[عاشق A380]

قالت مصادر عاملة في قطاع الشحن الجوي إن الانتعاش الذي رافق قطاع الطيران بشكل عام داخل الإمارات وتوفر البنية التحتية في مطارات الدولة ساعدا إلى حد كبير في الوصول إلى نسب نمو خلال عام 2010 تصل إلى 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق عليه . وتوقعت أن ترتفع نسبة النمو مع تلاشي آثار الأزمة في الأسواق المصدرة خلال العام الجاري لتتجاوز 15% .
أوضحت المصادر أن الموقع الجغرافي المميز للإمارات كحلقة ربط بين الشرق والغرب ووقوعها في محيط جغرافي إقليمي يضم كتلة سكانية يصل تعدادها إلى أكثر من 4 .1 مليار نسمة بالإضافة إلى أن تكامل منظومة الشحن الجوي والبحري والبري وتوفر بنية تحتية أسهما بشكل كبير في دعم القطاع ودفعه إلى تحقيق مستويات نمو جيدة على الرغم من انعكاسات الازمة المالية العالمية .
وقالت المصادر إن قطاع الشحن يتطور بشكل مستمر ويدخل منافسون جدد للقطاع الأمر الذي يتطلب توحيد الجهود تحت مظلة واحدة تهتم وترعى قطاع الشحن الجوي وتعمل على تطوير القطاع وابتكار المنافسة علاوة على تفادي أي نوع من التضارب بين المؤسسات العاملة في القطاع وتضع رؤية متكاملة تحدد دور كل مرفق حالياً أو مستقبلياً، مشيرة إلى أن قطاع النقل الجوي في الإمارات بشكل عام يتسم بخدمات وتسهيلات وبنية تحتية على أعلى المعايير الدولية .
قال علي المدفع مدير مطار الشارقة إن مطار الشارقة الدولي يعتبر مركزاً إقليمياً رائداً في مجال الشحن الجوي بفضل مركزه الجغرافي المتميز الذي يربط الشرق بالغرب، وارتباط المطار بموانئ الشارقة على المحيط الهندي والخليج العربي، إلى جانب الخدمات والتسهيلات النوعية التي يوفرها المطار والتي أتاحت له مركز الصدارة في هذا المجال، مشيراً إلى أن مركز الشحن في مطار الشارقة حقق نمواً في الشحن الجوي بنسبة 16% العام الماضي مقارنة بعام 2009 .
وأضاف المدفع أن مركز الشحن في مطار الشارقة الدولي يسعى دائماً إلى خدمة عملائه المميزين بكل كفاءة والمعايير نفسها التي تتماشى مع مستويات الخدمة العالمية، وأن كافة الاجراءات والتسهيلات في مركز الشحن معتمدة من قبل شهادات الأيزو للجودة، وذلك لتلبية أفضل المعايير الدولية في هذا المجال .
وذكر أن الإجراءات الجمركية في مركز الشحن بمطار الشارقة الدولي تمتاز بالوضوح والكفاءة، ويقوم بتحديث أنظمة الأمن بما يتواكب مع أحدث التكنولوجيا في هذا المجال، ولأن المركز يضع الأمن والسلامة ضمن أولوياته واهتماماته .
وقال علي المدفع ان مطار الشارقة يحتوي على 5 مبانٍ للشحن، كما تحتوي هذه المباني على مواقف خاصة لطائرات الشحن مجهزة لتحميل معدات من أحجام متنوعة وتمت إضافة موقفين جديدين لطائرات الشحن مشيرا إلى انه يمكن تسليم البضائع على مدار الساعة، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع والأعياد الوطنية . وإعادة إرسال الشحنات تحت القيود الجمركية ممكنة إذا كان هناك تنظيم مسبق مع المطار وشركة الطيران المعنية .
وقال علي الجلاف نائب رئيس وحدة الشحن في مؤسسة مطارات دبي والمدير التنفيذي لقرية دبي للشحن إن مراكز الشحن في دبي تشكل إحدى القنوات والوسائل الرئيسية للتنمية الاقتصادية الشاملة في دبي مشيراً إلى أن قطاع الشحن الجوي يعتبر أداة رئيسية لتنشيط موارد المطار بما في ذلك رسوم الهبوط والإقلاع لطائرات الشحن، وزيادة الحركة التجارية .
وأضاف أن ارتفاع أسعار الوقود ينعكس بشكل طبيعي على رسوم الوقود على الشحن، وكلما زاد ارتفاع أسعار النفط ارتفع رسم الوقود على الشحنة مشيرا إلى أن القرية سجلت نمواً في حركة الشحن خلال العام الماضي بنسبة تتجاوز 10%، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة مع نهاية العام الجاري في ظل ظهور بوادر الانتعاش الاقتصادي والتجاري محلياً وإقليمياً وعالمياً .
وأشار علي الجلاف إلى أن تكامل منظومة الشحن البري والجوي والبحري في الإمارات مع افتتاح مطار آل مكتوم من شأنه أن ينعكس على مستويات النمو في قطاع الشحن خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن افتتاح المطار الجديد في جبل علي لن يؤثر في حركة الشحن في القرية بل يلعب دوراً مكملاً لها .
وأوضح أن انتعاش قطاع إعادة التصدير يلعب دوراً مهماً في نمو قطاع الشحن الجوي لافتاً إلى أن الإمارات تشكل نقطة التقاء حيوية بين الشرق والغرب، وممراً مهماً لحركة البضائع الجوية والبحرية .
وقال الجلاف إن البضائع التي يتم شحنها جواً تتسم بصعوبة الاستغناء عنها، مثل قطع غيار السيارات، ومكونات أجهزة الكمبيوتر، وبات شحن البضائع ذات الأحجام القليلة جواً بدلاً من نقلها بحراً أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية الأكبر .
من جانبه سقال جاسم البستكي مدير عام “ميدكس ايرلاينز” إن الدعم المتواصل من شركة مطارات أبوظبي والتعاون الكبير الذي قدمه القائمون على مطار العين الدولي الذي يعتبر محطة في غاية الأهمية لنقل البضائع فضلاً عن الموقع الاستراتيجي الذي يحتله مطار العين والذي جعل منه مركزاً مهماً لخدمة المستوردين في كل من أبوظبي والإمارات الشمالية على حد سواء أسهم بشكل كبير في نمو قطاع الشحن على الرغم من انعكاسات الأزمة المالية العالمية، مشيراً إلى سهولة الحركة في المطار ساعدت إلى حد كبير في الوصول إلى نسب نمو جيدة مقارنة بأسواق المنطقة .
وقال البستكي إن حركة الشحن الجوي بدأت بالانتعاش مجدداً خلال الشهور الأخيرة مع الانتعاش الذي رافق قطاع الطيران بشكل عام داخل الإمارات، لافتاً إلى أن نسبة النمو خلال العام الماضي وصلت إلى 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي .
وبين البستكي أن النمو في حجم أعمال الشركة، يرجع إلى سياسة إدارة المخاطر التي تتبعها واعتمادها على أسطول متنوع يتميز بالقدرة على شحن حمولات ضخمة، فضلاً عن تركيزها على جهات رئيسية في شرق آسيا تعتبر الأقل تأثراً بتداعيات الأزمة، مشيراً إلى أن “ميدكس ايرلينز” تسعى دوماً لاعتماد أعلى المعايير العالمية في جودة المنتجات ونقل الشحنات وتعزيز رضا العملاء من خلال الابتكار والمرونة والتطوير الدائم للخدمات التي تقدمها .
وأضاف جاسم البستكي أن موقع الإمارات الجغرافي وانتعاش قطاع إعادة التصدير أسهما بشكل كبير في صمود قطاع الشحن أمام انعكاسات الأزمة العالمية، مؤكداً أن العام الحالي سيشهد انطلاقة لهذا القطاع مع تلاشي انعكاسات الأزمة وتأثيرها عن الأسواق الخارجية المصدرة .

رابط المصدر