[Cpt.Najeeb]

جرت عملية تسليم الطائرة رسمياً إلى الخطوط الجوية القطرية في أحد هناجر بوينغ في احتفالية حضرها عدد كبير من المسؤولين في قطاع الطيران ومسؤولي شركة بوينغ ومجموعة كبيرة من وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وتميز الحفل بحضور ضيف الشرف السفير القطري إلى الولايات المتحدة الأمريكية سعادة محمد بن عبدالله الرميحي.
وتلا حفل التسليم حفل عشاء حضره موظفون من كل من شركة بوينغ والخطوط الجوية القطرية، حيث تم تكريمهم لقاء التزامهم وإخلاصهم في العمل على مشروع طائرة بوينغ 787. ومن المقرر أن تحلّق أولى طائرات "دريملاينر" التابعة للخطوط الجوية القطرية منطلقة من سياتل إلى الدوحة اليوم، لتصل قطر غداً، الأربعاء 14 نوفمبر.
ويعدّ استلام الطائرة إنجازاً مرموقاً جديداً للناقلة التي أصبحت أول شركة طيران تتسلمها في الشرق الأوسط. ومن الجدير بالذكر أن الخطوط الجوية القطرية قدمت طلبات لشراء ستين طائرة من هذا الطراز، من المقرر استلامها على مدى الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة.
ومن أبرز مزايا الطائرة تمتعها بالمساحات الفسيحة والراحة والفخامة، إذا تخطّت الناقلة المعايير المعتمدة في صناعة الطيران العصرية لتمنح ركابها تجربة فريدة في السفر الجوي. تمتاز المقاعد بتصميم حديث وعصري خاص بالقطرية، والتي عملت بالتعاون مع الشركة المصنعة للحصول على تصميم مميز خاص بالشركة.



كما ستكون الطائرة الأولى من نوعها في العالم من حيث كونها مزوّدة بنظام الإنترنت اللاسلكي، مما يمكن المسافرين في كلتا الدرجتين – رجال الأعمال والسياحية – من البقاء على تواصل مع الأرض من خلال نظامي Wi-Fi و GSM. كما يقدم نظام الترفيه التفاعلي على متن الطائرة أكثر من 1,000 خيار من البرامج المسموعة والمرئية.
وفي حديث وجهه إلى ضيوف الحفل في سياتل قال السيد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أن انضمام أول طائرة من هذا الطراز الحديث إلى الأسطول منذ العام 2007 يعدّ إنجازاً هاماً للغاية فيما تدخل الناقلة مرحلة واعدة من تاريخها المميز.
وقال الباكر "قبل خمس سنوات تسلمت الناقلة أول طائرة بوينغ على الإطلاق وكانت من طراز 777، كما احتفلنا في العام 2007 بدخول السوق الأمريكية مع انطلاق رحلاتنا المنتظمة إلى نيويورك والعاصمة واشنطن."
وأضاف: "نشهد في هذا اليوم تقدماً جديداً في العلاقات بيننا وبين الولايات المتحدة وبوينغ، نظراً لكوننا أول شركة طيران في الشرق الأوسط تتسلم طائرة 787 دريملاينر."
"لقد قامت بوينغ بتصميم طائرة تعدّ تحفة هندسية رائعة وإضافة هامة لأسطول طائراتنا الحديث وخدماتنا الحائزة على تصنيف الخمس نجوم، والتي نقدمها في الأجواء لمسافرينا من منطقة الشرق الأوسط والعالم."



وأضاف: "عندما انطلقنا قبل 15 عاماً، وضعت القطرية نصب أعينها هدفاً طموحاً، وهو أن تحلّق بعلم بلدنا الحبيب قطر عالياً إلى مختلف أنحاء العالم. لقد نلنا على مدار عامين متتاليين لقب أفضل شركة طيران في العالم واليوم نحلق بأجنحتنا إلى مستويات أرقى باستلامنا إحدى أحدث الطائرات في العالم اليوم."
"يمثل قرارنا بالاستثمارات في طائرات 787 تجسيداً لثقتنا بإمكانيات هذه الطائرة الحديثة والقيمة التي ستضيفها إلى أسطول طائراتنا ومخططاتنا التوسعية. ستغيّر طائراتنا الجديدة من هذا الطراز مفهوم السفر لدى الركاب لما تمتاز به من تصميم داخلي رحب ومقاعد صممت حصرياً للناقلة في درجتي رجال الأعمال والسياحية. "

واختتم حديثه بالقول: "تمثل الرحابة والراحة والنظام الترفيهي المتطور العناصر الرئيسية التي تمتاز بها طائرتنا الجديدة، والتي نفرض من خلالها معايير جديدة في صناعة الطيران. لقد بذلت القطرية الكثير من الوقت والجهد لتصبح شركة رائدة في صناعة الطيران بدلاً من اتباع التوجهات السائدة، وعملت بجد ودأب مع مصنعي المقاعد للحصول على تصميم حصري ومزايا محددة."
من جانبه تحدّث السيد راي كونر، الرئيس التنفيذي لوحدة الطائرات التجارية لدى بوينغ قائلاً: "أرى أن الخطوط الجوية القطرية واحدة من أبرز وأنجح خطوط الطيران في عالمنا المعاصر، مما يعني أنها لا تستحق سوى الطائرات الأكثر تقدماً وتطوراً على الإطلاق."



وأضاف: "لا شك في أن طائرة 787 بقدرتها الفعالة لاقتصاد الوقود وما تقدمه من راحة للمسافرين، ستمكّن القطرية من تحقيق هدفها المتمثل في ضمان الجودة والربحية. يمثل استلام الطائرة اليوم صفحة جديدة في الشراكة المتينة بين شركة بوينغ والخطوط الجوية القطرية ، والقائمة على الالتزام المشترك تجاه التميّز."
وتعتبر طائرة بوينغ 787 المصنوعة من مواد مركبة أول طائرة متوسطة الحجم يمكنها الطيران إلى وجهات طويلة المدى.
وسيشعر المسافرون على متن القطرية بتطور ملحوظ في أجواء المقصورة، ومنها الإضاءة الأفضل والنوافذ الأكبر حجماً والخزائن العلوية الفسيحة وانخفاض ضغط المقصورة وتحسن أنظمة التهوية إلى جانب عدد من المزايا الأخرى.
وتضم طائرات 787 التابعة للخطوط الجوية القطرية ما مجموعه 254 مقعداً موزعة على درجتين ، بحيث يوجد 22 مقعداً في درجة رجال الأعمال و232 مقعداً في الدرجة السياحية.
وتتوزع المقاعد في درجة رجال الأعمال بترتيب 1-2-1، أي بمقعدين أقل من المعتاد على متن الطائرات ذات الهيكل العريض والتي تشغلها شركات الطيران المنافسة، كما أنه مماثل لترتيب مقاعد الدرجة الأولى، مما يتيح لجميع المسافرين في هذه الدرجة الوصول مباشرة إلى الممرات. ويشار إلى أن المقاعد صممت حصرياً للخطوط الجوية القطرية.
وتمتاز المقاعد بمساحات شخصية رحبة تضاهي ضعف المساحة المتوفرة في درجة رجال الأعمال الحالية – مما يوفر للمسافرين مجالاً أكثر للاسترخاء في مقاعدهم التي يبلغ عرضها 22 بوصة، ويمكن تحويلها بلمسة زر إلى وضعيات مختلفة أقصاها وضعية السرير المسطح بالكامل بطول 80 بوصة وعرض 30 بوصة مع مساحة كبيرة للساقين.

أما مساند الأذرع فيمكن تعديل ارتفاعها لتناسب مختلف وضعيات الجسم أثناء تناول الطعام والقراءة والعمل أو الاسترخاء. كما يمكن للمسافرين تناول الطعام والعمل بأريحية كاملة بفضل طاولة خشبية فاخرة كبيرة منزلقة يمكن للمسافرين وضع لوازم عملهم عليها عندما يحين وقت الطعام. ويشتمل المقعد كذلك على أماكن متعددة للتخزين من بينها درج للأحذية وخزانة جانبية للأغراض الشخصية. كما زودت المقاعد المصنوعة من قبل شركة B/E Aerospace، بشاشات تلفزيونية كبيرة تعمل بتقنية اللمس بحجم 17 بوصة.
أما في الدرجة السياحية، فتتوزع المقاعد المصممة من قبل شركة Recaro بترتيب 3-3-3، وهي مزودة بأحدث التقنيات ومصنوعة من أفخم المواد لتضمن لكافة المسافرين أعلى مستويات الراحة والمساحات الشخصية. فعدد المقاعد يقل مقعداً في كل صف عما هو عليه في الطائرات العريضة التابعة لشركات منافسة، لتعد الدرجة السياحية الركاب بتجربة سفر مختلفة تماماً.
وإلى جانب القدرة على إرجاع المقعد مسافة 7 بوصات، يمكن تعديل وسادة المقعد ومسند الظهر إلى وضع "المهد" مما يمنح الراكب راحة تامة. و تبلغ المسافة بين المقعد والآخر 32 بوصة فيما يبلغ عرضها 16.9 بوصة، مما يعني مساحة شخصية كبيرة ومريحة تماماً. وبفضل مسند الرأس المريح والقابل للتعديل، يمكن للراكب تحقيق الراحة والدعم الكامل للرأس أثناء الاسترخاء.
جميع مقاعد الدرجة السياحية مزودة بشاشات تلفزيونية كبيرة بحجم 10.6 بوصة موجودة على ظهر المقاعد الأمامي، لتتيح للركاب تجربة مثالية في متابعة تشكيلة واسعة من الخيارات الترفيهية على متن الطائرة.
ومن المزايا الرائعة المرافقة لكل مقعد من مقاعد الطائرة استخدام وحدات تعمل بنظام "آندرويد" للتحكم بشاشات اللمس، والتي تمكن الراكب من تصفح النظام التفاعل الذي يقدم أكثر من 1,000 فيلم وبرنامج تلفزيوني وخيار ترفيهي من الموسيقى والألعاب المتنوعة بطريقة متطورة سهلة الاستخدام تحاكي أحدث الهواتف الذكية.
وتتضمن وحدات التحكم بشاشة اللمس واجهة استخدام ثنائية فريدة تمكن الراكب من ممارسة الألعاب على الجهاز المحمول فيما يستمتع بمشاهدة فيلم على شاشته الخاصة.
وخلال الرحلة الجوية يمكن للركاب إمكانية الاتصال المستمر بفضل تقنية WIFI ونظام GSM الذي يتيح لهم إرسال الرسائل النصية والمصورة، أما المكالمات الهاتفية فلن تكون متاحة تجنباً لإزعاج المسافرين. تتوفر منافذ الكهرباء في كل مقعد بالإضافة إلى منافذ USB و MP3 و غيرها من منافذ الشحن، كوحدة شحن الحاسوب المحمول. وتتيح منافذ USB ميزة استعراض الصور من الكاميرا الرقمية على الشاشة الخاصة، بينما يمكن عرض محتوى أجهزة iPod و iPhone من خلال وصلات iPort على أجهزة التلفزيون المصغرة أمام الركاب، ليبقوا على تواصل مستمر مع العمل والترفيه.
وتمتاز طائرة 787 بكونها أكثر هدوءاً من الطائرات الأخرى، مما يسمح للمسافرين بالعمل والنوم والاسترخاء بهدوء. كما تتمتع الطائرة بأكبر النوافذ مساحة، بينما يمكن التحكم بكميّة الضوء المنساب إلى المقصورة بواسطة وحدة تحكم تعمل باللمس مستبدلة بذلك الستائر التقليدية.
وتساعد الإضاءة الديناميكية عبر الطائرة المسافرين على التأقلم الجسدي مع التغير في النطاقات الزمنية، حيث يتم تغيير شدة الضوء طوال الرحلة بشكل تلقائي.
ونظراً لكون ضغط الطائرة أقرب إلى مستوى الأرض بألفي قدم، وإلى جانب استخدام نظام تنقية الهواء المتطور، يصل المسافرون على متن طائرة بوينغ 787 دريملاينر إلى وجهتهم بنشاط وحيوية أكبر.
ولتوفير المزيد من الرفاهية، تقدم القطرية على متن الطائرة الجديدة قائمة طعام فاخرة تضاهي خدمات الخمس نجوم المقدمة على متنها. فالأطباق محضرة على أيدي أربعة من أشهر الطهاة في العالم وهم الشيف رمزي شويري والشيف فنيت بهاتيا، والشيف توم آيكينز والشيف نوبو ماتسوهيسا، حيث عمل الطهاة على تصميم قائمة طعام خاصة وحصرية للخطوط الجوية القطرية تحمل اسم "قائمة الأطباق العالمية للخطوط الجوية القطرية"، وتتضمن تشكيلة مغرية من الأطباق الخاصة التي تلبي أذواق المسافرين.
ومع دخولها الخدمة تعمل أولى طائرات 787 التابعة للخطوط الجوية القطرية في الرحلات التجارية لنقل الركاب إلى دبي، وذلك لتعريف الطاقم بأهم مزاياها وخصائصها قبل انطلاقها في أول رحلة طويلة بين الدوحة ولندن هيثرو الشهر المقبل. ومع انضمام المزيد من طائرات "دريملاينر" إلى الأسطول، يجري استخدامها في خطوط رئيسية أخرى منها زيوريخ ودلهي وفرانكفورت.

تشهد الخطوط الجوية القطرية نمواً متسارعاً منذ انطلاقها قبل 15 عاماً، حيث تسيّر اليوم أسطولاً حديثاً مكوناً من 111 طائرة إلى 120 وجهة للسياحة والعمل في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية والجنوبية.
وإلى جانب مابوتو، قامت القطرية منذ بداية العام الحالي بتدشين رحلات إلى عدد من الوجهات الجديدة هي – باكو (أذربيجان) وتبليسي (جورجيا) وكيغالي (رواندا) وزغرب (كرواتيا) وأربيل (العراق) وبغداد (العراق) وبيرث (أستراليا) وكليمنجارو (تنزانيا) ويانجون (ميانمار) ومابوتو (موزمبيق).
وستقوم الناقلة على مدار الأشهر القليلة القادمة بتدشين رحلاتها إلى عدد من الوجهات الجديدة هي بلغراد في صربيا (20 نوفمبر) ووارسو في بولندا (5 ديسمبر) والقصيم في المملكة العربية السعودية (7 يناير 2013) والنجف في العراق (23 يناير 2013) وبنوم بنه في كامبوديا ( 20 فبراير 2013 ) وشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية (10 أبريل 2013).