يترتب على شركات الطيران الإقليمية التي تنمو بسرعة لتصبح قوى عالمية مؤثرة في عالم الطيران، أن تظهر مدى سيطرتها وتحكمها بمخاطر الأعمال لتحصل على ثقة واطمئنان المؤسسات التمويلية الدولية الحذرة.
إن شركات الطيران في الشرق الأوسط تستحوذ على حصص من السوق باندفاعها القوي؛ إلا أن الضغوط المالية الشديدة الناجمة عن الأزمة الاقتصادية العالمية ستؤثر على خطط تلك الشركات. ويتسارع التأثير العالمي لشركات الطيران الإقليمية مع شرائها لأعداد كبيرة من الطائرات على مدى العامين المقبلين. وبالإجمال، من المتوقع ان تحصل شركات الطيران الإقليمية على 114 طائرة إضافية في 2009؛ أي نحو 8 في المئة من إجمالي الطلبات العالمية وعلى 112 طائرة في 2010 أو 9 في المئة من الإجمالي العالمي، وفقاً لمركز طيران آسيا الباسيفيك. وبالنسبة إلى الطائرات ذات البدن العريض تستلم شركات الطيران في الشرق الأوسط 21 في المئة من الإجمالي العالمي أو 50 طائرة هذا العام وفي 2010 ستستلم 13 في المئة من الإجمالي العالمي.
ويبقى الشرق الاوسط واحداً من أكثر أسواق الطيران حيوية في العالم؛ إذ يتوسع فيما تدخل بقية أجزاء العالم في مرحلة ركود. إلا أن التمويل الآن بات أصعب منالاً لذا يتوجب على شركات الطيران أن تكون مستعدة تماماً لإقناع الممولين بجدواها.
وفي ظل المناخ الاقتصادي الحالي، نرى أن الممولين حذرون للغاية بالنسبة إلى القروض الجديدة ويطلبون مستويات أعلى من الضمانات، وهذا الحذر لا يتعلق فقط بالضمانات بل يريدون تحليل وفهم خطط أعمال شركات الطيران والمخاطر المتصلة بها.
ومن المهم بالتالي أن تمتلك هذه الشركات أنظمة فعالة لإدارة المخاطر حتى تظهر أنها أخذت بالاعتبار جميع أنواع المخاطر التي يواجهها القطاع وأنها تقوم بإدارة هذه المخاطر.
على شركات الطيران أن تأخذ أنظمة إدارة المخاطر منهج التحليل من الأدنى إلى الأعلى حتى يمكن سماع الآراء والأفكار كافة، ما يمنح الشركة أفضل فرصة لتحديد وإدارة المخاطر الائتمانية المتوقعة. وستشمل إدارة المخاطر تقييم احتمالات ونتائج المخاطر وتشكيل رؤية عن مستوى الأولوية التي يجب أن يتم إيلاؤها.
إن إظهار مدى الاستعداد لمجابهة المخاطر ومنع حدوثها يشكل جزءاً مهماً من طريقة إقناع شركات الطيران للمقرضين ويساعدها في النهاية من تحقيق أهدافها وخططها التوسعية.