[EMAD321]

قبل سبعة أشهر فقط، كان المئات من أصحاب المليارات والملايين يحلمون بأن تكون أسماؤهم ضمن قائمة المحظوظين الذين سيتمكنون من شراء إحدى الطائرات الخاصة التي تصنعها شركة غالف ستريم من طراز G 650، على الرغم من أن الشركة اشترطت على راغبي الشراء دفع «عربون» قدره نصف مليون دولار قبل منتصف ليل 15 ابريل الماضي، وذلك لضمان تسجيل اسم المحظوظ في قائمة راغبي الشراء.
ومن ضمن الشروط الغريبة التي وضعتها الشركة، يوم كان المئات يتهافتون على الشراء، أن «العربون» غير قابل للرد في حال عدل دافعه عن الشراء، كما لا يحق له التنازل لغيره أو بيع «دوره».
اليوم.. تغير الوضع تماماً.. فالأزمة الاقتصادية الخانقة أرخت بسدولها على الجميع بمن فيهم أصحاب المليارات والملايين، كما أن أزمة القروض الائتمانية باتت تؤرق الجميع، ولم يعد ممكناً بالنسبة لمعظم هؤلاء تأمين ثمن هذه الطائرة، البالغ ستين مليون دولار، والتي من المقرر أن تبدأ العمل أوائل سنة 2012.
ويقول المدير التنفيذي لشركة نت جيت ريتشارد سنتولي إن سوق الطائرات الخاصة يعيش هذه الأيام أكثر الأزمات سوءاً منذ ولادته قبل عشرات السنين.. فالوضع الاقتصادي ألحق ضرراً بالغاً بالسوق، كما أن الشركات الكبرى التي تمتلك طائرات خاصة لتنقلات كبار المسؤولين فيها باتت تسعى إلى التخلص من تلك الطائرات أو عرضها للتأجير لكل من يدفع.
ففي إطار خفض النفقات، قررت كل من مجموعة سيتي غروب المالية الضخمة و«تايم وورنر» بيع ما تمتلكانه من طائرات خاصة، باستثناء طائرة واحدة للاستخدام حين تستدعي الضرورة القصوى مع عرضها للتأجير في الأوقات الأخرى.

ولخفض النفقات أيضاً، قررت شركات صناعة السيارات الأميركية «فورد» و«جنرال موتورز» و«كرايسلر» التخلي عن أساطيلها من الطائرات الخاصة والمخصصة لتنقلات كبار المسؤولين فيها، خصوصا بعد الإحراج الذي واجهه رؤساء الشركات الثلاث أثناء مثولهم أخيراً أمام الكونغرس لطلب مساعدات حكومية بعد أن وصلوا إلى واشنطن بطائرات خاصة لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعاني منه الشركات الثلاث.
وتمتلك شركة جنرال موتورز سبع طائرات خاصة يعمل في خدمتها 49 موظفاً وتبلغ ميزانية الدائرة المختصة بالتنقلات الجوية لكبار مسؤولي الشركة 127 مليون دولار سنوياً.
كذلك، فقد أغلقت شركة فورد دائرة السفريات الداخلية فيها واستغنت عن خدمات العاملين فيها، كما عرضت الطائرات الخاصة التي تمتلكها للبيع.
وتقدر تكاليف صيانة وتشغيل طائرة خاصة بمليون وثلاثمائة ألف دولار سنوياً، من ضمنها نصف مليون دولار ضرائب و400 ألف للطيار والطاقم.
ويقول جوش ميسينجر احد سماسرة الطائرات انه أمضى في الفترة الأخيرة أسبوعاً كاملاً في دبي من دون أن يتمكن من بيع طائرة واحدة على غير عادته في زياراته السابقة دبي.
ويواصل قائلاً «إن أصحاب الملايين الروس والهنود كانوا أيضاً من بين أفضل زبائنه، لكنهم الآن لا يختلفون عن غيرهم. فقد خسروا المليارات بسبب الأزمة الاقتصادية وانهيار أسواق البورصة في كل من البلدين».
وفي محاولة للتغلب على الأزمة، بدأت بعض الشركات الكبرى نوعاً جديداً من الصفقات بالتقسيط المريح. فهي تبيع حصصاً محددة في الطائرات.. يصبح بموجبها للمشتري الحق في استخدام الطائرة لعدد من الساعات أو الأيام في السنة، بشرط أن يحدد الوقت المطلوب قبل 72 ساعة على الأقل، لكن ذلك لا يضمن تلبية الطلب إذا كان هناك مشترٍ آخر قد طلب قبله استخدام الطائرة في الوقت ذاته.
ومع ذلك، فقد اضطرت شركة فلايت أوبشن التي تبيع حصص الطيران للاستغناء عن 134 من موظفيها، بينهم 104 طيارين.

منقول