيعون بواسطة الأواكس أن يلتقطوا وجود الطائرات الحربية العراقية قبل أن تصل إلى ارتفاع 1000 قدم وأن يخبروا طياريهم إلى أين يتجهون وما يجب أن يفعلوه لتأمين أفضل وضع هجومي وعرف (عبد الكريم) أن كل مهمة قتالية للعراقيين هي سعي للانتحار. سأل (عبد الكريم) أخاه: حسناً يا أخي ما الذي جاء بك إلى هنا؟ أخبر الشقيق الأصغر شقيقه الأكبر بأنه طمعاً في المال أخبر أحد الجواسيس التابعين للأمريكان عن القلعة والتي تحتوى على المدفع العملاق(يبلغ مداه1000كلم ويبلغ وزن طلقته 600كلج) التي بناها في الشرقاط في شمال العراق بحكم عمله في سلاح المهندسين في الجيش العراقي كسا الغضب ملامح العقيد(عبد الكريم البدري)، واصل شقيقه وقد عرفت المخابرات العراقية بالأمر وبالتالي فإن مسألة تنفيذ حكم الإعدام هي مسألة وقت فقط . قال العقيد (عبد الكريم البدري): سأقود تشكيلاً من مقاتلات الميج صباح الغد إلى إيران لقد ذهب غيرنا قبلاً إنها خطة مجنونة من الرئيس لإنقاذ أفضل مقاتلاته قد ينقذ أرواحنا ستجيء معي. قال الشقيق الأصغر: أعتقد أن الميج29 بمقعد واحد. قال الشقيق الأكبر: نعم ولكن لدي واحدة من طراز تدريب بمقعدين، سترتدي ملابس ضابط في سلاح الجو بشيء من الحظ سنتمكن من النجاة،كان (عثمان البدري) في حالة رعب فهو واحد من أؤلئك الناس الذين يكرهون الطيران بعمق وقف داخل الكهوف تحت الأرض التي تشكل القاعدة إلى ناحية بينما كان شقيقه يشرح للطيارين الأربعة الشباب الذين يشكلون بقية التشكيل، كان معظم الطيارين من جيل (عبد الكريم) قد ماتوا وهؤلاء أغرار أصغر منه بأكثر من عشرة أعوام، ولم يمر وقت طويل حتى تخرجوا من مدرسة التدريب واستمعوا بانتباه شامل لقائد سربهم وهزوا رؤسهم موافقين. داخل القمرة حتى والغطاء محكم الغلق قرر (عثمان) أنه لم يسمع زئير محركات مثل هذا أبداً حين بدأ محركا الطائرة التيربوفان السوفيتيان يعملان نحو الطاقة القصوى بحالة الوقوف.شاهد عثمان البوابات الهائلة المقاومة للحروق وهي تفتح بقوة مكابسها الهيدروليكية، وهو مقرفص خلف أخيه ثم ظهر مربع السماء الباهتة الزرقة يضيء في نهاية الكهف، ازداد الضجيج عندما دفع الطيار عصا الوقود إلى الطاقة القصوى وبدأت المقاتلة الاعتراضية ذات الزعنفتين ترتجف وهي تضغط ضد كوابحها.حين أطلقت الكوابح اعتقد (عثمان) أن بغلاً قد رفسه في مؤخره ظهره، قفزت الميج إلى الأمام ولمعت جدران الخرسانة إلى الخلف قطعت النفاثة الممر وخرجت في ضوء الفجر. أغلق عثمان عينيه وصلى، توقف هدير العجلات وبدا كأنه ينجرف ففتح عينيه،كانا محمولين جواً بينما كانت الميج القائدة تدور فوق القاعدة خرجت النفاثات الأربعة الأخرى زاعقة من النفق تحتها ثم أغلقت الأبواب واختفت القاعدة الجوية عن الوجود. ولأن الميج ذات المقعدين مخصصة للتدريب فقد وجد (عثمان البدري) محاطاً بمؤشرات وساعات،أزرار،مقابض، روافع، ووجود بين قدميه عمود سيطرة ثانٍ قال له أخوه أن يترك كل شيء على حاله، وفعل ذلك مسروراً. شكلت طائرات الميج الخمسة خطاً يقوده قائد السرب اتخذ أخوه المسار باتجاه الجنوب الشرقي قليلاً محتفظاً بالتحليق المنخفض أملاً أن يتجنب الانكشاف فيعبر حدود بغداد الجنوبية وأن يجنب سرب الميج الذي يقوده عيون الأمريكان المتربصة بين مجموعة المنشئات الصناعية وصور الرادار الأخرى.كانت مغامرة عالية الخطورة محاولة تجنب رادارات الأواكس الموجودة فوق الخليج لكن لم يكن لديه خيار أوامره رسمية والآن لدى العقيد (عبد الكريم البدري) سبب إضافي لوصول إيران. كان الحظ إلى جانبه في ذلك الصباح من خلال واحدة من الأخطاء التي لايجب أن تحصل في الحرب، لكنها تحدث،عند نهاية كل نوبة طويلة في الخليج ومنطقة العمليات يتحتم على الأواكس أن تعود إلى القاعدة لتحل محلها طائرة أخرى هذه العملية تدعى " تغيير رتبة التكسى" تحصل خلال التغيير أحياناً ثغرة قصيرة حين تتوقف تغطية الرادار. تزامن مرور سرب الميج من جنوب بغداد مع تلك الثغرة المحظوظة، تأمل الطيار العراقي أنه بالمحافظة على ارتفاع 600 قدم سيتمكن من المرور تحت أية طائرة أمريكية لأنها تميل إلى العمل على ارتفاع20.000 قدم أو أعلى أراد أن يدور حول مدينة (الكوت) العراقية ثم يتجه رأساً إلى الحدود الإيرانية في أقرب نقطة، في ذلك الصباح وفي تلك الساعة كان الكابتن (ووكر) من السرب (336) للمقاتلات التكتيكية من قاعدة الخرز يقود تشكيلاً من 4 طائرات (سترايك ايجل) شمالاً في اتجاه (الكوت)، ومهمته هي أن يقصف جسراً رئيسياً فوق نهر دجلة اكتشفت طائرات التجسس الأمريكية (جيه-ستار) دبابات تابعة للحرس الجمهوري العراقي تعبره متجهة نحو الجنوب،أمضى السرب (336) معظم وقته في مهمات ليليه، لكن الجسر شمال (الكوت) كان "حقنة سريعة" بمعنى أنه لايوجد وقت يضيعونه إذ كانت الدبابات التي تستخدمه ستتجه جنوباً، لذلك كان القصف في ذلك الصباح يرمز إليه "جيريميا مباشر" بمعنى أن الجنرال (تشاك هورنر) كان يريد تنفيذ ذلك العمل الآن.كانت طائرات (الإيجل) محملة بقنابل زنة 2000 رطل (900 كيلوجرام) مع صواريخ (جو-جو) للدفاع عن النفس، وبسبب طريقة تحميل القنابل تحت أجنحة (الإيجل)،أي القنابل على جهة أثقل من صواريخ (جو-جو) على الجهة الأخرى فقد كان الحمل غير متوازن، هذه الوضعية يسميها الطيارون الأمريكان (الحمولة بنت الحرام) ورغم أن التعديل الآلي يعدل هذا الوضع، لكنه لم يكن الوضع المثالي الذي يختاره معظم الطيارين لأن يكون معلقاً تحتهم في حالة اشتباك جوي. بينما كانت طائرات الميج التي وصلت الآن إلى ارتفاع (500) قدم تقترب من الغرب كانت طائرات الإيجل تقترب من الجنوب على بعد 90 ميلاً. أول إشعار لـ (عبد الكريم البدري) بوجود (الإيجل) كان نتيجة صوت منخفض في أذنيه لم يعرف شقيقه الجالس خلفه ماهو؟ لكن الطيارين المقاتلين عرفوا،كانت الميج المخصصة للتدريب (القائدة) في المقدمة وجاء الأربعة صغار السن خلفه في تشكيل 7 متباعد وقد سمعوا الطنين أيضاً، صدر الطنين من أجهزة استقبال التحذير الراداري. ومعناه أن أجهزة رادار أخرى في الجو حولهم تمسح السماء كانت رادارات الإيجل الأربعة مفتوحة على نظام البحث بحيث كانت الأشعة موجهة إلى الأمام، التقطت أجهزة الرادارات السوفيتية تلك الأشعة وحذرت طياريها، لم يكن أمام طائرات الميج من خيار سوى المضي قدماً فقد كانوا تحت الإيجل بمسافة 7 آلاف قدم بمسافة جيدة ويتجهون عبر الإيجل، على مسافة60 ميلاً (100كلم) ارتفع الطنين المنخفض في آذان الطيارين العراقيين إلى صفير حاد ومعنى ذلك أن أجهزة الإنذار الراداري تقول لهم لقد انتقل أحدهم من نظام البحث وحدد موقعكم.خلف (ووكر) قائد سرب الإيجل لاحظ مساعده (تيم) التغيير في طريقة الرادار، لقد انتقلت الرادارات الأمريكية من طريقة البحث البطيء من جانب لجانب إلى نظام التحديد، مركزة أشعتها على ماتم اكتشافه.قال المساعد (تيم): لدينا (5) أهداف غير محددة الهوية على الساعة العاشرة تحت وشغل جهاز تمييز الصديق من العدو وهو جهاز إرسال واستقبال تحمله كل الطائرات الحربية وهو يرسل نبضات على ذبذبات معينة يجري تبديلها يومياً الطائرات الحليفة تستقبل النبضات وتجيب أن صديق ولاتستطيع الطائرات العدوة أن تفعل ذلك،إن احتمال كون النقاط الخمس على رادارات الإيجل صديقاً عائداً من مهمة هو أكثر من احتمال فقد كان عدد الطائرات الحليفة في الأجواء أكثر من العراقية،تحرى (تيم) أمر الطائرات الخمسة على الموجة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، لا جواب فقال: إنها معادية، في المقعد الأمامي حول (ووكر) قائد سرب الإيجل مفاتيح صواريخه إلى الرادار، تمتم قائلاً: اشتباك إلى الطيارين الآخرين الثلاثة وخفض أنف الطائرة واتجه إلى أسفل كان (عبد الكريم البدري) يدرك انه ليس في وضع ممتاز. عرف ذلك من اللحظة التي ركزت فيها الرادارات الأمريكية أشعتها عليه،عرف ذلك من دون جهاز التمييز بين الصديق والعدو أن الطائرات لايمكن أن تكون عراقية أدرك أن الطائرات المعادية اكتشفت وجوده وعرف أن زملاءه صغار السن لن يكونوا نداً لها.كانت العقبة لديه في الميج التي يقودها،وهي مخصصة للتدريب والوحيدة من طرازها بمقعدين ولم تكن أبداً مجهزة للقتال، ففي حين يوجد في المقاتلة ذات المقعد الواحد رادار يمسح كل المنطقة لتحديد مسار الصواريخ فإن طراز التدريب مزود برادار كاشف بسيط لا قيمة عملياتية يكشف زاوية مقدارها 60 درجة في المقدمة فقط. عرف أن أحدا ما قد حدد مكانه ولكنه لم يستطيع أن يراه. صرخ بزميله على الجانب: ماذا لديك؟ كان الجواب مبهور النفَس وعصبياً: أربع معاديات على الساعة الرابعة فوقنا تغوص نحونا بسرعة، وهكذا فشلت المغامرة كان الأمريكان يهبطون من الخلف عازمين على نسفهم من الأجواء،صاح فيهم:تفرقوا، استعملوا الطاقة القصوى واتجهوا إلى إيران، لم يكن الطيارون الشبان بحالة إلى المزيد من الحث، قفز من عادمات كل طائرة ميج انفجار من اللهب إلى الوراء حينما اندفعت عصا الوقود إلى الحد الأقصى، دافعة بالمقاتلات عبر جدار الصوت ومضاعفة سرعاتها.برغم الزيادة الكبيرة في استهلاك الوقود بإمكان الطائرة ذات المقعد الواحد أن تحافظ على الطاقة القصوى بما يكفى من الوقت للإفلات من الأمريكان والوصول إلى إيران، كانت المسافة المقطوعة بعيداً عن طائرات الإيجل تعني أن الأمريكان لن يلحقوا بهم مع أنهم هم أيضاً يستعملون الطاقة القصوى، لم يتوفر لـ (عبد الكريم البدري) ذلك الخيار لأنه عندما صمم السوفييت طائرة التدريب فقد زودوها برادار بسيط ولفسح المجال لوضع راكب ثانٍ في الطائرة فقد خففوا سعة الوقود الداخلية بشكل محسوس، كان العقيد المقاتل يحمل صهاريج وقود للمدى الطويل تحت أجنحته لكنها لن تكفى وكان لديه أربعة خيارات لم يستغرق الوقت أكثر من ثانيتين لاحتسابها،بإمكانه استخدام الطاقة القصوى، الهروب من الأمريكان والعودة إلى القاعدة العراقية ليقبض عليه هناك، ويسلم عاجلاً أم آجلاً إلى الأمن العام ليعذبوه حتى الموت،بإمكانه استخدام الطاقة القصوى، والتوجه إلى إيران الإفلات من الأمريكان وانتهاء وقوده بعد الحدود مباشرة، حتى لو قذف أخاه سالماً فإنهما سيقعان بين رجال القبائل الفرس الذين عانوا بشدة أيام الحرب العراقية الإيرانية من الحمولات التي ألقاها فوقهم الطيارون العراقيون.بإمكانه استخدام الطاقة القصوى لتجنب الإيجل، ثم الطيران جنوباً فوق السعودية لم يخطر له أنه سيعامل بإنسانية.دفع العقيد (عبد الكريم البدري) بعصا الوقود نحو الطاقة القصوى، أدار الميج إلى اتجاه الصعود وذهب ليتصدى للأمريكان القادمين، بمجرد أن أصبحت طائرات الإيجل في مدى راداره تفرقت اثنتان، وهما تسرعان خلف الميج الأخرى بالسرعة القصوى،مخترقة حاجز الصوت. لكن قائد الأمريكان ظل متجهاً نحوه رأساً، شعر العقيد (عبد الكريم البدري) بالهزة حين عبرت الميج جدار الصوت وعدل عمود السيطرة قليلاً ثم هاجم الإيجل القادمة باتجاهه قال تيم من المقعد الخلفي لـ (ووكر): الله!إنه قادم باتجاهنا مباشرة لم يكن (ووكر) بحاجة لأن يخبره أحد، فقد أظهرت شاشة راداره النقاط الأربع التي تختفي تدريجياً للطائرات العراقية الهاربة إلى إيران ثم الوهج الوحيد للمقاتلة العدو الصاعدة نحوه للاشتباك. كان مؤشر المسافة يدور بسرعة مثل منبه خرج من السيطرة، على بعد 30ميلاً كانا منقضين باتجاه بعضهما البعض بسرعة اختراق حاجز الصوت لم يكن يشاهد الميج بالعين المجردة، لكن ذلك لن يطول كان (عثمان البدري) داخل الميج مذهولاً تماماً فهو لم يفهم شيئاً مما حدث، فقد ضربته صدمة استخدام القوة القصوى في مؤخرة ظهره مرة أخرى وسببت له شدة الإنحراف الإغماء لعدة ثوان، صرخ بداخل قناعه مالذي يحدث؟ غير مدرك أن زر قطع الصوت يحول دون سماع أخيه له،كان إبهام (ووكر) مرفوعاً فوق أزرار الصواريخ، لديه خياران صاروخ (AIM-sparoo) والموجه بالرادار من الإيجل نفسها ذي المدى الطويل أو صاروخ (AIM-9) سايدوايندر Sidewinder الباحث عن الحرارة شاهد الميج على مسافة 14، ميلاً نقطة سوداء صغيرة مندفعة نحوه أظهرت الزعنفتان أنها (ميج- 29 فولكروم) واحدة من أحسن المقاتلات الاعتراضية في الدنيا إذا أحسن استخدامها (وكان يقودها من يحسن استخدامها بشهادة من صنعوها ودربوه على ذلك)، لم يعرف (ووكر) أنه يواجه الموديل غير المسلح والمخصص للتدريب الذي يعرفه هو احتمال أنها تحمل صواريخ (AA10) السوفياتية ذات المدى المشابه لصواريخه السبارو. لذلك اختار هو استخدام السبارو. أطلق صاروخي سباروSparrow)) من مسافة 12 ميلاً إلى الأمام مباشرة، انطلق الصاروخان بومضتين ملتقطين الطاقة الرادارية المنعكسة من الميج ومتجهين نحوها بكل طاعة. شاهد (عبد الكريم البدري) وميض صاروخي السبارو وهما يغادران الإيجل مما يعطيه فرصة للنجاة إذا استطاع أن يجبر الأمريكي على الانحراف، مد يده إلى أسفل جهته اليسرى وسحب عتلة واحدة، ظل (ووكر) يعجب كيف سيكون رد فعل العراقي والآن عرف، لقد جاءه الجواب على شكل وميض من الضوء من تحت أجنحة الميج، كان كيد باردة تمسك بمصارينه، الإحساس البارد المتجمد للخوف المطلق لقد أطلق العراقي آخر صاروخين عليه، كان يحدق في وجه الموت الأكيد. تمنى (ووكر) بعد ثانيتين من إطلاق صواريخ السبارو لو أنه أطلق السايدوايندر لسبب بسيط،صواريخ السايدوايندر هي من النوع الباحث عن الحرارة الصادرة من المحركات النفاثة "أطلق وانسى" فهي ستجد الهدف أينما كانت الإيجل أما السبارو فهي بحاجة للإيجل لكي تقودها إذا انحرف الآن فإن الصواريخ ستتوه بدون توجيه أو تصاب بالغباء وتتجول عبر السماء ثم تقع إلى الأرض بدون أن تسبب أي أذى. كان عليه أن ينحرف لتفادي صواريخ الميج أو إرغام الميج على الانحراف، كان على شفا الانحراف حين شاهد الصواريخ التي أطلقتها الميج وهي تتهاوي نحو الأرض، أدرك وهو غير مصدق أنهما صاروخين على الإطلاق، لقد خدعه العراقي بإلقاء صهاريج الوقود من تحت جناحيه،وقد انعكست أشعة شمس الصباح على الصهاريج المصنوعة من الألومينوم أثناء سقوطها فالتمعت ببريق يشبه الوقود المشتعل لدى إطلاق الصواريخ لقد كانت حيلة وكادت أن تنطلي على (ووكر) القادم من (أوكلاهوما)،أدرك العقيد (عبد الكريم البدري) في داخل الميج أن الأمريكي لن ينحرف، لقد اختبر أعصاب الرجل وخسر،ضغط عثمان على زر الاتصال واستطاع أن يري بالنظر من فوق كتفه أنهما يصعدان وقد أصبحا على ارتفاع أميال عن الأرض، صرخ إلى أين نحن ذاهبان؟ وكان آخر ما سمعه صوت عبد الكريم الهادئ: إلى السلام يا أخي، لنلقى السلام على أبينا الله أكبر. راقب ووكر صاروخي السبارو وهما ينفجران في تلك اللحظة كتلتان ضخمتان من اللهب على بعد أميال منه، ثم شاهد القطع المحطمة للمقاتلة السوفياتية وهي تهوي إلى الأرض ،وشعر بالعرق يتصبب على صدره في جداول صغيرة، ظهر زميله (راندي روبرتس) الذي حافظ على موقعه خلفه وإلى أعلى قريباً من طرف جناحه الأيمن، ارتفعت اليد المرتدية القفاز الأبيض بالإبهام إلى أعلى، أجابه (ووكر) بنفس الطريقة وارتفعت طائرات الإيجل الأخريان وقد أعيتهما مطاردة الميج المتبقية، حتى عادت إلى تشكيلها، وهكذا استأنف التشكيل طريقه نحو الجسر شمال الكوت، إن أحداث الاشتباك بين المقاتلات سريعة إلى درجة أن الوقت الكلي منذ تركيز الرادار الأولى وحتى إصابة الميج بالصواريخ استغرق فقط 39 ثانية |
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
اهلا بك اخي العاشق واهلا بما اتيت قصة جميلة ولو انها طويله اشوي بارك الله فيك تقبل مروري |
|||
مشاركة [ 3 ] | |
|
نورت الصفحة ياغالي
بالنسبة لطول القصة فأنا نقلتها كما هي وماحاولت أختصر منها لكي لا تفقد روحها تحياتي لك |
مشاركة [ 4 ] | ||||
|
||||
|
مشكور اخي عاشق a380 عل القصة الجميلة تحياتي لك
|
|||
مشاركة [ 5 ] | |
|
مشكور اخي عاشق a380 عل القصة الجميلة تحياتي لك
وأنا أشكرك على مرورك الجميل |
مشاركة [ 6 ] | ||||
|
||||
|
مشكور على القصة المؤلمة
|
|||
مشاركة [ 7 ] | |
|
مشكور على القصة المؤلمة
شكراً على المرور
بس من العنوان القصة حصلت في زمن الحرب والحروب ماتجيب غير الآلام كفانا الله وإياكم شر الحروب |
مشاركة [ 8 ] | ||||
|
||||
|
nice story...thank you ...
|
|||
مشاركة [ 9 ] | |||
|
|||
عضو خط الطيران
|
مشكور على المعلومات القيمه
|
||
مشاركة [ 10 ] | |
|
nice story...thank you ...
مشكور على مرورك الجميل
|
مشاركة [ 11 ] | |
|
|
مشاركة [ 12 ] | ||||
|
||||
|
الله يكفينا شر الحروب
|
|||
مشاركة [ 13 ] | |||
|
|||
مساعد طيار
|
رحمة الله على الطيار العراقي..
وبصراحة احداث شيقة |
||
مشاركة [ 14 ] | |
|
رحمة الله على الطيار العراقي.. وبصراحة احداث شيقة مشكور على المرور
|
موضوع مغلق |
سـاحـة الطائرات Aircraft yard |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
الشركة تحصل على جائزة أحدث نظام للسلامة «طيران الخليج» تطبق «ضمان جودة عمليات الطيران» | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
530 الف رحلة جوية عبر مطارات الامارات في 2008 بنمو 10.3% | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
40221 حركة جوية عبر مطارات الامارات في يوليو بنمو 11.7% | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
35.53 ألف حركة جوية في دولة الإمارات في فبراير | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
أبوظبي تحتضن مؤتمر جودة خدمات المطارات | المقالات الصحفية Rumours &News |