[احمد مرتضى]

تصل الاتحاد للطيران إلى نقطة التعادل بين مصاريفها وإيراداتها بحلول العام 2010 لتبدأ تحقيق أرباح تشغيلية بعد سبع سنوات على إطلاقها، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة جيمس هوغن، الذي أكد أن صفقات شراء الطائرات ''مؤكدة.. وسيتم تسليمها في الوقت المطلوب رغم الأزمة المالية العالمية''.

وقال في مقابلة أجرتها معه ''الاتحاد'' إن الاتحاد للطيران، التي تضم أسطولا يتكون من 39 طائرة، ''ستتوخى الحذر'' كأي شركة أخرى من خلال العمل على تقليص المصاريف والنفقات للمرحلة الحالية بسبب أحوال الاقتصاد العالمي.

لكنه أكد أنه رغم الأزمة العالمية وعدم استقرار أسعار النفط فإن الاتحاد للطيران نجحت في تحقيق معدلات نمو في فترة قصيرة، حيث أن تقارير الشركة اليومية تشير الى ارتفاع في نسب الإشغال للأشهر الثلاثة المقبلة.

وأضاف : ''تستمر الاتحاد في تنفيذ خططها الاستراتيجية بحيث تخطط لنقل 25 مليون مسافر سنويا بحلول العام 2020 مع تقديم خدماتها لـ100 مدينة على الأقل والاستمرار للتوجه الى تحقيق أهداف خطة أبوظبي للعام .2030

وقال هوجن إن الاتحاد للطيران، التي نقلت على متن طائراتها 4,4 مليون مسافر بنهاية سبتمبر الماضي بنمو 33% عن الفترة المقابلة العام الماضي، حصلت على جوائز عالمية بحيث صنفت الشركة كواحدة من أكبر عشر شركات في العالم حسب أكبر استطلاع للرأي مستقل للمسافرين جوا في العالم، واحتلت الشركة المركز الخامس في تصنيف ''أفضل درجة لرجال الأعمال'' متخطية أربعة مراكز منذ العام .2007

وواصلت الاتحاد تحقيق أرقام نمو قياسية، فيما تخطط لنقل ما يزيد على 6 ملايين مسافر بحلول نهاية العام الحالي، بموازاة نمو شبكتها العالمية لتصل الى 50 وجهة من 48 وجهة حاليا، إضافة الى زيادة أسطولها من 39 إلى 42 طائرة.

وبمناسبة العيد الخامس لـ''الاتحاد''، قال هوجن إن النجاح الذي حصدته الاتحاد للطيران يعود للرؤية المميزة لمعالي الشيخ أحمد بن سيف آل نهيان رئيس مجلس إدارة الشركة بحيث أعطته الحكومة الولاية لبناء شركة طيران من العدم.

وأضاف : ''بلوغها عامها الخامس بنسب النموا المحققة يؤكد أنها الأسرع نموا في تاريخ الطيران، من خلال الخطوط الجوية، وأسطول الطائرات، والعاملين''.

وفيما يتعلق بتأثير الأزمة العالمية المالية، أوضح هوغن أن مجلس إدارة الشركة حدد هدفا ببلوغ نقطة التوازن في العام ،2010 والتحول الى الربحية.

ويأتي ذلك بعد معاناة استمرت 12 شهرا من ارتفاع أسعار النفط عالميا، بحسب هوغن الذي قال ''كنا تحت الضغوط قبل حلول الأزمة العالمية بسبب ارتفاع أسعار النفط، وبالتالي كنا قد نظرنا من قبل في التكاليف، والسيطرة عليها''.

وأكد ''كما نرى الآن فجميع صفقات شراء الطائرات تسير وفقا للخطة وتم الاستثمار في الخطوط الجوية والطائرات وطاقم العمل''.

وكانت الاتحاد للطيران أبرمت في يوليو الماضي صفقات شراء مع شركة إيرباص لصناعة وإنتاج الطائرات، والتي تعد الصفقة الأكبر في تاريخ قطاع الطيران التجاري في معرض معرض فارنبرو الجوي العالمي في المملكة المتحدة.

ويأتي اختيار مجموعة الطائرات والبالغ عددها 205 طائرات من الجسم العريض والضيق والمعروفة بإمكاناتها الهائلة للسفر لمسافات طويلة وقصيرة، من شركتي ايرباص وبوينج لصناعة وإنتاج الطائرات، لتصل القيمة الإجمالية للصفقة إلى حوالي 43 مليار دولار.

وتشمل الصفقة 100 طلب شراء وأكد توفر خيارات واسعة لطلب 55 طائرة، إضافة إلى حقوق شراء لطلب 50 طائرة.

ومن المقرر بدء تسلم الاتحاد للطيران للطائرات ابتداء من عام 2011 ولغاية .2020

كما أعلنت الاتحاد للطيران في يوليو العام الماضي عن شرائها 12 طائرة ذات مقصورات واسعة من ضمنها 4 طائرات من طراز A043-006َّ و5 طائرات من طراز A033 و3 طائرات للشحن من طراز A033.

وستسلم الطائرات الجديدة بين عامي 2008 و،2011 في حين من المقرر أن يرتفع أسطول الناقلة إلى 42 طائرة بحلول نهاية العام الحالي، حيث ستتسلم طائرتين من طراز ايرباص أيه 319 / أيه ،320 وطائرة من طراز أيرباص أيه .340

وقال هوغن : ''لن يكون هنالك تأخير في تسلم الطائرات لأن العقود والصفقات قد أبرمت''.

وفيما يتعلق بتأثير ارتفاع أسعار النفط العام الحالي، قال إن ''ما يرضي في العام 2007 أن سياسة التحوط التي اتبعتها الشركة كانت ناجحة جدا بحيث قللت من مخاطر ارتفاع النفط، مشيرا إلى أنه في حال لم تتجاوب السوق مع انخفاض أسعار النفط في الربع الثالث ستتحمل الشركة بعض المخاطرة من خلال زيادة الكلف''. وشدد على أنه ''رغم ذلك سيتم التركيز على تحقيق نقطة التوازن في العام .''2010

وبالنظر الى تقارير الشركة، قال هوجن إن أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير ستشهد نسب إشغال تبلغ 80%.

وقال إن النشاط السياحي العالمي تأثر عالميا لكن حركة المسافرين مستمرة سواء من سياحة الترفيهية وزيارة الأقارب وسياحة الأعمال.

وكان آخر مقياس لمنظمة السياحة العالمية أظهر أن تباطؤاً طرأ على النمو السياحي العالمي منذ منتصف العام الحالي، الأمر الذي يعكس تأثير ارتفاع أسعار النفط في بداية العام وتدهور الوضع الاقتصادي إضافة إلى تراجع ثقة المستهلكين في الأشهر الأخيرة.

وبلغ النمو السياحي العام الحالي بنهاية أغسطس 2% معتمداً على نتائج الأشهر الخمسة الأولى من العام، بحسب بيان صادر عن المنظمة.

فبعد أن ارتفع عدد السياح في العالم بنحو 5,7% في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، فإن النمو تراجع عن الـ2% في شهر يونيو ويوليو وأغسطس نتيجة لتأثيرات ارتفاع أسعار النفط والتضخم المتسارع، ما زاد من مخاوف انكماش السياحة وتضييق الميزانيات المخصصة لها.

بيد أن الوضع مختلف بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، التي حققت نسبة نمو في عدد السياح بلغت 17% بنهاية أغسطس.

وتشهد أبوظبي في الوقت الحالي نشاطا كبيرا من المؤتمرات والمعارض والأعمال ما رفع من عدد السياح القادمين إليها ورفع من نسب إشغال فنادق الى 100%.

وقال هوجن إنه ''لا يوجد أية مجازفة بالنسبة إلينا''.

وبين هوغن أنه سيتم تسلم الطائرة A083 العملاقة في العام .2012

برنامج التوطين

وفي سياق آخر، تنتهج الشركة برنامج التوطين من خلال اقامة برامج تدريبية للمواطنين، وأكد هوغن ''التزام الاتحاد للطيران تجاه تطوير المواهب الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما أن برنامج تطوير الأداء الإداري للخريجين''.

ويهدف برنامج التوطين الذي تضطلع به الاتحاد للطيران، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالخريجين تحت التدريب أو الطيارين المتدربين أو المهندسين الفنيين، إلى جانب استيعاب وتدريب وتطوير أداء أفضل المرشحين للانضمام إلى البرنامج، فضلاً عن تزويدهم بخطة مهنية مثيرة للإعجاب وقادرة على تلبية الطموحات.

وأشار إلى ان الشركة مقبلة على تطوير شبكة دول الخليج والشرق الأوسط وفتح خطوط جديدة إلى لاغوس في نيجيريا وملبورن في استراليا.

وفيما يتعلق بدور الاتحاد للطيران في الترويج لأبوظبي كوجهة سياحية جاذبة، قال ''إن كل ما نعمله في الشركة يمثل أبوظبي من خلال الترويج والإعلان عن أبوظبي في العالم''.

وكانت الاتحاد للطيران انتهجت سياسة تقليص إنفاقها السنوي بشأن استهلاكها وقود الطيران بمعدل 73 مليون درهم، أي ما يعادل 20 مليون دولار، بفضل سلسلة من إجراءات لتعزيز كفاءة الاستهلاك. وقد قامت الاتحاد للطيران بداية العام الجاري، بإجراء مراجعة شاملة لمختلف جوانب عمليات الرحلات لتحديد المجالات التي يمكن من خلالها للشركة أن تقلل من حجم فاتورة الوقود. ويشتمل هذا العمل الذي يحظى بدعم المنظمة الدولية للنقل الجوي ''إياتا''، على تطبيق ما يقرب من 23 إجراءً تتعلق بكفاءة الوقود، فيما تم بالفعل تطبيق الكثير من هذه الإجراءات في الوقت الراهن، سواء أكان ذلك بشكل كامل أو بشكل جزئي، من قبل الاتحاد للطيران التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وذلك بعد فحص شامل لضمان استمرار العمليات بشكل آمن.

يأتي هذا في الوقت الذي تمكنت فيه الاتحاد للطيران من توفير ما يزيد على 44 مليون درهم (12 مليون دولار) خلال هذا العام، بفضل هذه الإجراءات.

وبناءً عليه، فإن الشركة لا تزال تسير في الطريق الصحيح للحد من الإنفاق السنوي على الوقود بمعدل 73 مليون درهم (20 مليون دولار) بحلول نهاية العام الجاري.

وإضافة الى سلسلة الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها من أجل توفير الوقود، واصلت الاتحاد للطيران إدارتها سياسة تحوط الوقود كواحدة من أكثر سياسات الوقود صرامة ونجاحاً في صناعة الطيران. وتمتلك الشركة في الوقت الراهن أكثر من 80% من احتياجاتها من الوقود للعام الجاري ،2008 وما يقرب من 40% من احتياجاتها للعام المقبل .2009

وواصلت الاتحاد للطيران تحطيمها للأرقام القياسية في العام الجاري، حيث أظهرت آخر الأرقام المتعلقة بأعداد المسافرين في الأشهر التسعة الأولى من العام ارتفاعاً بنسبة قدرها 35%، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

كما بلغ معدل إشغال المقاعد ما نسبته 75% بنهاية سبتمبر، أي بزيادة سنوية قدرها 7%.

كما شهدت جميع مقصورات الاتحاد للطيران زيادة في معدل الإشغال في الأشهر التسعة الأولى مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

وعلى الجانب الآخر، ارتفع معدل إشغال المقاعد على متن درجة رجال الأعمال في الاتحاد بنسبة 7% ليصل إلى 63% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

ومن بين الوجهات التي أظهرت أداءً جيداً فيما يتعلق بدرجة رجال الأعمال تورنتو، حيث بلغ معدل الإشغال فيها حوالي 85%، ونيويورك 81% ولندن 79%.

وكانت الاتحاد للطيران قد أطلقت أربع وجهات إضافية جديدة في العام الجاري ،2008 حيث بدأت تسيير رحلاتها إلى مدينة بكين في شهر مارس الماضي، وإلى مدينتي كوزيكود ''كاليكوت'' وشيناي ''مدراس'' في الهند، إضافة إلى مدينة مينسك عاصمة روسيا البيضاء في شهر أغسطس.

ومن المقرر أن تقوم الاتحاد بإطلاق رحلات مباشرة من قاعدتها في أبوظبي إلى مدينة ألماتي في كازاخستان والعاصمة الروسية موسكو في شهر ديسمبر المقبل. كما تعتزم البدء بتسيير رحلاتها إلى مدينة ملبورن في أستراليا ومدينتي أبوجا ولاغوس في نيجيريا. وفي الوقت ذاته، تخطط الاتحاد للطيران زيادة برنامج رحلاتها المتوجهة إلى أستراليا في شهر أكتوبر المقبل، وذلك من خلال زيادة الخدمة التي توفرها الشركة في الوقت الراهن لأستراليا لتصل إلى 11 رحلة أسبوعياً. وسيشهد الشهر نفسه إضافة الاتحاد لرحلة يومية ثالثة إلى مطار هيثرو في لندن، والذي يعدّ أكثر مطارات العالم ازدحاماً بالمسافرين.

ويضيف هوجن: ''إن نمو كل من الاتحاد للطيران وإمارة أبوظبي مرتبط مع بعضه بعضاً بشكل وثيق، وقد يكون من سوء التقدير من جانبنا إذا لم نعترف بالدعم الهائل الذي نحظى به وبشكل مستمر من شركة مطارات أبوظبي وشركة خدمات مطار أبوظبي ودائرة المواصلات، الأمر ساعدنا بدوره على تحقيق هذا الأداء الرائع خلال العام الجاري .''2008

[إمبراطور الطيران]

https://www.flyingway.com/vb/showthread.php?t=41155