[عاشق A380]

تستعد شركات طيران تضررت بشدة من جائحة كوفيد - 19 للعب أدوار مهمة في توزيع لقاح الوقاية من المرض، بما يبشر بإعطاء دفعة فورية لقطاع الطيران بشكل عام ولتعافيه ونجاته من الأزمة.
وبحسب "رويترز"، هناك تحديات ضخمة أمام شركات الطيران التي ستتولى النقل الجوي وأمام شركات الأدوية والإمدادات اللوجستية والحكومات والوكالات الدولية التي تخطط حاليا لنشر اللقاحات عبر شبكات تعاني كلها أثر الجائحة.
ويقول خبراء "إن الجهود الهائلة لنقل اللقاح من شأنها أن تساعد شركات الطيران التي ستنفذها على تقليص خسائرها بسبب الأزمة، وستأتي كذلك بفوائد إضافية للقطاع بشكل عام من خلال دعم تسعير عمليات الشحن وعائداتها واستعادة المسارات الجوية التي توقفت".
وتقول كيت أوبراين مديرة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية "إن تطوير اللقاحات في وقت قياسي كان الجزء السهل من المهمة"، مشيرة إلى أن ما تحقق حتى الآن هو البداية فحسب.
وأضافت أخيرا "توصيل تلك اللقاحات وثقة المجتمعات بها وتقبل فكرة اللقاح وضمان اكتساب الناس المناعة بالفعل عبر العدد الصحيح والمناسب من الجرعات هو ما سيتطلبه الأمر للوصول إلى الهدف النهائي".
والشركات التي تتأهب لتكون لها أدوار كبرى في هذا الصدد هي شركات الطيران المتخصصة في الشحن وتلك التي لها أذرع كبيرة في مجال الشحن مثل "لوفتهانزا" الألمانية و"إير فرانس-كيه.إل.إم" و"كاثاي باسيفيك" ومقرها هونج كونح. وعادة ما يجرى التعاقد معها من قبل شركات شحن كبرى مثل "يو.بي.إس" و"فيدكس" و"دي.إتش.إل".
وبعد أن تضررت شركات مثل الخطوط الجوية القطرية وشركة طيران الإمارات والخطوط الجوية التركية من انهيار الطلب على رحلات الركاب الطويلة فإن بمقدورها الآن الاستفادة من مراكز عملياتها التي تستخدم كنقاط للربط بين أنحاء مختلفة من العالم. وبدأت الخطوط التركية بالفعل في نقل لقاح شركة سينوفاك الصينية إلى البرازيل، كما عززت شركات طيران أخرى قدرتها على التخزين في درجات حرارة منخفضة بشدة، لتتمكن من نقل اللقاحات.
ويحذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، الذي يمثل 290 شركة طيران، من أن نقل اللقاحات سيتضرر ما لم يتم تخفيف قيود السفر والحجر الصحي التي يعارضها الاتحاد منذ فترة طويلة.
وقال جلين هيوز مدير الشحن في "إياتا"، "هناك أجزاء من العالم لا تكون لديها عمليات شحن جوي، طالما كانت شبكات نقل الركاب متوقفة".
لكن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، التي تعطلت في بادئ الأمر حملاتها للتطعيم للوقاية من شلل الأطفال وأمراض أخرى بسبب إجراءات العزل العام، تعتقد أن هناك دروسا مستفادة من تلك التجربة. وتركز المنظمة حاليا على مقاومة رفع أسعار وتكاليف الشحن، فيما تحاول توفير لقاحات الوقاية من كوفيد - 19 لنحو 92 دولة فقيرة.
ويرى مراقبون أن شركات الشحن الجوي قد تواجه مخاطر تتعلق بسمعتها العالمية إذا استغلت نفوذها الحالي لفرض الأسعار، حيث سينظر إليها على أنها تتربح وتستغل الفرصة.
يأتي ذلك في وقت ألغيت فيه نسخة عام 2021 من معرض بورجيه لصناعات الطيران والفضاء الذي يقام قرب باريس وكان مقررا بين 21 و27 حزيران (يونيو) المقبل، "نظرا إلى عدم اليقين المرتبط بالأزمة الصحية" الناجمة عن وباء كوفيد - 19 على ما أفاد المنظمون.
وبحسب "الفرنسية"، أوضح المنظمون في بيان أن مجلس إدارة معرض باريس الدولي لصناعات الطيران والفضاء "توصل إلى هذا القرار نظرا إلى الوضع الصحي الدولي وإلى عدد الزوار لهذا الحدث الذي يستقطب مئات آلاف الأشخاص سنويا. وأرجئت النسخة الـ54 من هذا المعرض تاليا إلى حزيران (يونيو) 2023.
وأتى الإلغاء في حين وجهت الجائحة العالمية ضربة شبه قاضية إلى قطاع الطيران العالمي ما أثر أيضا في صناعة الطيران في العالم التي اضطرت إلى تخفيض الإنتاج بشكل جذري.
وقال باتريك ضاهر المفوض العام للمعرض في البيان "بعد أشهر طويلة من تعليق نشاطات المعارض عبر العالم كانت أوساط صناعات الطيران والفضاء والدفاع سعيدة بالالتقاء مجددا". وهو ينوي جعل نسخة عام 2023 "معرض التجدد".
وأقيم معرض بورجيه للمرة الأولى عام 1909 وهو يقدم نفسه على أنه الأكبر في العالم في هذا المجال، وينظم كل عامين بالتناوب مع معرض فارنبره في بريطانيا الذي ألغي هذا العام بسبب الجائحة.
إلى ذلك، ترغب الحكومة البرتغالية في أن يصوت البرلمان على خطة لإعادة هيكلة شركة طيران "تاب"، تتضمن شطبا للوظائف وخفضا للأجور، بحسب ما نقله موقع "إيكو" الإلكتروني البرتغالي عن مصدر حكومي، لم يسمه.
وبحسب "الألمانية"، ذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس أن تصويت البرلمان لن يتم إلا بعد أن يتم التفاوض على الخطة مع المفوضية الأوروبية، وبعد موافقة الاتحاد الأوروبي عليها.
ومن المقرر أن تقدم شركة طيران "تاب" البرتغالية خطة إعادة الهيكلة إلى الاتحاد الأوروبي بحلول العاشر من كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
وتضررت شركة تاب بشدة من التراجع في الأعمال بسبب جائحة فيروس كورونا، مثلها في ذلك مثل شركات الطيران الأخرى.

https://www.aleqt.com/2020/12/07/article_1986551.html