[ولـــ زايـــد ـــد]

قائد القوات الجوية والدفاع الجوي.. دبي للطيران فرصة نادرة للاطلاع على أحدث التقنيات


أكد سعادة اللواء الركن طيار محمد بن سويدان سعيد القمزي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي أن ضباط وأفراد القوات الجوية والدفاع الجوي يقومون بأدوار هامة في التحضير والإعداد والتسيير لمعرض دبي الدولي للطيران من خلال خبراتهم القيادية والإدارية والتنظيمية .

ووصف سعادته في حوار مع مجلة "درع الوطن" التي تصدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة بدولة الإمارات بمناسبة انعقاد معرض دبي الدولي للطيران 2009 المعرض بأنه يشكل فرصة نادرة لكوادرنا العسكرية بوجه عام والمتخصصة بوجه خاص للإطلاع على أحدث التقنيات في مجال الطيران .

فيما يلي نص الحوار..

س .. يشهد معرض دبي للطيران 2009 في دورته الحادية عشرة تطوراً مهما برأيكم ما أكثر ما يميز مثل هذا المعرض مقارنة بالمعارض المماثلة والتي تنظم في مختلف دول العالم؟.

ج .. تميز معرض دبي الدولي للطيران منذ انطلاقته الأولى بالتفوق، واستمر ذلك التفوق والتميز في كل دورة من دوراته العشر السابقة، كما أصبح منصة نموذجية للشركات العالمية الكبرى لإطلاق أو الإعلان عن أحدث منتجاتها على المستوى العالمي، ويتيح لها فرصة سانحة وبيئة ملائمة لأعمالها التجارية إقليمياً وعالميا واستمرار تنظيم ونجاح المعرض يؤكد أهمية نمو وصناعة المعارض المتخصصة في الدولة، وهي صناعة كما هو معلوم تتكامل وتخدم أنشطة وصناعات أخرى مثل السياحة والإعلان والإعلام وغيرها من القطاعات والمعرض مهم للشركات والهيئات المحلية العاملة في مجال الطيران والساعية إلى التطور والتوسع في خدماتها واستثماراتها والإقبال الكبير على المشاركة فيه وحضوره يؤكد دورالإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي تجاري وموقع أساسي لعمليات نقل التقنية بل ويعبر عن الطموحات للدخول في مجال صنع وتطوير التقنيات ذات العلاقة بالمعرض وهو ما يتم التعبير عنه من خلال المشاركة الوطنية المتطورة نوعياً وكمياً، والمعرض من جهة أخرى مهرجان تسويقي وترويجي للثقافة والتعايش والمعرفة والتعارف، ويمثل بكافة دوراته تظاهرة إعلامية تعكس الوجه الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة.

س .. إن دور القوات المسلحة متمثلة في القوات الجوية والدفاع الجوي ومشاركتها في هذا الحدث الهام يعتبر دوراً فاعلاً، ماهي الإمكانيات والمساهمات التي حرصت قواتنا المسلحة على تقديمها؟.

ج .. إن قواتنا المسلحة وحرصاً منها على انجاح هذا المعرض وغيره من المعارض التي تعكس الوجه الحضاري لدولة الإمارات تساهم بفعالية بكوادرها من خلال المشاركة في لجان التحضير والإعداد والتنفيذ ويختلف هذا الدور باختلاف نوعية المعرض من حيث التخصص، ففي هذا المعرض على وجه التحديد يكون الدور الأكبر لمنتسبي القوات الجوية والدفاع الجوي، خاصة وأن الثقافة العالية المتخصصة التي يتمتع بها ضباط وأفراد القوات الجوية والدفاع الجوي تساعدهم على التعامل مع الخبراء من جهة، ومع أكبر شريحة من العارضين من جهة أخرى، غير أن مشاركتهم لا تمنع مساهمة كوادر متخصصة من وحدات أخرى بقواتنا المسلحة، ويمارس هؤلاء جميعاً من خلال فعاليات المعرض خبراتهم القيادية والإدارية والتنظيمية، وتبدو بصماتهم واضحة وبخاصة في مجال العمل بروح الفريق، وهم إنما يعكسون بهذا التواجد والتوجه والفعالية ماتتسم به قواتنا المسلحة من مبادئ وسلوكيات عسكرية.

س .. ضمن استراتيجة القوات المسلحة تطبيق مبدأ زيادة مدارك ومعارف منتسبيها من خلال ما يعرض في مثل هذه الفعاليات، برأي سعادتكم ماهو حجم المردود الإيجابي على القوات المسلحة من هذا المعرض بصفة عامة والقوات الجوية والدفاع الجوي بصفة خاصة؟ ج .. إن حرص سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على تسخير كافة الإمكانيات لإنجاح هذه المعارض إنما يأتي في جانب منه كتطبيق لاستراتيجية القيادة العامة الداعية لوضع القوات المسلحة في موضع الإلمام والمساس بفكر القطاعات الحيوية العاملة في الدولة، وليعي القادة والضباط وضباط الصف والجنود دورهم في حماية التنمية على مختلف أشكالها بروح الوعي والمسؤولية والإدراك لأهمية هذا الدور ومردوده الإيجابي، كما وأن معرض دبي للطيران وغيره من المعارض يعتبر فرصة للدراسة والمقارنة عن كثب لأحدث ما وصلت إليه علوم الطيران، ولأنظمة التسليح والقيادة والسيطرة، ولا شك أن كل دورة من دورات المعرض تتمخض عنها معطيات جديدة يستفيد منها منتسبو القوات الجوية والدفاع الجوي بصفة خاصة وبقية الوحدات بصفة عامة.

س .. تعد مثل هذه المعارض فرصة لتبادل الخبرات واكتساب معارف عسكرية جديدة وإتاحة الفرصة للقوات المسلحة ليس فقط في الإمارات بل أيضاً في دول مجلس التعاون الخليجي أجمعها للإطلاع على أحدث المبتكرات التقنية في مجال الطيران، في رأيكم كيف يتم تحقيق ذلك؟.

ج .. كما ذكرت سابقاً يشكل معرض دبي للطيران فرصة نادرة لكوادرنا العسكرية بوجه عام والمتخصصة منها في هذا المجال بوجه خاص، حيث يتاح لها الإطلاع على أحدث التقنيات في مجال الطيران مع الإلمام بمعدات الطيران، والأجهزة الالكترونية في أكبر تجمع عالمي من نوعه، كما وأن المعرض يتيح الفرصة للقادة والضباط للوقوف على أحدث تكنولوجيا العصر في مجال تخصصاتهم مما يزيد من حصيلة معارفهم، ويضيف جديداً إلى خبراتهم، ويفتح أمامهم مع كل دورة من دوراته المتجددة باب المشاركة منذ مرحلة الإعداد في لجان التحضير والتنفيذ، ويوفر لهم فرصة الالتقاء وتبادل الخبرات مع كبار العسكريين والخبراء القادمين من شتى أنحاء العالم المتقدم للمشاركة في هذا الحدث العالمي الهام.

والمعرض من خلال مؤتمر قادة القوات الجوية المصاحب له يهيىء لقادة القوات المسلحة بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي الاجتماع معاً ويمنحهم فرصة للحوار ومناقشة الطروحات الهامة الخاصة بقدرات القوات الجوية والدفاع الجوي والاستراتيجيات العسكرية العملياتية ذات الصلة كما يمثل هذا التجمع الفكري واحدا من أهم الجوانب التي تتميز بها ملامح المعرض وحجر زاوية هام في بنيته واستمرار نجاحه.

س .. يعتبر هذا المعرض فرصة للجميع للاطلاع المباشر وتجربة واختبار معظم التقنيات والمعدات المعروضة على أرض الواقع، برأيكم هل في ذلك إفادة للدول المشاركة في المعرض وكيف؟.

ج .. إن معرض دبي الدولي للطيران أصبح من المعارض العالمية المتخصصة، ويستحوذ على اهتمام كبريات الشركات الدولية في مجال صناعة الطيران بشقيه المدني والعسكري مع تركيز المعرض على الطيران المدني بكامل تقنياته وتطوراته المتلاحقة من عام إلى عام باعتبار أن عالم الطيران واسع ومتشعب ومتجدد وهو في تطور مستمر سواء لجهة الهندسة التقنية أو التصاميم أو الأحجام والقدرات وغيرها من المواصفات التي يتسابق عليها المنتجون مما يوفر للزائر مساحة واسعة للاختيار.

والشركات وخاصة الكبرى منها تعرف تماماً أن معرض دبي يمثل بالنسبة لها منصة الإطلاق لظهور أحدث منتجاتها على المستوى العالمي إذ يتيح لها فرصاً واسعة كقاعدة وكمناخ وبيئة ملائمة لأعمالها التجارية إقليمياً وعالمياً، وتحرص الشركات على عرض العديد من المنتجات الجديدة والتي تغطي غالباً كل قطاعات صناعة الطيران، وهذا مفيد جداً في إبراز كل التطورات والتحديثات التي تمت في عدة اتجاهات مثل تقنية المعلومات، هندسة نظم الطيران، مستجدات الاتصالات بالإضافة إلى أنواع الطائرات الجديدة، ولهذا كله يعتبر معرض دبي فرصة لتجربة واختبار معظم المعروض على أرض الواقع، وتعم بذلك الفائدة على الجميع.

س .. ما هي خطط السلامة والإمداد الفني والتقني التي تضطلع بها قواتنا الجوية والدفاع الجوي في المعرض؟.

ج .. يعتبر معرض دبي للطيران الفرصة الحقيقية لضباط وأفراد القوات الجوية والدفاع الجوي للإطلاع ومواكبة ما توصلت إليه الدول العارضة من تطور في الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة وإظهار الواجهة المشرقة للدولة، مما يجعل دعمه والمساهمة في إنجاحه واجباً وطنياً، وتعتبر القوات الجوية والدفاع الجوي هي الأساس في تنظيم مثل هذه المعارض لما تتميز به من تنوع في التسليح على جميع مستويات تشكيلاتها واختلاف مصادرها من دول العالم.

هذا وتتحمل القوات الجوية والدفاع الجوي الشق الأكبر من المسؤولية في توفير الدعم والمساندة للمعرض نظراً لكونه يقع ضمن اختصاصات وعمل القوات الجوية، وقد تعددت أوجه مساهماتنا بداية من وضع والإشراف على تنفيذ خطط سلامة العروض الجوية والأرضية ومروراً بالدعم التقني واللوجستي المطلوب للمعرض من خلال المشاركة في اللجان المنظمة للمعرض، وهي في سبيل سلامة العروض والحفاظ على العارضين والجمهور الزائر للمعرض، ولهذه الغاية يتم استخدام أحدث الأجهزة والمعدات مما يعكس ما حققته القوات الجوية والدفاع الجوي من كفاءة كبيرة في استيعاب التقنيات العسكرية المتقدمة والقدرة على مواكبة العصر، وقد واكب هذا التطور درجة عالية من الإعداد والتدريب لمواجهة كافة الظروف والتحديات.

س .. ما هو الدور الذي تقوم به قيادة القوات الجوية في حماية وتطوير الكوادر البشرية والمعدات والمنشآت العسكرية مستقبلاً؟.

ج .. إن الاسترتيجية العسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتخطيطها لبناء منظومة دفاعية قومية متكاملة تنطلق أساساً من حرصها على حماية مصالحها القومية وحماية الوطن وسيادته ويدخل ضمن هذا حماية منشآته المدنية والعسكرية، ويستدعي ذلك بالضرورة امتلاك وبناء وتعزيز القوة الدفاعية الرادعة للذود عنه وعن شعبه ومكتسباته، فمن خلال التوجيهات والسياسة الحكيمة لدولة الإمارات فإننا نقوم باختيار أفضل الأسلحة والمعدات، وأحدث الطرق لإعداد قوة قادرة على التعامل مع العدو في مختلف مراحل المعركة بالإضافة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية عدة وعتاداً بأحدث ما وصلت إليه صناعة السلاح في العالم لتشكيل منظومة قتالية متكاملة تؤدي دورها والمهام الموكلة إليها في مختلف الظروف والأوقات في مواجهة كافة التحديات .

إن ما حققته القوات الجوية والدفاع الجوي من كفاءة كبيرة في استيعاب التكنولوجيا العسكرية المتقدمة والقدرة على مواكبة العصر واكبته بالمثل درجة عالية من الإعداد والتدريب للكوادر البشرية لمواجهة التحديات المستقبلية ومواكبة الركب الحضاري، وقد تم عقد دورات تأسيسية وتأهيلية داخلية وخارجية لجميع منتسبي القوات الجوية والدفاع الجوي، وقد أثبتوا قدراتهم وسجلوا أروع الأمثلة بما حققوه داخلياً وخارجياً على كافة المستويات وفي جميع الأوقات والظروف.


المصدر:

وام