[(AirArabia)]

اصدار جديد لحاكم الشارقة بعنوان "محطة الشارقة الجوية بين الشرق والغرب". من عارف اسماعيل

Dec 31, 2008 - 08:42 -

حاكم الشارقة/محطة الشارقة الجوية/كتاب

الشارقة في 31 ديسمبر / وام / صدر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة كتاب جديد بعنوان "محطة الشارقة الجوية بين الشرق والغرب" عن منشورات القاسمي ويقع في 142 صفحة من الحجم المتوسط.

وضم الكتاب الجديد اربعة فصول يتحدث الاول عن مدرج الهبوط على الساحل العربي والثاني حول اتفاقية المحطة الجوية في الشارقة ويتناول الثالث محطة الشارقة الجوية ومرافقها في حين يدور الرابع حول مدرج الهبوط الاضطراري في كلباء وملاحق ووثائق للاتفاقيات المبرمة بهذا الشان مع الحكومة البريطانية.

وتناول سموه في الفصلين الاول والثاني قرار الحكومة البريطانية في عام 1930 بنقل خط الطيران من الساحل الفارسي الى الساحل العربي بعد مطالبة الحكومة الايرانية بعدم تجديد الاتفاقية مع الخطوط الجوية الامبريالية بعد سنتها الاولى الا بتلبية بعض المطالب ومنها دفع مبالغ باهظة كايجار لمدرج الهبوط وبعض المطالب السياسية الامر الذي دفع الحكومة البريطانية الى ارسال المبعوثين الى الساحل العربي لدراسة امكانية ترتيب نقل خط الطيران اليه.

وكشف صاحب السمو حاكم الشارقة في كتابه الجديد ان الكولونيل "بيسكو" المقيم السياسي في الخليج بعث رسالة بتاريخ 14 مارس 1930 الى وزير الخارجية لدى حكومة الهند "البريطانية في ذلك الوقت" ضمنها الهدف من جولته في الساحل العربي وهو التعرف على شيوخ الساحل وتحديد الاماكن الملائمة لمدرج الهبوط ومستودعات الوقود الخاصة بالخط الجوي المزمع اقامته على الساحل العربي.

ونوه سموه في الكتاب الى ان جميع شيوخ الساحل العربي كانوا يرفضون منح التسهيلات لخط الطيران مشيرا الى ان الفصل الاول يبين المحاولات المستمرة التي قام بها البريطانيون لايجاد مهبط للطائرات على الساحل العربي ..ونوه الى إصرار حكام الامارات على عدم السماح بتوفير التسهيلات المطلوبة لانشاء المحطة الجوية لخشيتهم من المساس باستقلالهم وحرياتهم واشترط الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حاكم الشارقة انذاك الحصول على خطاب ضمان من الحكومة البريطانية لاستقلاله وحريته للموافقة على منح تلك التسهيلات حيث استطاع الحصول على ذلك بعد توقيع اتفاقية محطة الطيران لشركة امبريالية اير ويز بالشارقة.

وبين سموه في الكتاب ان الخيار لموقع المحطة الجوية كان ما بين موقعين الاول هو المطار الشمالي وهو موقع ميدان الزهراء الحالي والثاني المطار الجنوبي ويقع في منطقة القاسمية حاليا.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة ان الحكومة البريطانية قررت في 9 مايو 1932 تشغيل الخط الجوي بواسطة طائرات ارضية مع توقف ليلي في الشارقة وفي 20 مايو 1932 حطت اول طائرة "وبيتس" في الشارقة وبقيت ليلتين زارها خلالهما الشيخ سلطان واخوانه وتم بعد ذلك اجراء مناقشات مطولة حول بنود اتفاقية انشاء محطة جوية في الشارقة بين الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حاكم الشارقة في ذلك الوقت والحكومة البريطانية.

وتطرق الكتاب الى توقيع الاتفاقية في 22 يوليو 1932 شريطة ان يتم تقديم خطاب الضمان للشيخ سلطان بن صقر القاسمي حيث أوعزت الحكومة البريطانية الى الملازم كولونيل "ديكسون" بارسال خطاب الضمان الى حاكم الشارقة نياية عن المقيم السياسي فرفعه في 22 يوليو 1932 ..مؤكدا فيه لحاكم الشارقة /ان الحكومة البريطانية ستحترم استقلالك واستقلال خلفائك ولك مطلق الحرية والسلطة على رعاياك واملاكك وسوف لن نقدم على اي عمل يسلبك اراضيك ولن نتدخل في شؤونك الداخلية او اتباعك رجالا كانوا ام نساء او بحارتك/.

اما الفصل الثالث فركز صاحب السمو حاكم الشارقة فيه على المحطة الجوية في الشارقة ومرافقها من مدرج واستراحة للمسافرين ومحطة للبرقيات ومركز للارصاد الجوية واخر للبريد ومستودعات الوقود وقوة دفاع المطار ..

وقد فصل المؤلف الحديث حول كل مرفق من تلك المرافق مضيفا اليها بعض الصور التي توضح المناسبات المختلفة ومراحل العمل وما شاب بعض المرافق من مشكلات فنية وادارية وسياسية بين حاكم الشارقة والحكومة البريطانية.
واستعرض المؤلف في الفصل الرابع ما جرى بشأن مدرج الهبوط الاضطراري في مدينة كلباء وما رافقه من مشكلات وعقبات وازمات حتى توقيع اتفاقية اغسطس عام 1936 بين حاكم كلباء ان ذاك الشيخ سعيد بن حمد القاسمي والحكومة البريطانية لتوفير التسهيلات لهبوط الطائرات في كلباء بعد كتاب القائد "همينبوتام" القائم باعمال المقيم السياسي في البحرين الى الشيخ سعيد القاسمي الذي تعهد فيه باحترام استقلال كلباء وجاء فيه "ان حكومة بريطانيا السامية ستحترمك وستحترم استقلال من يخلفك وتكفل الحرية الكاملة لك والسلطة على رعاياك وممتلكاتك ولن تفعل اي شئ تجاه اخذ اراضيك منك كما لن تتدخل في شؤونك الداخلية".

كما تضمنت الاتفاقية بناء مراسي وطوفات لهبوط الطائرات المائية في خور كلباء.

وذكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة في خاتمة الكتاب ان رحلات الخطوط الجوية الامبريالية بين الشرق والغرب استمرت من خلال مطار الشارقة منذ تاسيسه عام 1932 وحتى عام 1940 حيث تغير اسم الخطوط الجوية الامبريالية الى هيئة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار في ذات الوقت الذي توقفت فيه حركة الطيران المدني بسبب الحرب العالمية.

وعندما حان موعد تجديد اتفاقية محطة الشارقة الجوية والتي كانت مدتها احدى عشرة سنة تم تجديدها في سنة 1943 على يد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حيث استؤنف الطيران بين كراتشي والشارقة برحلة واحدة اسبوعيا في سنة 1946 لنقل البريد فقط.

وفي بداية عام 1948 بدأت هيئة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار بالنزول في مطار الشارقة وهي في طريقها بين البحرين وكراتشي لتتوقف تلك الرحلات نهاية عام 1948 وتنتقل ادارة مبنى الاستراحة والمطار من هيئة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار الى شركة اللاسلكي للطيران العالمية المحدودة وليتم بموجب ذلك تجديد اتفاقية الاستراحة والمطار مع شركة "آي . اي . ال" والتي وقعها عن حكومة الشارقة الشيخ محمد بن صقر القاسمي نائب حاكم الشارقة حيث كان شقيقه الشيخ سلطان بن صقر القاسمي يتلقى العلاج في الهند.

وكانت الخطوط الجوية الهولندية "كي .ال. ام" تهبط في مطار الشارقة احيانا وبدون مواعيد منتظمة بداية من سنة 1948 ولم يعد الطيران المنتظم للهبوط في المطار الا عام 1950 عند وصول اول طائرة لطيران الخليج التي أسسها قائد طيران انجليزي يدعى "فريدي بسورث" عام 1949 لتقدم في البداية خدمات الاجرة الجوية الى الدوحة والظهران في المملكة العربية السعودية من البحرين وتتوسع في خدماتها لتتحول في مارس من عام 1950 وتسجل كشركة مساهمة خاصة.

وكان اسطول "طيران الخليج" في ذلك الوقت يتكون من سبع طائرات من طراز "افرو انسونس" وثلاث طائرات من طراز "دي هافيلاند" ذات المحركات الاربعة والجناحين لكن الطائرات الحديثة كانت مطلوبة في ذلك الوقت للتوسع في الخدمات فاختار بسورث طائرات من طراز "دي هافيلاند دوف".

واشار الكتاب الى ان بسورث قتل بينما كان يجرب احدى تلك الطائرات بطيران استعراضي في "كرويدن" بانجلترا يوم 9 يونيو 1951 حيث آلت ملكية طيران الخليج لحكومات كل من البحرين وقطر وابوظبي وعمان.

وفي عام 1960 تم ترصيف مدرج مطار الشارقة بالاسفلت كما تم عام 1970 بناء مبنى ادارة مطار الشارقة في الجهة الجنوبية من المدرج وتم في عام 1977 انتقال مطار الشارقة القديم الى الموقع الجديد.

وتضمن الكتاب ايضا مجموعة من وثائق الاتفاقيات وخطاب الضمان وجداول المسافات ومواقيت الوصول والمغادرة وانواع الطائرات ورحلاتها بين انجلترا ومصر والهند مستقاة من جدول يعود الى شهر ابريل عام 1939 ورد فيه مطار الشارقة كمحطة لجولة اسبوعية للطيران البريطاني ورحلات من البحرين الى الشارقة ومنها الى عمان وكراتشي وبالعكس.