[Flynas]

يشكل مشروع منظمة الطيران المدني لخفض انبعاثات الكربون في صناعة الطيران بحلول عام 2020 أول آلية فاعلة في هذا الاتجاه.
لكن بعض الخبراء يشير إلى أن هذا الاقتراح الذي اقرته ايكاو في عام 2013 يحتوي على فجوة كبيرة يمكن لطائرة ايه 380 التحليق من خلالها.
ويوضح الخبراء أن القانون بصيغته الحالية يستثني شريحة واسعة من الانبعاثات في قطاع الطيران لعل ابرزها تلك الانبعاثات الناتجة عن الطيران المحلي وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية وهو ما يمنح شركات مزايا على حساب شركات اخرى.
مشروع
وبلغة اخرى فإن المشروع يغطي فقط ثلثي الانبعاثات الناتجة عن الطيران خلال السنوات الخمس من 2021-2025 فيما يبدأ المشروع بالتشدد اكثر خلال السنوات 2026 -2030 لكنه في كل الأحوال يبقى يغطي 85 % إجمالي الانبعاثات.
كما أن اقتراح ايكاو لم يحدد مساهمات كل دولة والأسس التي يتوجب على كل دولة تنفيذها في مسألة الانبعاثات لكنها بدلاً من ذلك محددة على قاعدة حركة شركات الطيران والتي ستصدرها الجهات الرقابية في كل دولة.
وعلى سبيل المثال فإن جنوب افريقيا ووفقاً لحركة الطائرات فيها ستبلغ مساهمتها نحو 0.5 % من حركة النقل الجوي العالمي في 2018 وعلى هذه القاعدة سيتم استثناؤها من ذلك حتى عام 2026 حيث ستكون مساهمتها في ذلك الوقت 2 % وبناء على ذلك فإن إجمالي الاستثناء سيكون 2 % وليس 0.5 % خلال الفترة 2021-2025.
ووفقاً لمشروع فإن دول عدة سيتم شمولها بهذه المبادرة ومثال ذلك فإن نيجيريا المستثناة وفقا للقانون سيتم إدخالها عام 2026 كما سيتم شمول دول مثل جنوب افريقيا والبرازيل واندونيسيا بوقت اقرب مما كانت تفكر فيه هذه الدول.
طرق للتحايل
هناك أيضا طرق عدة يمكن بها التحايل على المشروع ومنها مثلاً أن شركات الطيران الكبرى ستخصص طائرات حديثة على الخطوط التي يطبق فيها المشروع وطائرات قديمة أو اقل كفاءة في استخدام الوقود على الخطوط أو الوجهات المستثناة أي أن هذه الشركات سيكون لديها امكانية نقل انبعاثاتها خارج المناطق المغطاة بمشروع ايكاو.
كما أن شركات الطيران التي تتمتع بحركة نقل جوي كثيفة في السوق المحلي فيمكنها استخدام طائرات اقل كفاءة على هذه الخطوط ويمكنها الضغط على حكوماتها لمنع تنفيذ السياسات الخاصة باستخدام طائرات اكثر فاعلية. ومثال ذلك فإن 65 % من حركة المسافرين والشحن الجوي في الولايات المتحدة تتم داخل السوق المحلي والمطلوب هنا تفعيل المشروع ليطبق على الرحلات الداخلية.
وكان فريق عمل يضم خبراء من منظمة الطيران المدني «ايكاو» والاتحاد الدولي للنقل الجوي وهيئات الطيران في العالم قد توصل خلال العام الجاري إلى مشروع قرار يهدف إلى خفض انبعاثات الكربون وهو أول اتفاق من نوعه يحدد معايير جديدة لانبعاثات الكربون الذي تتسبب به الطائرات التجارية تسير سنوياً نحو 34 مليون رحلة رغم أن أنصار البيئة ما زالوا يرون الاتفاق غير كاف.
وتستهدف المعايير الجديدة التي أقرتها لجنة تضم 170 خبيراً من منظمة الطيران المدني «ايكاو» التابعة للأمم المتحدة الطائرات الضخمة التي تنتج النسبة الأكبر من الانبعاثات لكن القرار يشمل أيضا الطائرات الأصغر حجماً التي تسير رحلات دولية.
قرارات
وسوف تطبق القرارات الجديدة على التصميمات الجديدة للطائرات اعتبارا من 2020 إضافة إلى الطائرات التي تسلم اعتبارا من عام 2023.
لكن مجموعات الخضر والمدافعين عن البيئة يرون أن الاتفاق لا يحقق طموحاتهم مشيرين إلى أن الاتفاق يعني أن الطائرات الحالية لن يتم تحسين فاعليتها.
ومع ذلك فإن الاتفاق سيمنع أي زيادة مستقبلاً في حجم الانبعاثات وخاصة أن الطائرات الجديدة تمتاز بكفاءة جيدة من استهلاك الوقود وانخفاض نسبة انبعاثات الكربون مقارنة مع الطائرات القديمة حيث يتوقع أن تسهم الطائرات بزيادة في انبعاث الكربون بنحو 1.3% عن معدلات اليوم.
ويقول الخبراء إن الطيران لو كان دولة مثلاً فسيكون واحداً من بين اكبر 10 دول من حيث انبعاثات الكربون بالتساوي مع المانيا والمملكة المتحدة والرقم مرشح للارتفاع مع وجود نحو 50 ألف طائرة يتوقع أن تطير في الفضاء بحلول عام 2040.
الطائرات الحديثة توفر حلولاً عملية
توفر الطائرات الحديثة حلولا عملية ناجعة لشركات الطيران من حيث كمية الانبعاثات التي تنتجها والتي تقل بنسب تزيد عن 25 % مقارنة مع الطائرات القديمة.
وتعد طائرات الجيل الجديد مثل ايرباص 380 العملاقة ودريم لاينر 787 وايرباص 350 امثلة حية على فاعلية وكفاءة استخدام الوقود بما تحمله من محركات تحتوي على احدث التقنيات التي تساعد في خفض انبعاثات الكربون وبنفس الوقت تقليل استهلاك الوقود وبالتالي زيادة فاعلية وربحية الشركات.
تعتبر طائرة إيرباص أ380 أكثر الطائرات تقدماً من الناحية البيئية في الأجواء، وهي ذات جدوى اقتصادية فائقة وخاصة في الرحلات الطويلة حيث يمثل نقل عدد أكبر من المسافرين باستخدام كمية أقل من الوقود خياراً مثالياً لأي شركة تشغل هذه الطائرة وبالتالي كمية أقل من الانبعاثات الضارة بالبيئة، إحدى المحصلات المهمة في سعيها لحماية البيئة.
وبالنسبة لناقلة مثل طيران الإمارات فإنها توفر من هذا الطراز اقتصاداً في الوقود يصل إلى 3.1 ليترات عند نقل 100 مسافر لمسافة كيلومتر واحد، وهو معدل أفضل وأكثر كفاءة من الطائرات التجارية الكبيرة الأخرى ولذلك تسعى الناقلة للحصول على مزيد من التعديلات على هذه الطائرة.
وتعتبر طائرة إيرباص أ380 أكثر كفاءة لجهة استخدام الوقود اللازم لنقل مسافر واحد لمسافة كيلومتر واحد من السيارات العائلية الصغيرة لتسافر لمسافة كيلومتر واحد، وهذه الميزة الرئيسية في الحد من الانبعاثات وتعظيم الكفاءة البيئية.
تستخدم طائرات طيران الإمارات إيرباص أ380 محركات GP 7200 التي تنتجها شركة إمجين ألايانس، مما يتيح توفير 500000 ليتر من الوقود لكل طائرة كل عام مقارنة مع محركات الطائرات الأخرى. وتعني الكفاءة الأكبر لاستهلاك الوقود في محركات GP 7200 المستخدمة في طائرات طيران الإمارات إيرباص أ380 إصدار اقل نسبة من الانبعاثات مقارنة مع أي طائرة تجارية كبيرة الحجم.
الصحة للجميع في بوينغ دريم لاينر 787
يعاني الكثير من المسافرين من ضغط المقصورة في الطائرات وقلة الرطوبة وهو أمر شائه يتسبب لكثير من المسافرين بالصداع والإرهاق وألم في العضلات وغيرها.
لكن التقنية الحديثة على طائرات بوينغ 787 دريم لاينر منحت المسافرين المساواة في مسألة الصحة فسواء كنت في مقصورة الدرجة الأولى أو في الاقتصادية فإن ضغط المقصورة والرطوبة يتم التحكم بهما بدقة عالية داخل الطائرة المتطورة لا يكاد المسافر يشعر بها مقارنة مع الطائرات الاخرى.
ويقول كثير من المسافرين ان هذه القضية بالذات قد تكون اكثر اهمية من الخدمات الاخرى التي توفرها شركات الطيران للمسافرين مثل الوجبات والمقعد الذي يتحول لسرير كامل وغيرها ذلك ان المسافر يرغب دوما في ممارسة اعماله وحياته سريعا بعد الوصول وهو في كامل راحته.
تبلغ الرطوبة في مقصورة القيادة عادة بين 2 إلى 4 % وهي اكثر جفافا من الصحراء فيما يصل الضغط إلى نحو 800 قدم فوق مستوى سطح البحر. لكن البيئة في دريم لاينر «تختلف حيث رفعت بوينغ المستوى اكثر إلى 15 % بالنسبة للرطوبة و 5700 قدم فوق مستوى سطح البحر.
ويكمن نجاح بوينغ في طبيعة المواد التي تصنع منها طائرة دريم لاينر وهي مواد مركبة تجمع بين المعدن والكربون.
أعطت الطائرة بيئة ملائمة لجميع المسافرين وعلى جميع الدرجات. فلا يشعر المسافر بالضغط والإرهاق البدني والجفاف وفرق التوقيت وغيرها وخاصة في الرحلات الطويلة.
«اياتا» تتطلع إلى وادي السيليكون لمزيد من الابتكارات
يعول الاتحاد الدولي للنقل الجوي اياتا على خبراء وادي السليكون لمساعدة شركات الطيران في ادخال المزيد من التحسينات لراحة المسافرين وزيادة كفاءة الشركات نفسها والقطاع عموماً.
وزار وفد من اياتا وشركات الطيران وممثلين عن شركات التوريد وادي السيليكون مؤخرا للاطلاع على احدث التقنيات والابتكارات والتي قد تستخدم في صناعة الطيران وتعطي قيمة مضافة للخدمات والمنتجات.
وخلال حدث اقيم بعنوان بلج اند بلاي في وادي السيليكون قال ستيفان كوبارت رئيس الاستراتيجية في برنامج تبسيط الأعمال في اياتا إن الصناعة تتطلع إلى مساحات اكبر من الابتكارات ونسعى أيضا إلى فهم حول طبيعة الرساميل والمشروعات التي تطلق هذه الابتكارات ومدى استفادة قطاع السفر من هذه الابتكارات وخاصة مع سعي اياتا إلى تبسيط اجراءت السفر وفق مشروع متكامل بدأ منذ أعوام يشمل مختلف جوانب القطاع.
ونظمت اياتا لقاءات مع مسؤولين من شركات عالمية مثل اي بي ام وغوغل وغيرها.
وتركز اياتا من خلال هذه اللقاءات على اتجاهات التكنولوجيا الحديثة وخاصة فيما يتعلق بأنظمة حقائب المسافرين والمناولة وتتبع الرحلات وأنظمة الهجرة والأمن.
وأشار كوبارت أن هناك فريقاً متخصصاً لبناء اطر تعمل من خلال توافق البنية الرقمية مع البنية المادية على الأرض لتوفير تجارب سفر مثمرة لجميع الأطراف المسافرون وشركات الطيران والمطارات ومزودو الخدمات الأرضية اضافة إلى موظفي الجوازات والهجرة.




المصدر