قبل أسابيع من التعديل الجديد للائحة الدول التي لا تلتزم بمعايير الأمن والسلامة تستعد المفوضية الأوروبية لإرسال بعثات مساعدة تقنية، لمساعدة شركات الطيران المدني في دول مختلفة على تحسين معايير السلامة، تمهيدا لرفع القيود المفروضة عليها، وذلك بالتعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدني، وقال الجهاز التنفيذي للاتحاد، إنه على استعداد لتخفيف القيود المفروضة على بعض شركات الطيران المدني في حال لمس تحسنا لدى هذه الشركات من ناحية السلامة والأمان.
وقالت مصادر المفوضية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن بعثة المساعدة التقنية الأوروبية ستتوجه إلى الجزائر في غضون أسابيع، وذلك قبيل الإعلان عن التعديل الجديد للقائمة السوداء، التي تضم الشركات المحظورة في الاتحاد الأوروبي، والمقرر الإعلان عنه في فبراير (شباط) المقبل.
يذكر أنه عند الإعلان عن التعديل السادس عشر للقائمة السوداء لشركات الطيران، رحبت المفوضية الأوروبية بالتقدم الذي أحرزته شركة «الطيران الجزائرية»، «التي تم فرض قيود على حركتها بسبب بعض الثغرات»، حسب الناطقة باسم كالاس، هيلين كيرنس.
وعبرت الناطقة عن استعداد المفوضية لإرسال بعثة مساعدة تقنية لمساعدة شركة «الطيران الجزائرية» على تحسين معايير السلامة، تمهيدا لرفع القيود المفروضة عليها، وذلك بالتعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدني، وأكدت المفوضية الأوروبية أن شركة «الخطوط الجوية الجزائرية» تسير في الطريق الصحيح لتجنب تسجيلها ضمن القائمة السوداء لشركات الطيران الممنوعة من دخول المجال الجوي للاتحاد الأوروبي.
وذكرت تقارير إعلامية جزائرية في ذلك الوقت أن الخطوط الجوية الجزائرية تلقت إنذارا في يوليو (تموز) الماضي، حيث تمت دعوتها إلى حل المشكلات المسجلة ضدها.. مضيفة أن مسؤولي الشركة أقنعوا المفوضية يوم 10 نوفمبر (تشرين الأول) الماضي بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
وأفادت أن بعثة فنية تابعة للاتحاد الأوروبي ستتوجه إلى الجزائر للتحقق من ذلك، موضحة أن مشكلات «الخطوط الجزائرية» لم يتم حلها بالكامل، غير أن المعطيات التي قدمها مسؤولو الشركة ستؤخذ بعين الاعتبار.
وخلال التعديل السادس عشر، أضافت المفوضية الأوروبية جميع شركات الطيران الأفغانية إلى اللائحة السوداء، التي تتضمن الشركات الممنوعة من استعمال المطارات والأجواء الأوروبية، لأسباب تتعلق بالسلامة، وأشارت المفوضية، التي تجري تحديثا دوريا للائحة السوداء كل ثلاثة أشهر، إلى أن المسؤولين أضافوا أيضا شركة طيران موريتانية، ليصبح عدد شركات الطيران الممنوعة من استخدام المطارات الأوروبية مائتين وسبعة وستين شركة تنتمي إلى تسع عشرة دولة من مختلف أنحاء العالم، وأضيفت شركة نقل جوي معتمدة في قرغيزستان، وأخرى في الغابون إلى قائمة الشركات الممنوعة، في حين أزيلت تسع شركات طيران من كازاخستان من اللائحة السوداء. وجاء في بيان اللجنة التنفيذية أن حظر المجال الجوي الأوروبي على شركة (أريانا) الجوية الأفغانية اتسع ليشمل جميع شركات النقل الجوي المعتمدة في أفغانستان، بسبب نقص السلامة. كما تم فرض حظر على «الخطوط الجوية الموريتانية» وأي شركة طيران أخرى معتمدة في موريتانيا، نظرا لاستمرار أوجه القصور المتعلقة بعمليات الصيانة التي تم تحديدها أثناء عمليات تفتيش نفذت في مطارات دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. وشمل قرار الحظر أيضا شركة الطيران الجديدة في الغابون «أفريك للطيران» وشركة «سي أي أي إس» في قرغيزستان، فضلا عن كل الشركات المعتمدة في هاتين الدولتين اللتين فرضت عليهما قيود لعدم كفاءة سلطاتهما المختصة في مراقبة إجراءات السلامة. في المقابل أزيلت تسع شركات كازاخية من اللائحة السوداء، بعد أن أبلغت سلطات كازاخستان أنها ألغت تراخيص هذه الشركات. ورفعت أيضا القيود المفروضة جزئيا على شركة «إيرليفت إنترناشيونال» الغانية في أعقاب التحسن الملاحظ في خدمات الشركة، وسمح لها بالطيران في المجال الأوروبي تحت شروط صارمة. وفي هذا الإطار، أكد المفوض الأوروبي المكلف بشؤون النقل سيم كالاس، أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه التهاون في مسألة السلامة والأمن، و«عندما نستنتج مشكلة في نظم المراقبة ونقصا في إجراءات السلامة، فلا بد لنا من منع شركات الطيران من استخدام أجوائنا ومطاراتنا، حرصا على سلامة المواطنين الأوروبيين». وذكر كالاس أن لدى المفوضية الأوروبية أدلة على أن شركات النقل الجوي المحظورة ليست آمنة، حيث فشلت السلطات التنظيمية بها في تطبيق معايير السلامة. وجدير بالذكر أنه في سبتمبر (أيلول) الماضي كانت القائمة تضم 278 شركة طيران من 17 بلدا،
رابط المصدر